التنافس الأميركي ـ الصيني ونهاية النموذج الغربي

كتاب باسكال بونيفاس... قراءة في التغيرات الجيوسياسية المترتبة على وباء «كوفيد ـ 19»

التنافس الأميركي ـ الصيني ونهاية النموذج الغربي
TT

التنافس الأميركي ـ الصيني ونهاية النموذج الغربي

التنافس الأميركي ـ الصيني ونهاية النموذج الغربي

عندما سأل الكاتب الفرنسي المعروف أندريه مارلو، ومبعوث الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديغول إلى الصين الشعبية، تمهيداً للاعتراف بها، الزعيم الصيني شو أن لاي، عن رأيه بالثورة الفرنسية التي حصلت عام 1789، ردّ الأخير بقوله: «من المبكر إعطاء رأي بهذا الخصوص».
بهذه الحادثة بالغة الدلالة يبدأ باسكال بونيفاس كتابه الأخير الذي خصصه لدراسة التبعات الجيوسياسية لوباء «كوفيد 19». وأراد بونيفاس من خلال استشهاده بقول الزعيم الصيني التنبيه إلى أن خلاصاته ليست نهائية قطعية، بل إنها مبكرة أولية، لما لهذا الوباء الذي لم يقض عليه بعد، من ارتدادات عميقة للغاية ما زالت تتواتر وتتطور.
وبذلك يكون الكاتب قد حفظ خط الرجعة. لكنه، رغم حذره، خاض في ملف بالغ الأهمية ومن شأنه أن يقلب التوازنات العالمية، وهو ما يحصل مباشرة أمام أعيننا. ولذلك، وزع بونيفاس، وهو رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية ومحلل مرموق، كتابه على 10 فصول، إضافة إلى مقدمة وخلاصات. وخيطه الجامع، وفق قراءته، تراجع الغرب الذي سيطر على العالم منذ الثورة الصناعية وبروز قوى أخرى أبرزها الصين. وما بين هذه الأخيرة وبين الولايات المتحدة، زعيمة العالم الغربي، تضيع أوروبا العاجزة عن فرض نفسها قوة يؤخذ بها على المسرح العالمي بحيث تصح عليها تسمية «مارد اقتصادي رجلاه من طين».
كثيرة العبارات التي استخدمت، والتي يرصدها الكاتب للتدليل على التغيرات التي يتسبب بها الوباء: «لا شيء سيكون كما في السابق»، «سائرون إلى عالم جديد»، «نحن نعيش منعطفاً تاريخياً في العلاقات الدولية»... وغيرها من العبارات المستخدمة بكثافة في الشهور الأخيرة. ورأي بونيفاس الأولي أن فيروس «كورونا» لم يخلق التغيرات من عدم، بل إنه عمقها ووسع أبعادها على المستوى الجيوسياسي والجيوستراتيجي.
وما بين إشاعات «المؤامرة» التي انتشرت منذ الأيام الأولى لظهور «كوفيد 19» والتقارير الاستخبارية، كالتقرير الذي صدر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 2009 تحت عنوان «كيف سيكون عالم الغد؟»، ويتحدث عن وباء شبيه بـ«كورونا» ينطلق «من منطقة ذات كثافة سكانية عالية حيث يوجد تقارب بين البشر والحيوانات كما في الصين أو في جنوب شرقي آسيا»، أو محاضرة بيل غيتس في العام 2015 حين اعتبر أن الخطر المميت للبشرية لن يكون التهديد النووي، بل جائحة جديدة، أو أيضاً التحذيرات الواردة في «الكتاب الأبيض» الصادر تباعاً عن وزارة الدفاع الفرنسية في نسخاته للأعوام 2008 و2012 و2017. حين نبه من المخاطر «الصحية» لتفشي أوبئة سريعة الانتشار.
هذا كله يزيد من كثافة الضبابية المحيطة بالملف ويطرح مجموعة من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي منعت السلطات المسؤولة في البلدان المتقدمة من الاحتراز والتحضر لمثل هذه الكارثة التي قضت على ما يزيد على مليون شخص وضربت اقتصاديات العالم في الصميم.
- نهاية النموذج الغربي
في فصل عنوانه «نهاية النموذج الغربي»، يصف الكاتب الولايات المتحدة بأنها في القطاع الصحي «تشبه أي بلد من بلدان العالم الثالث». ويرى أن صورة «القوة المهيمنة» عالمياً تتهاوى مع رؤية أعداد الضحايا وطريقة تعاطيها مع الوباء. ويذكر الكاتب واقعة غير معروفة، وهي أن سلطات مدينة نيويورك حفرت خندقاً في أبريل (نيسان) الماضي في المنطقة المعروفة باسم «هارت إيلاند» لإلقاء جثث الضحايا التي خزنت في برادات كانت توقف في مرائب المستشفيات. ويأتي على أحداث أخرى كثيرة ليدلل على العجز الأميركي عن مواجهة وباء مستفحل.
ويرجح الكاتب أن السبب في ذلك اعتبار الغرب الأوروبي والأميركي أن ما حصل في الصين وفي منطقة ووهان تحديداً «لا يمكن أن يحصل عندنا»، وذلك بسبب ما يسميه «الاستعماء الآيديولوجي»، أي النظرة الفوقية للغرب الرأسمالي الليبرالي إلى باقي العالم التي انطلقت في العام 1492 واستمرت 5 قرون، إذ بدا «من البديهي والطبيعي» وجود غرب مهيمن وعالم مهيمَن عليه. لكن الوضع تغير مع موجة «العولمة الثالثة» التي شهدت بروز قوى جديدة مثل جنوب أفريقيا والهند والبرازيل والصين أو ما يختصر بـ«بريكس» ترفض القوى الاستعمارية السابقة.
وبرأي الكاتب أنه إذا كانت هناك «أمثولة» يتعين على الغرب حفظها من الوباء فهي «التواضع»، إذ إن الغرب «ما زال يعتقد أنه مركز العالم، إلا أنه في الواقع ليس سوى جزء منه». ولذا، فإن الغرب الذي ما زال يعتبر أن «قيمه أعلى وأسمى من قيم الآخرين» ومن الضروري والمشروع الاستمرار في بثها ولو باللجوء إلى وسائل مثل القوة، مخطئ تماماً في قراءاته للعالم اليوم. وعليه، يتعين على الغرب قبول أن الآخرين «ليست لهم بالضرورة الرؤية نفسها، وسبب ذلك ليس أنهم أقل ذكاء أو تطوراً، بل لأن لهم مقاربة استراتيجية مختلفة». وخلاصة الكاتب «الأولى» أن على الغرب أن يعي أن «عليه إفساح المجال للآخرين لإيجاد حلول لمواجهة التحديات، ومنها (كوفيد 19)، ما يعني قبول التعددية، وأن لغير الغربيين رؤاهم وكلمتهم». وفي مقارنة سريعة، يسلط الكاتب الضوء على الفروقات الهائلة بين ما أصاب «الغرب»، أي أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وما أصاب «بلدان الجنوب» في أعداد الإصابات والوفيات، ليبين أن التقدم ليس دائماً عند الجهة التي تعتقد أنها متقدمة على الآخرين.
يطرح بونيفاس سؤالاً رئيسياً كالتالي؛ هل الصين هي الطرف الرابح فيما يشبه المنافسة مع الغرب؟ يرى الكاتب أن من راهنوا على رؤية الصين تنهار بفعل انطلاق الوباء من داخلها خابوا لأنها «خرجت منتصرة وعاودت مسارها لتصبح القوة العالمية الأولى». وهذا الواقع يثير القلق والخوف في الغرب أميركياً وأوروبياً. لكن الكاتب يتساءل: «أليس من المستغرب أن تستفيد الصين من جائحة انطلقت من أراضيها وسعت إلى إنكارها طيلة أسابيع حتى لا تعترف أن التخلف ما زال يضرب عدداً من مناطقها، وأنها لم تستفد مما حصل عندها لدى اندلاع جائحة سارس؟».
يروي المؤلف بالتفصيل كيف سعت السلطات الصينية لإخفاء الوباء، ليس فقط في الداخل، وإنما أيضاً عن العالم الخارجي؛ خصوصاً بعدما اكتشف الأطباء والعلماء الصينيون قوة العدوى، وهو ما أخذه عليهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي دأب على تسمية «كورونا» بـ«الفيروس الصيني». إلا أن بونيفاس يعتبر أن اتهام الصين بأنها «صدّرت» عن عمد الوباء إلى الخارج «وهو ما يفعله ترمب وحلفاؤه البريطانيون والأستراليون» أمر «بالغ الخطورة»، وأهدافه «محض سياسية».
ومن مواجهة الوباء، انتقلت الصين سريعاً إلى كيفية استغلاله في سياستها الخارجية، وهو ما عبّر عنه زعيمها شي جيبينغ في قمة «مجموعة العشرين» الصحية التي عقدت عن بعد حين اقترح «تشارك» التجربة الصينية للتغلب على الوباء والتعاون الدولي للوصول إلى لقاح ناجع. وكترجمة «فورية» لهذا المبدأ، سعت الصين إلى تفعيل «دبلوماسية الكمامات» التي تصنع نحو 70 في المائة منها عالمياً، بينما كان الغرب مفتقداً إياها. وفيما أوروبا والولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى تعاني من وصول «الموجة الثانية» من الوباء، فإن بكين تعتبر أنها انتصرت في معركتها ضده، وبالتالي فإنها تروج لغلبة «النموذج الصيني» الصحي والاجتماعي على «النموذج الغربي». ألم يقل الزعيم الصيني بمناسبة المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي في العام 2017 إن «الصين أصبحت اليوم قوة كبرى في العالم، وحان الوقت لتحتل الموقع المركزي على المسرح العالمي»؟
«دبلوماسية الكمامات» فعلت فعلها ليس في أفريقيا، وإنما في قلب أوروبا. روما شكت من غياب التضامن الأوروبي معها وكذلك فعلت إسبانيا، وكلتاهما، بالمقابل، شكرتا الصين على المساعدات الصحية التي وفرتها لهما. وبلدان أخرى عدة استفادت من «كرم» الصين. إلا أن الصوت الغالب أوروبياً كان انتقاد الصين لـ«غياب الشفافية» (أنجيلا ميركل) أو لـ«بث أخبار كاذبة» (جوزيب بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي).
- ترمب والعدو الصيني
يقيم الكاتب مقارنة بين كيفية إدارة شي جينبينغ ودونالد ترمب لأزمة «كورونا». الثاني حمّل الأول ومنظمة الصحة العالمية التي اتهمها بالتواطؤ مع بكين مسؤولية انتشار الوباء على نطاق عالمي. لكن الرئيس الأميركي ينسى (أو يتناسى) أنه ترك جانباً كل التحذيرات الصادرة عن أجهزة المخابرات الأميركية وعن مستشاريه، ومنهم مستشاره للتجارة بيتر نافارو الذي وزع بداية يناير (كانون الثاني) الماضي دراسة نبّه فيها إلى أن الوباء سيهدد حياة الملايين من الأميركيين ويصيب الاقتصاد في الصميم. أما الخطأ الثاني الذي ارتكبه ترمب، بحسب المؤلف، فهو أنه عهد بإدارة الأزمة إلى صهره جاريد كوشنر الذي «يفتقر للأهلية والخبرة للقيام بمثل هذه المهمة التي فشل فيها كما فشل قبلها في تحقيق (صفقة القرن) بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
ولأن الرئيس الأميركي بدا عاجزاً عن تعديل واقع الأزمة الحادة التي ضربت بلاده، فإنه حاول، وفق بونيفاس «أن يغير رؤية مواطنيه لها» رغم تصريحاته العجيبة والأخطاء التي ارتكبها، إذ أن همه الأول «يبقى إعادة انتخابه رئيساً» للولايات المتحدة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل رغم انعدام الورقة الاقتصادية التي كان يراهن عليها بسبب تبعات الوباء. ويعرض الكتاب بالتفصيل مفارقات ترمب الرافض يوماً لنصائح مسؤولي الصحة أو لما تقوله العلوم واستهزاءه بفاعلية الكمامات واعتباره أن الوباء سينتهي بقدرة قادر أو مع الصيف... ولا يتضمن الكتاب إشارة إلى إصابته شخصياً بالفيروس وشفائه لأنه صدر قبل ذلك بقليل.
يلاحظ الكاتب أن ترمب ينسب لنفسه كل ما هو إيجابي ويلقي المسؤولية على الآخرين في كل ما هو سلبي، وهو بذلك لا يخاف من التضخيم. فقد قرن مثلاً الوباء بهجوم الطيران الياباني على قاعدة «بيرل هاربور» الأميركية وبهجوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابي على نيويورك ومواقع أخرى أميركية. وفي الحالات الثلاث، فإن العدو «خارجي». وهذا العدو اسمه اليوم الصين التي اعتبر، منذ العام 2016، أنها «نهبت» الولايات المتحدة، والدليل على ذلك أن الفائض التجاري لصالح الصين منذ العام 2015 يتراوح ما بين 345 إلى 420 مليار دولار. ورد ترمب كان سياسياً وتجارياً في آن، سياسياً لجهة توثيق علاقات واشنطن مع تايوان، وآخر تجلٍّ لهذه السياسة العقود العسكرية الثلاثة الكبرى للجزيرة الصينية، وتجارياً لجهة فرض مئات المليارات رسوماً إضافية على البضائع الصينية وإطلاق حرب تجارية، ناهيك عن التنديد بمخططات بكين التوسعية والعمل على لعب ورقة الهند ضدها وتأليب البلدان الخائفة منها والقيام بحملة سياسية ضدها تحت بند انتهاكها لحقوق الإنسان والحريات، بما في ذلك في هونغ كونغ. وتحولت الصين إلى «سلاح» انتخابي بيدي ترمب عن طريق تقديم نفسه «صلباً» بمواجهة بكين بينما «جو النعسان» كما يحلو له أن يسمي منافسه جو بايدن «ضعيف في مواجهتها». وذهب إلى حد اعتباره «مرشح الصين» التي تأمل في حال نجاحه في «استعادة مئات المليارات» التي استوفاها ترمب، وبذلك يكون ترمب قد حول الصين من منافس استراتيجي (يطرح تحديات حقيقية على الولايات المتحدة) إلى ذريعة انتخابية. وفي هذا السياق، يبدو أن ترمب قد أصاب الهدف لأن نسبة الذين ينظرون سلبياً إلى الصين ارتفعت من 43 في المائة إلى 64 في المائة في الأشهر الأخيرة، ما يدفع ترمب للتركيز أكثر فأكثر على هذه الناحية.
يقول باسكال بونيفاس إن «التنافس بين الجبارين الأميركي والصيني سيشكل المحور الذي سيؤطر العلاقات الدولية، وسيكون أحد أهم التحديات الاستراتيجية للسنوات المقبلة. فمن جهة، لم تعد الصين تخفي طموحاتها. ومن جهة ثانية، فإن الولايات المتحدة لا تخفي قلقها. ولذا، فإن وباء (كوفيد 19) لم يخلق هذه المنافسة، بل زادها حدة». والسؤال، برأيه، لم يعد مركزاً على معرفة ما إذا كانت الصين ستتخطى منافستها الأميركية بل متى سيحصل ذلك. فعلى المستوى الاقتصادي، كان الناتج القومي الصيني الخام في العام 1980 يقل عن 179 مليار دولار (مقابل 2900 مليار للجانب الأميركي). وفي العام 2018، وصل إلى 13600 مليار (أي أنه زاد 75 ضعفاً) بينما الناتج الأميركي ارتفع إلى 20500 مليار (بزيادة 9 أضعاف فقط) ما يعني أنه إذا استمرت الأمور على هذه الوتيرة، فإن بكين ستلحق واشنطن قريباً وستتخطاها. لكن ثمة عوامل داخلية وخارجية (اقتصادية، عسكرية، استراتيجية، سياسية) يمكن أن تعيق مسار الصين نحو احتلال الموقع الأول عالمياً. وبأي حال، لا يعني التفوق في ميزان المدفوعات، التفوق العسكري والاستراتيجي، ما من شأنه أن يخفف من القلق الأميركي.
يعتبر بونيفاس أن ثمة فارقاً أساسياً بين ترمب وشي جينبينغ. أفق الأول هو 3 نوفمبر المقبل، وأفق الثاني السنوات 2030 - 2040. قرارات الأول يحكمها الاستحقاق الانتخابي، وقرارات الثاني بعيدة المدى، وهدفها جعل الصين القوة الأولى في العالم. فهي اليوم الشريك التجاري الأول لـ140 بلداً حول العالم، واحتلت مواقع كانت معقودة اللواء لواشنطن ولعواصم أوروبية كبرى منذ عقود. كما أنها احتلت رئاسة كثير من المنظمات الدولية. ومن الأمور اللافتة التي يتوقف عندها الكاتب أن الصين تحتل الموقع السادس في ترتيب مستوى تعليم الرياضيات، بينما الولايات المتحدة تقبع في المرتبة التاسعة والثلاثين. الصين تخرّج سنوياً 1.3 مليون طالب في الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا، مقابل 300 ألف متخرج أميركي.
يبقى التنافس العسكري وقدرة الانتشار عبر العالم. ولا شك أن الطرف الأميركي هو المتفوق. ويروي الكاتب مضمون اتصال بين الرئيس ترمب والرئيس الأسبق جيمي كارتر، شرح فيه الثاني الأسباب التي ستمكن الصين من تجاوز الولايات المتحدة. ومن الأمثلة التي أعطاها أن أميركا كانت في حالة حرب شبه دائمة، بينما الصين لم تدخلها أبداً. ولأميركا اتفاقات دفاعية مع 60 بلداً، وهو ليس حال الصين. وبالمقابل فإن الأخيرة تملك خطوطاً حديدية للقطارات فائقة السرعة تزيد على 18 ألف ميل، بينما هذا النوع غير موجود لدى الجانب الأميركي. والخلاصة أن المصاريف العسكرية الأميركية الضخمة «هدية للصين» التي تستطيع، بفضل 280 رأساً نووياً، أن تردع المنافس الأميركي الذي يمتلك 6400 رأس نووي.
خلاصة باسكال بونيفاس أن لحاق الصين بالولايات المتحدة لا مفر منه، وأن أزمة وباء «كوفيد 19» بيّنت أن واشنطن فقدت قيادة العالم لصالح بكين. وأن سياسة ترمب الذي اختار المواجهة مع بكين ستكون لها نتائج «كارثية»، خصوصاً أن اختياره «الانعزال» قد فتح الأبواب واسعة للصين.


مقالات ذات صلة

العنف في العراق من خلال رواياته

كتب العنف في العراق من خلال رواياته

العنف في العراق من خلال رواياته

في دراسته «مدونة العنف في العراق» يبدأ الباحث الدكتور «أحمد حميد» بكلمة لـ«حنة آرنت» «كلُّ انحطاطٍ يُصيبُ السلطة إنما هو دعوة مفتوحة للعنف»

د. يحيى حسين زامل
كتب مختارات من شعر عبد الرزاق الربيعي

مختارات من شعر عبد الرزاق الربيعي

صدر حديثاً عن مؤسسة «شمس للنشر والإعلام» في القاهرة، بالتعاون مع «بيت الشعر العراقي» في بغداد، كتاب «غيمٌ على سرير... مختارات من شعر عبد الرزاق الربيعي»

«الشرق الأوسط» (بغداد)
كتب «فلسفة العبث»... تجلياتها في المسرح والرواية

«فلسفة العبث»... تجلياتها في المسرح والرواية

عن دار «إضاءات» بالقاهرة صدر كتابُ «فلسفة العبث» للباحث والأكاديمي المصري د. حسن حماد، الذي يتوقف بشكل خاص عند التجليات المدهشة لتلك الفلسفة في عدد من الفنون

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «تربية النحل حسب صمويل بيكيت»

«تربية النحل حسب صمويل بيكيت»

صدرت حديثاً عن «دار المتوسط» رواية «تربية النحل حسب صمويل بيكيت» للكاتب مارتان باج بترجمة عربية أنجزها الروائي والباحث محمود عبد الغني

«الشرق الأوسط» (بيروت)
سينما غلاف «جمالية التلقي» (مهرجان أفلام السعودية)

مكتبة سينمائية متنوعة من «مهرجان أفلام السعودية»

لا يختلف اثنان على أن نشر بعض مؤسسات ومهرجانات السينما العربية كتباً متخصصة في مختلف شؤون الفن السابع، هو فعل ثقافي تماماً كحالة تلك المؤسسات والمهرجانات.

محمد رُضا (لندن)

محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
TT

محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)

ألغت محكمة استئناف في نيويورك، اليوم الخميس، حكماً يدين المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين في قضايا اغتصاب واعتداءات جنسية عام 2020، وأمرت بإجراء محاكمة جديدة.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أشارت المحكمة إلى ارتكاب أخطاء إجرائية، خلال المحاكمة التي شكلت انتصاراً لحركة «مي تو». وأُدينَ واينستين (72 عاما)، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وحُكم عليه لاحقاً بالسجن 23 عاماً ضمن محاكمة منفصلة أُجريت في لوس أنجليس.

وأشارت القاضية في محكمة الاستئناف، جيني ريفيرا، إلى أنه جرى، خلال المحاكمة، قبول شهادات تتعلق بأفعال غير تلك المرتكبة بحق أصحاب الدعوى «على نحو خاطئ»، وعدَّت أنّ هذه الشهادات «أعطت صورة ضارة جداً» عن واينستين. وأضافت أن الحل لهذه الأخطاء الصادمة يكون بمحاكمة جديدة.

وصوّت أربعة قضاة لصالح إلغاء هذه الإدانة، وثلاثة ضدّه.

وكتبت القاضية مادلين سينغاس، التي عارضت إلغاء الحكم بالإدانة: «بهذا القرار تُواصل المحكمة التصدّي للانتصارات المستمرة التي ناضلت من أجل تحقيقها ناجيات من العنف الجنسي... باتت النساء اللاتي يعانين صدمة مرتبطة بالعنف الجنسي (...) منسيات».

وأُدينَ واينستين، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي في نيويورك، وحُكم عليه بالسجن 23 عاماً.

ثم حُكم عليه، عام 2023، في لوس أنجليس بالسجن 16 سنة؛ لإدانته بأفعال مماثلة.

ودأب واينستين على نفي الاتهامات الموجهة إليه مؤكداً أن علاقاته الجنسية كلها حصلت بالتراضي.

ويقبع واينستين راهناً في أحد سجون ولاية نيويورك، وفق وسائل إعلام أميركية.

وتكشّفت فضائحه الجنسية عام 2017، لتنطلق على أثرها حركة «مي تو» (أنا أيضاً) التي أعطت صوتاً لمئات النساء للكشف عن انتهاكات جنسية تعرّضن لها بأماكن العمل.

واتهمت عشرات النساء واينستين بارتكاب انتهاكات جنسية في حقهنّ.

ونالت الأفلام التي أنتجها واينستين ترشيحات وجوائز كثيرة في الأوسكار، مما أكسبه شهرة منعت ضحاياه من التحدث علناً عمّا تعرّضن له، خوفاً من تداعيات ذلك على حياتهن المهنية.

ومنذ عام 2017، اتهمت عشرات النساء؛ بينهنّ أنجلينا جولي، وغوينيث بالترو، المنتج الهوليوودي السابق بالتحرش أو الاعتداء الجنسي عليهن، لكنّ كثيراً من هذه القضايا سقط بالتقادم.

ويتناول فيلم «شي سِد» (She said)، الذي صدر عام 2022، التحقيق الذي أجراه صحافيان في «نيويورك تايمز» بشأن اعتداءات واينستين الجنسية.


توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

وُجّهت إلى خمسة مراهقين تهم بارتكاب جرائم إرهابية وسط تحقيق مستمر في طعن شخصين بكنيسة في سيدني في وقت سابق من الشهر الحالي، حسبما ذكرت الشرطة الاتحادية الأسترالية الخميس.

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وقالت الشرطة في بيان: «تم توجيه الاتهام إلى خمسة أحداث بينما يواصل الفريق المشترك لمكافحة الإرهاب في سيدني التحقيق مع شركاء الجاني المزعوم الذي نفذ عملية الطعن في كنيسة واكلي».

ونفذ أكثر من 400 شرطي 13 مذكرة تفتيش في أنحاء سيدني مساء الأربعاء. وألقي القبض على سبعة شبان. وذكر البيان أن خمسة أشخاص آخرين، بينهم رجلان وثلاثة صبية مراهقين، ساعدوا الشرطة أيضاً في تحقيقاتها.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم صبي (16 عاماً)، بارتكاب جريمة إرهابية فيما يتعلق بعملية الطعن في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني في 15 أبريل (نيسان).

وأصيب رجل (53 عاماً)، بجروح خطيرة في رأسه، بينما أصيب رجل (39 عاماً) بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل.

كما اتُهم مراهقان آخران يبلغان من العمر 16 عاماً بالتآمر للمشاركة في التحضير لعمل إرهابي أو التخطيط له، في حين تم توجيه التهمة نفسها لمراهق آخر بالإضافة إلى حيازة سكين في مكان عام.

وتم رفض الإفراج بكفالة عن المراهقين الخمسة، ومن المقرر أن يمثُلوا أمام محكمة الأحداث يوم الخميس.

يشار إلى أن إعلان جريمة ما عملاً إرهابياً يمنح الشرطة سلطات تحقيق إضافية، لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع. وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرّض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

وقال ديفيد هدسون، نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، للصحافيين: «منذ تلك الحادثة الأولية، تم التعرف على عدد من الشركاء الذين نعتقد أنهم يحتاجون إلى مزيد من المراقبة والتحقيق من قِبل الشرطة». وأضاف: «سنزعم أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى آيديولوجيا متطرفة وعنيفة ذات دوافع دينية».

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه المثيرة للجدل من انتقاده للقاحات «كوفيد - 19» وإجراءات الحجر الصحي إلى الدفاع عن العقيدة المسيحية أمام الديانات الأخرى بما في ذلك الإسلام. وكثيرون من أبناء الرعية الآشورية في سيدني فرّوا من الاضطهاد والنزاعات في العراق وسوريا.

وهو نقل إلى المستشفى إثر الهجوم وحياته ليست في خطر.


ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
TT

ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)

نددت الباكستانية ملالا يوسفزاي حاملة جائزة نوبل، الخميس، بإسرائيل وأعادت التأكيد على دعمها للفلسطينيين في غزة، في أعقاب انتقادات عنيفة لمشاركتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في إنتاج مسرحية موسيقية.

وواجهت يوسفزاي التي نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014 ردود فعل عنيفة في موطنها باكستان لعملها مع كلينتون المؤيدة الصريحة لحرب إسرائيل في غزة. وتتناول المسرحية الموسيقية التي تحمل عنوان "Suffs" وتعرض في برودواي في نيويورك منذ الأسبوع الماضي نضال المرأة الأميركية للحصول على حق التصويت في القرن العشرين.

وكتبت يوسفزاي على إكس "أريد ألا يكون هناك أي لبس بشأن دعمي لشعب غزة"، مضيفة "لا نحتاج لرؤية المزيد من الجثث والمدارس المقصوفة والأطفال الذين يتضورون جوعا لندرك أن وقف إطلاق النار أمر ملح وضروري".

أضافت "لقد أدنت الحكومة الإسرائيلية وسأظل أدينها بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي وجرائم الحرب التي ترتكبها".

وشهدت باكستان العديد من الاحتجاجات القوية المؤيدة للفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت الكاتبة الباكستانية المعروفة مهر ترار على منصة إكس "إن تعاونها المسرحي مع هيلاري كلينتون (...) التي تمثل الدعم الأميركي المطلق للإبادة الجماعية للفلسطينيين (...) يشكّل ضربة قوية لمصداقيتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان". أضافت "أنا أعتبر الأمر مأساويا تماما".

وفي حين أيدت كلينتون الحملة العسكرية للقضاء على حماس ورفضت المطالب بوقف إطلاق النار، إلا أنها دعت أيضا إلى توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. ونددت يوسفزاي علنا بسقوط ضحايا مدنيين ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ملالا البالغة 26 عاما وضعت دبوسا باللونين الأحمر والأسود خلال افتتاح المسرحية الخميس الماضي للدلالة على دعمها لوقف إطلاق النار. لكن الكاتبة والأكاديمية نيدا كيرماني اعتبرت على منصة إكس أن قرار ملالا مشاركة كلينتون "يثير الجنون ويفطر القلب في نفس الوقت. يا لها من خيبة أمل مطلقة".

وشغلت كلينتون منصب وزيرة الخارجية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أشرفت على حملة غارات بالطائرات المسيّرة استهدفت مقاتلي طالبان في باكستان والمناطق الحدودية الأفغانية. وحصلت يوسفزاي على جائزة نوبل للسلام بعد إصابتها برصاصة في رأسها على يد حركة طالبان الباكستانية عندما كانت تطالب بتعليم الفتيات عام 2012.

ومع ذلك، تسببت حرب الطائرات المسيّرة بمقتل وتشويه عشرات المدنيين في المنطقة التي عاشت فيها ملالا، ما تسبب بمزيد من الانتقادات عبر الإنترنت التي استهدفت أصغر حائزة على جائزة نوبل، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وغالبا ما يُنظر إلى يوسفزاي بريبة في باكستان، حيث يتهمها منتقدوها بالترويج لأجندة سياسية نسوية وليبرالية غربية في الدولة المحافظة.


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى أمس (الأربعاء).

ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022، ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن تكلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.


«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
TT

«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)

استخدمت روسيا، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صاغته الولايات المتحدة ويدعو الدول إلى منع سباق تسلح في الفضاء الخارجي، وهي خطوة دفعت الولايات المتحدة إلى التساؤل عما إذا كانت موسكو تخفي شيئا ما.

وجاء التصويت بعد أن اتهمت واشنطن موسكو بتطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية لوضعه في الفضاء، وهو ما نفته روسيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تعارض نشر أسلحة نووية في الفضاء.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس بعد التصويت «حق النقض اليوم يطرح هذا السؤال: لماذا؟ لماذا، إذا كنتم تتبعون القواعد، لا تدعمون قرارا يعيد التأكيد عليها؟ ما الذي يمكن أن تخفوه؟... هذا أمر محير ومشين»، وفق ما نقلته «رويترز».

واتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا واشنطن بمحاولة تشويه صورة موسكو، وقال إن روسيا ستبدأ قريبا مفاوضات مع أعضاء المجلس بشأن مشروع قرار من جانبها يهدف إلى الحفاظ على السلام في الفضاء.

وأضاف «نريد حظرا على نشر أي نوع من الأسلحة في الفضاء الخارجي وليس فقط (أسلحة الدمار الشامل). لكنكم لا تريدون ذلك... دعوني أطرح عليكم نفس السؤال: لماذا؟»، موجها سؤاله للسفيرة الأميركية.

وطرحت الولايات المتحدة واليابان مشروع القرار للتصويت بعد ما يقرب من ستة أسابيع من المفاوضات. وحصل القرار على تأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو).

ويؤكد نص مشروع القرار الالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي ويدعو الدول إلى «المساهمة بفاعلية في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي».

وتمنع معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 الموقعين عليها، ومنهم روسيا والولايات المتحدة، من وضع «أي أجسام تحمل أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض».


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته، الأربعاء، 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى. ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022. ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن كلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

صدمات جديدة

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يشير إلى وضع تكون فيه حياة الفرد أو سبل عيشه مهددة بخطر داهم لأنه عاجز عن توفير الغذاء بشكل مناسب.

600 ألف شخص على شفا المجاعة في غزة (رويترز)

وهذا التفاقم الأخير ناجم جزئياً أيضاً عن زيادة في عدد المناطق المشمولة بالتقرير. وأوضحت فلور فوتيرس، المديرة المساعدة لمكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الوضع عائد أيضاً إلى «صدمات جديدة أو متفاقمة»، فضلاً عن «تدهور ملحوظ في أزمات غذائية رئيسية مثل السودان وقطاع غزة». وثمة 700 ألف شخص على شفا المجاعة في 2023، بينهم 600 ألف في غزة. وقد ارتفع هذا العدد في قطاع غزة خلال السنة الراهنة بسبب استمرار الحرب التي تشنّها إسرائيل، وانتشار الجوع ليصل إلى 1.1 مليون نسمة.

تفاقم الحروب

منذ أن بدأت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي تمثل تحالفاً من منظمات أممية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات إنسانية، في بدء إعداد التقرير عام 2016: «انتقل عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي من 108 ملايين إلى 282 مليوناً، في حين أن معدل الانتشار (نسبة السكان المعنيين في منطقة معينة) انتقل من 11 في المائة إلى 22 في المائة»، بحسب فلور فوتيرس. والأزمة الغذائية متواصلة منذ ذلك الحين في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا، فضلاً عن سوريا واليمن، بحسب المصدر نفسه.

تسببت الحرب بالسودان في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في البلاد (أ.ف.ب)

من جهتها، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين خلال عرض للتقرير عبر الإنترنت: «نُدرك جميعاً سبب ارتفاع الجوع في مناطق كثيرة من العالم، ونعرف ما الحلول. لكن في غياب الموارد والإرادة السياسية الضرورية لتطبيقها، سنستمر في الطريق الحالية». ورأت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية أن «الأزمة الغذائية العالمية هي في الأساس أزمة أخلاقية»، مضيفة: «إنه أمر لا يغتفر أن يعاني أكثر من 281 مليون شخص من الجوع الحاد، في حين يستمر أغنى أغنياء العالم في تحقيق أرباح طائلة؛ بما يشمل شركات صناعات الطيران والدفاع التي تغذي النزاعات، السبب الرئيسي للجوع». وأشارت فلور فوتيرس إلى أن تطور الوضع في 2024 «سيكون رهناً بوقف القتال»، مضيفة أنه ما إن تتمكن المنظمات الإنسانية من الدخول إلى غزة والسودان، فستساهم المساعدة «سريعاً» في خفض الأزمة الغذائية. كما قالت إن ثمة كثيراً من عدم اليقين بشأن هايتي: «حيث استولت مجموعات مسلحة على أراض زراعية (...) ونهبت محاصيل». إلى ذلك، قد تؤدي ظاهرة إل نينيو المناخية «إلى جفاف حاد في غرب أفريقيا وجنوبها».


سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
TT

سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية الأربعاء، إنها أوقفت سبعة أشخاص يشكلون «خطراً وتهديداً غير مقبولين» على الجمهور بعد مداهمات لمكافحة الإرهاب شارك فيها 400 شرطي.

وكشف اثنان من كبار الضباط أن الأفراد على صلة بشاب يبلغ من العمر 16 عاماً متهم بطعن أسقف آشوري، ويتبنون «آيديولوجية متطرفة ذات دوافع دينية...». وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت خمسة أشخاص، على ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورجّح نائب مفوّض الشرطة دايف هادسون، أن تكون المجموعة «تخطّط لهجوم، بالرغم من عدم تحديد هدف خاص». وصرّح للصحافيين أن «سلوكهم، وهم قيد المراقبة، دفعنا إلى الظنّ أنه في حال أرادوا ارتكاب فعلة ما، لن يكون في وسعنا منع ذلك». وقال: «خلصنا خلال التحقيق إلى أرجحية حدوث هجوم».

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وأشارت الشرطة إلى أن كلّ الموقوفين قاصرون.

وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الزهور بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه.

وفي السياق ذاته، حذر المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بيرجيس من احتمالية أن يحسن الذكاء الاصطناعي من إمكانيات أعداء البلاد، مما يؤدي إلى زيادة التجسس، والمعلومات المضللة والتطرف السياسي، حسبما ذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء».

وقال بيرجيس، إن الإنترنت بالفعل «هو حاضنة أقوى تطرف في العالم. ومن المحتمل أن يجعل الذكاء الاصطناعي التطرف السياسي أسهل وأسرع». وذكر أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تعتقد أن الذكاء الاصطناعي «سيسمح بتغير كبير» في قدرات أعداء أستراليا.

وتردد تصريحات بيرجيس، صدى مشاعر رئيسي مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وجهاز الأمن البريطاني عن «استغلال الإرهابيين للقدرة الهائلة للتكنولوجيا». وأشارت التصريحات التي ترجع إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن الذكاء الاصطناعي «يجلب مستوى من التهديد لم تتم مواجهته من قبل».


ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
TT

ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة على الحرب في غزة، واتسع نطاقها، خلال الأسبوع الماضي، مع إقامة عدد من المخيمات الآن في جامعات؛ منها كولومبيا وييل ونيويورك. واستدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال متظاهرين، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويتزر» للأنباء.

وفيما يلي تفاصيل عن الاحتجاجات:

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت بها الاحتجاجات، دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

من المتظاهرون؟

اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، و«الصوت اليهودي من أجل السلام».

وشهدت المخيمات أيضاً إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية.

* ماذا كان رد السلطات؟

اتخذ القائمون على إدارة الجامعات وسلطات إنفاذ القانون إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات.

فقد أوقفت جامعة كولومبيا، وكلية بارنارد التابعة لها، عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، وأُلقي القبض على أكثر من 100 متظاهر في كولومبيا، حيث استدعت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة نيويورك لإخلاء المخيم، بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب. وقالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرّح بها.

ضباط الشرطة يسيرون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

واعتقلت شرطة ييل أكثر من 60 متظاهراً، يوم الاثنين، بعد أن منحتهم «عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال»، وفقاً للجامعة.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصاً في جامعة نيويورك، خلال وقت متأخر من يوم الاثنين. وقال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا، وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا».

ضباط الشرطة يعتقلون متظاهرين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

* ما التأثير على الحياة العادية في الحرم الجامعي؟

بعد عقد جميع الفصول الدراسية افتراضياً، يوم الاثنين، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطاً من الحضورين الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي. وقالت شفيق، في بيان، إنها لن تسمح لأي مجموعة بتعطيل حفل التخرج.

طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة نيويورك يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة بواشنطن سكوير بارك (د.ب.أ)

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى اليوم الأربعاء، بعد أن تحصَّن طلاب بمبنى إداري، وطالبوا الجامعة بالكشف عن جميع العلاقات مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع جامعاتها.

وقالت جامعة ميشيجان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج، خلال أوائل مايو (أيار)، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

* كيف يستجيب القادة السياسيون؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي انتقده المتظاهرون لتزويده إسرائيل بالتمويل والأسلحة، للصحافيين، يوم الاثنين، إنه يستنكر «الاحتجاجات المعادية للسامية»، و«أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين».

متظاهرون يغلقون الشارع بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

ووصف الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه «فوضوي».


أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
TT

أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، في حين بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناغورنو كاراباخ إثر عملية خاطفة العام الماضي.

والثلاثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناء على خرائط عائدة إلى الحقبة السوفياتية.

وقال علييف الثلاثاء في إشارة إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام: «نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى».

وأضاف: «لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل».

وتابع: «يحتاج الطرفان إلى وقت... لدى كلانا الرغبة السياسية في القيام بذلك».

وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي على إعادة أربع قرى حدودية كانت جزءاً من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

احتجاجات في أرمينيا

أكد علييف الثلاثاء أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.

وحاولت عدة بلدان في الماضي أداء دور الوسيط بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.

وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة. وقال: «لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة؛ لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يُظهر أنه عندما نُترك وحدنا... يمكننا الاتفاق في أقرب وقت».

وأقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية، الثلاثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.

واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا؛ إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريعة الرابطة بين أرمينيا وجورجيا خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.

وأكدت يريفان الثلاثاء أنها لن تنقل «الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا» إلى جارتها.

وانتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان، أسكيابارا السفلى وباغانيس أيروم وخيريملي وغيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار. لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون من عزلهم عن باقي البلاد، ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.

وتحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا.

وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريعة المؤدية إلى جورجيا التي تعد حيوية للتجارة.

وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز في منطقة توفر أيضاً مواقع عسكرية متميّزة.

مؤشر سلام

شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي «لتجنّب حرب جديدة». وقال السبت إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ عام 1992 سيُستبدلون «وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم».

وأضاف أن ترسيم الحدود يمثّل «تغيراً كبيراً»، مضيفاً أن فصل البلدين بـ«حدود لا خط تماس هو مؤشر على السلام».

واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناغورنو كاراباخ من قبضة الانفصاليين الأرمن في إطار عملية استغرقت يوماً واحداً، ووضعت حداً لنزاع دامٍ مستمر منذ عقود على المنطقة. لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديداً متواصلاً بتصعيد جديد.

تطالب باكو بأربع قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية. كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولاً إلى حليفتها تركيا.

وتشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج كاراباخ.


بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
TT

بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)

أعلنت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة للبلدين اللذين تواجها في نزاعات دامية في منطقة القوقاز.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية في أذربيجان أن مجموعة من الخبراء شرعت في «توضيح الإحداثيات على أساس دراسة هندسية مساحية (جيوديسية)».

وأكّدت وزارة الداخلية الأرمينية من جهتها «أعمال ترسيم» الحدود، مستبعدة «نقل أيّ جزء من أراضي أرمينيا السيادية» إلى باكو في أعقاب العملية.

قبل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي طلب باكو استعادة أربع بلدات حدودية استولت عليها قوّات يريفان خلال حرب في التسعينات.

وأثار هذا القرار احتجاج مئات الأرمن في منطقة محاذية لأذربيجان يخشون أن يعزلوا وأن تصبح بعض أملاكهم تحت السيادة الأذرية.

وهم قطعوا الاثنين لفترة وجيزة مسلكا مروريا محاذيا يربط أرمينيا بجورجيا يشكّل للسكان المحليين المعبر الأساسي إلى العالم الخارجي. وحاولوا أيضا عرقلة أعمال لإزالة الألغام.

والثلاثاء، اندلعت احتجاجات جديدة في عدّة مناطق في أرمينيا، لا سيّما في محيط بحيرة سيفان ومدينة نويمبريان.

وكان البلدان الواقعان في منطقة القوقاز قد أعربا الأسبوع الماضي عن نيّتهما ترسيم الحدود على أساس خرائط تعود للحقبة السوفياتية.

وشدّد باشينيان على ضرورة حلّ الخلافات الحدودية بغية «تفادي حرب جديدة» مع أذربيجان.

وقد تواجهت الدولتان اللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا في حربين داميتين، أوّلاهما في التسعينات خرجت منها أرمينيا منتصرة وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص، والثانية في 2020 كسبتها أذربيجان وأدّت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.

وبعد هزيمة أرمينيا في 2020، اضطرت يريفان إلى التخلّي عن أجزاء كبيرة في ناغورنو كاراباخ وفي محيط هذه المنطقة التي كانت تسيطر عليها منذ حوالى ثلاثين سنة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أطلقت باكو هجوما خاطفا أدّى إلى استسلام الانفصاليين الأرمن في خلال بضعة أيّام أعادت إثره فرض سيطرتها على منطقة ناغورنو كاراباخ برمّتها.