مدمّرة أميركية تعبر مضيق تايوان وبكين تندد

عبرت مدمّرة أميركية مضيق تايوان فيما سارعت الصين التي تؤكّد سيادتها على كامل هذا الممرّ البحري، إلى التنديد بهذه الخطوة باعتبارها «استفزازا».
وأتى عبور المدمّرة الأميركية في وقت تسود فيه العلاقات الأميركية - الصينية توتّرات شديدة وخلافات عسكرية وتجارية وسياسية. وتجري البحرية الأميركية بانتظام عمليات لضمان «حرية الملاحة» في المضيق الفاصل بين الصين وتايوان، وهو أمر يثير دوماً غضب بكين.
وقال تشانغ تشونهوي المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الصيني في بيان إن الجيش الصيني راقب السفينة الأميركية (بيري) بينما كانت تقوم بما وصفته البحرية الأميركية بأنه «عبور روتيني لمضيق تايوان». وأضاف تشانغ أنه يجب على الولايات المتحدة وقف تصريحاتها الاستفزازية وتصرفاتها في مضيق تايوان. وقال إن الجيش الصيني سيدافع بكل حزم عن سلامة أراضي البلاد وسيحافظ على السلم والاستقرار في مضيق تايوان.
وتعتبر واشنطن ومعها عواصم عديدة هذا الممرّ البحري جزءاً من المياه الدولية مما يعني أنّ الملاحة فيه مفتوحة أمام الجميع. وتعتبر الصين جزيرة تايوان جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها، وهي بالتالي ترى في عبور أي سفينة أجنبية المضيق الفاصل بين الصين القاريّة وجزيرة تايوان انتهاكاً لسيادتها.
وقالت المتحدّثة باسم الأسطول الأميركي السابع الكابتن ريان مومسن، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، إنّ المدمّرة قاذفة الصواريخ الموجّهة «يو إس إس باري» نفّذت في 14 أكتوبر (تشرين الأول) مهمة روتينية في مضيق تايوان، بما يتّفق والقانون الدولي. وأضافت في بيان أنّ «عبور السفينة مضيق تايوان يثبت التزام الولايات المتّحدة أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادي حرّة ومفتوحة».
وأضاف شونهوي أن «الولايات المتحدة أرسلت في الآونة الأخيرة عدة إشارات غير مناسبة لأنصار استقلال تايوان تهدد بشكل خطر السلام والاستقرار». وأضاف في بيان «نحذر بشكل رسمي الولايات المتحدة بالقول: أوقفوا أي تصريحات أو أعمال تؤدي إلى اضطرابات» في المنطقة. مؤكدا أن الصين «ستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية». وتنفّذ القوات البحرية الأميركية بانتظام عمليات قرب تايوان وفي بحر الصين الجنوبي تأكيداً من الولايات المتّحدة على حريّة الملاحة في هذه المنطقة وتشكيكاً بسيادة الصين على أنحاء واسعة منها.
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في عام 1979 واعترفت بسيادة بكين على الجزيرة. لكن مع ذلك، لا تزال واشنطن حليفاً رئيسياً لتايبيه ومزوّدها الرئيسي بالأسلحة، لا بل إنّها ملزمة من قبل الكونغرس ببيع الجزيرة أسلحة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها. وتحسّنت العلاقات بين تايبيه وواشنطن أكثر في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بينما تدهورت علاقات بلاده مع الصين.