مصر تربط استئناف مفاوضات «السد الإثيوبي» ببلورة اتفاق «مُلزم»

أكدت رفضها لأي إجراء يمس «حقوقها» في المياه

المياه تتدفق عبر سد النهضة أثناء تشييده على نهر النيل في غوبا بإقليم بني شنقول غرب إثيوبيا (رويترز)
المياه تتدفق عبر سد النهضة أثناء تشييده على نهر النيل في غوبا بإقليم بني شنقول غرب إثيوبيا (رويترز)
TT

مصر تربط استئناف مفاوضات «السد الإثيوبي» ببلورة اتفاق «مُلزم»

المياه تتدفق عبر سد النهضة أثناء تشييده على نهر النيل في غوبا بإقليم بني شنقول غرب إثيوبيا (رويترز)
المياه تتدفق عبر سد النهضة أثناء تشييده على نهر النيل في غوبا بإقليم بني شنقول غرب إثيوبيا (رويترز)

جددت مصر «رفضها لأي إجراء يمس (حقوقها) في مياه النيل». وربطت القاهرة «استئناف المفاوضات مع أديس أبابا حول السد الإثيوبي بالتوصل لاتفاق شامل». وجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «التأكيد على الثوابت المصرية بشأن (سد النهضة)، خاصة ما يتعلق باستئناف المفاوضات الثلاثية، وذلك لبلورة اتفاق قانوني (ملزم) وشامل بين الأطراف المعنية كافة، حول قواعد ملء وتشغيل السد». وتؤكد القاهرة ثبات موقفها إزاء نزاعها مع أديس أبابا حيال «سد النهضة»، الذي تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة أن يتسبب في تقليص حصتها من المياه.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً مساء أول من أمس، من نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن «الاتصال تناول تطورات ملف (سد النهضة) وذلك في ضوء رعاية الاتحاد الأفريقي برئاسة جنوب أفريقيا للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا».
ويرعى الاتحاد الأفريقي جولة من المفاوضات بين الدول الثلاث منذ يوليو (تموز) الماضي، غير أن هذه المفاوضات عُلقت في نهاية أغسطس (آب) الماضي، لعدم التوافق حول «مسودة موحدة» تتضمن «النقاط الخلافية». وأشارت «الري المصرية» إلى أنه «تم رفع تقارير للجنة الاتحاد الأفريقي بشأن المفاوضات، والقاهرة أكدت في تقاريرها حرصها على استكمال المفاوضات للوصول إلى حل لـ(نقاط الخلاف)».
ووفق بيان الرئاسة المصرية فقد «أعرب الرئيس رامافوزا عن التطلع لاستمرار التنسيق المكثف بين البلدين خلال الفترة المقبلة، للعمل على حلحلة الموقف الحالي، والوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن هذه القضية الحيوية». وبحسب المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية فإن «الرئيسين تطرقاً إلى التباحث حول بعض موضوعات التعاون الثنائي بين مصر وجنوب أفريقيا، فضلاً عن تبادل الرؤى بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي».
وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني «ملزم» يشمل النص على قواعد أمان السد الإثيوبي، وملئه في أوقات الجفاف، ونظام التشغيل، وآلية فض النزاعات. وسبق أن أثار الإعلان الإثيوبي عن تشغيل السد وتوليد الكهرباء في غضون 12 شهراً، غضباً مصرياً.
وفي إطار مساعي الحكومة المصرية لـ«تعزيز الوعي المائي عربياً وأفريقياً». أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري المصري أمس، «اتباع جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية خلال فعاليات (أسبوع القاهرة للمياه) في الفترة من 18 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لتفادي انتشار فيروس (كورونا المستجد)». ويشار إلى أن «أسبوع القاهرة للمياه» يتم تنفيذه للعام الثالث على التوالي تحت رعاية الرئيس السيسي، وتناقش فعالياته لهذا العام في نسخته الثالثة قضية «الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة»، ويهدف إلى «تعزيز الوعي المائي وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه، والتعرف على التحركات العالمية والجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات».
وتؤكد الحكومة المصرية أن «(أسبوع القاهرة للمياه) يُعد الحدث الأكبر من نوعه في مصر والمنطقة العربية وأفريقيا، والمتخصص في مجال المياه»، موضحة أنه «يأتي في إطار اهتمام الدولة المصرية الكبير بقضية المياه، ووضعها على رأس أولويات الأجندة السياسية، حيث تُعد من أهم مقتضيات التنمية الاقتصادية والمستدامة، وتتويجاً أيضاً لدور مصر الإقليمي الرائد، سواء في المنطقة العربية أو أفريقيا».
في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن «تقدير مصر لكل الجهود المبذولة على صعيد تحقيق هدف الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، ورفع كفاءة كل من مفوضية الاتحاد وسكرتارية التجمعات الاقتصادية الإقليمية، على نحو يمكنها من تنفيذ الخطط والبرامج المنبثقة عن أجندة الاتحاد الأفريقي 2063»، جاء ذلك خلال مشاركة الوزير شكري في اجتماعات الدورة العادية للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، التي انعقدت عبر «الفيديو كونفرانس»، وبحثت قضايا العمل الأفريقي المشترك. وقال المتحدث الرسمي باسم «الخارجية»، أحمد حافظ، في بيان مساء أول من أمس، إن «الاجتماع تناول عدداً من القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة الأفريقية، وعلى رأسها التقدم المحرز على صعيد التصدي للتأثيرات المختلفة لجائحة (كورونا المستجد) على الدول الأفريقية، والإعداد للقمة التنسيقية الثانية بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، بجانب التحضير لخطة العمل المشتركة في المجال الثقافي لعام 2021».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.