نتنياهو يحصد 80 % من الأصوات.. والتصويت يسقط بعض المتطرفين

حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكسبا كبيرا في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود؛ إذ حصد 80 في المائة من الأصوات، في مواجهة منافسه الوحيد اليميني المتطرف داني دنون. كما نجح نتنياهو في تشكيل قائمة انتخابية تضم بالأساس جميع من رغب في تقدمهم من وزرائه ونوابه السابقين. وتمكن من استبعاد أحد خصومه الاستفزازيين في اليمين المتطرف، موشيه فايغلين، المعروف بمعاركه لتغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى، بغرض السماح لليهود بالصلاة في باحته.
ولكن هذه القائمة ضمت نائبين آخرين من غلاة المتطرفين أيضا، ميري ريغف، التي احتلت المركز الرابع الذي يؤهلها للمطالبة بمنصب وزير، في حال فوزه في الانتخابات العامة، وداني دنون، الذي يقود معسكر اليمين المتطرف الذي يمارس الضغوط ويخيف نتنياهو على مدار السنة ويمنعه من اتخاذ قرارات سياسية معتدلة.
وصوت أعضاء الليكود المسجلون، البالغ عددهم 96 ألفا و651 عضوا، لاختيار مرشحيهم للبرلمان، وجاءت نسبة التصويت مخيبة للآمال؛ إذ لم تتجاوز 55 في المائة. ويعتبر هذا التصويت الخطوة الأولى الانتخابية لرئيس حكومة يطمح إلى شغل ولاية رابعة رئيسا للوزراء. ويتضح أن الوزير غلعاد أردان، يحتل حاليا المركز الأول، يليه بفارق صغير من الأصوات رئيس الكنيست يولي ادلشتاين. ويأتي بعد ادلشتاين في المركز الثالث، وزير المواصلات يسرائيل كاتس، ثم ميري ريغف، ثم سيلفان شالوم. ويتبوأ المركز السادس في القائمة، وزير الدفاع موشيه يعالون، الذي تعرض لتحريض من المتطرفين بسبب اضطراره لإخلاء بيوت استيطانية، لذلك جاء ترتيبه متأخرا قليلا. واختير آفي ديختر، رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق (الشاباك)، في المرتبة الـ20، التي يتوقع أن تكون على حافة الفوز؛ إذ تعطي الاستطلاعات الليكود ما بين 20 و24 مقعدا.
ويبرز في هذه اللائحة، تقدم شخصيات شابة قليلة جدا، أبرزها جاكي ليفي، نجل وزير الخارجية الأسبق ديفيد ليفي، وديفيد بيطون، وهما من اليهود الشرقيين، ويشكلان مع وزير التطوير الإقليمي، نقطة جذب لليهود من الشرائح الاجتماعية الفقيرة واليهود الشرقيين بشكل خاص.
وأعرب نتنياهو عن ارتياحه لتركيبة قائمة مرشحي حزبه الجديدة، ووصفها بـ«الممتازة والمتوازنة والمسؤولة وذات الخبرة، التي تلائم حزبا حاكما يرغب ويستطيع الاستمرار في الحكم وقيادة الدولة نحو الاستقرار والازدهار». وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الليكود بتل أبيب، قبل ظهر أمس، إن النظام الديمقراطي في الليكود هو أقوى بكثير من الطغيان الذي تمارسه أحزاب جوفاء تقام وتسقط بالوفرة، على حد تعبيره.
أما خصوم نتنياهو، فقد سارعوا إلى التأكيد على أن الليكود لم يحدث أي تغيير في قيادته القديمة الفاشلة. وعقب متحدث باسم حزب العمل على انتخاب تلك القائمة بالقول: «إنها تحتوي على الوجوه نفسها التي تقود الحكومة الحالية، والتي تسببت في ازدياد الفقر في البلاد وعزلة إسرائيل على الساحة الدولية». وقال يائير لبيد: «هذه هي الوصفة الطبية الناجحة لقيادة إسرائيل إلى الدمار، فيما لو فازت بالحكم. وفي مواجهتها سيكون أسهل علينا، نحن في المعارضة، إسقاط حكم نتنياهو مرة وإلى الأبد». ودعا بقية الأحزاب إلى «التعاون في سبيل تحقيق هذا الهدف لصالح الدولة العبرية».