إقليم كردستان يفتح المدارس والجامعات رغم انتشار الفيروس

فحص للكشف عن «كورونا» في مستشفى بالسليمانية في إقليم كردستان (أ.ف.ب)
فحص للكشف عن «كورونا» في مستشفى بالسليمانية في إقليم كردستان (أ.ف.ب)
TT

إقليم كردستان يفتح المدارس والجامعات رغم انتشار الفيروس

فحص للكشف عن «كورونا» في مستشفى بالسليمانية في إقليم كردستان (أ.ف.ب)
فحص للكشف عن «كورونا» في مستشفى بالسليمانية في إقليم كردستان (أ.ف.ب)

اجتمعت اللجنة العليا لمواجهة «كورونا» في إقليم كردستان بالعراق، أمس (الأربعاء)، لتقييم الأوضاع الصحية في الإقليم ومدى تفشي فيروس «كورونا»، والنظر في إجراءات استمرار العملية التربوية والدراسية في المدارس والجامعات، وأقرت استمرار التعليم الإلكتروني في جامعات الإقليم وفتح المعابر الحدودية بشرط إجراء الفحص الطبي من قبل الوافدين، وفرض عقوبات على عدم ارتداء الكمامات الطبية.
وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم جوتيار عادل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الصحة والتربية والتعليم العالي في الإقليم عقد بعد الاجتماع إن «اللجنة أقرت مجموعة من الإجراءات الجديدة لمواجهة انتشار فيروس كورونا منها فتح أربعة معابر حدودية في الإقليم باشماغ وبرويزخان وإبراهم الخليل وحاجي عمران، شرط الالتزام بالتعليمات والإجراءات الصحية وإجراء الفحص من قبل الوافدين إلى الإقليم، وفرض عقوبات على من لا يلتزم بإجراءات الوقاية وتشكيل لجنة خاصة لتنظيم العقوبات وفرضها». وأوضح أن «اللجنة ستجتمع في بداية الشهر المقبل لتقييم الأوضاع الصحية وإقرار ما هو لازم وفقها».
من جهته، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العليم آرام محمد أن «التعليم الإلكتروني سيستمر في الجامعات بحسب ما هو مقر مسبقاً، والامتحانات لن تكون إلكترونية إنما ستجري حضورياً داخل الجامعات»، مشدداً على «ضرورة التزام الطلاب بالتعليمات ومتابعة الدراسة بجدية، حيث ستستمر العملية التعليمية ولن يكون هناك أي تأجيل للعام الدراسي».
وعن الدوام في المدارس الابتدائية والثانوية قال وزير التربية والتعليم آلان سعيد في المؤتمر الصحافي إن «العملية التعليمية في المدارس الابتدائية والثانوية ستستمر بالآلية نفسها والإجراءات الصحية المقررة، وسيكون الدوام حضورياً للمرحلة الأولى والثانية في الدراسة الابتدائية وكذلك للمرحلة الـ12 في الدراسة الثانوية (المرحلة النهائية)، أما باقي المراحل فيكون التعليم فيها إلكترونياً وفق السياقات السابقة المقرة من قبل الوزارة».
ويأتي الاجتماع في وقت ارتفعت فيه إصابات «كورونا» في الإقليم بشكل متزايد ووصلت إلى حد «مرحلة الخطورة»، بحسب وزير صحة الإقليم، سامان برزنجي. وأعلنت السلطات الصحية أمس عن تسجيل 912 إصابة جديدة بـ«كورونا» بالإضافة إلى 20 حالة وفاة.
وعن بدء الموجة الثانية من انتشار فيروس «كورونا» ومدى تناسب الإجراءات المتخذة لمواجهتها، قال الدكتور علي برزنجي اختصاص الباطنية والرئة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الإجراءات المناسبة للوقاية ومواجهة فيروس كورونا هي تلك التي تعمم من قبل منظمة الصحة العالمية للعراق وبضمنها إقليم كردستان»، مبيناً أن «صلاحية هذه الإجراءات نسبي وفق تغيّر المناخ من حار إلى بارد وكذلك مدى التزام المواطنين بالإجراءات المتخذة»، مشيراً إلى أن «العزل التام هو الحل الأمثل لمنع انتشار الفيروس، ولكن العزل التام لا يمكن تطبيقه لفترات طويلة بسبب التحديات الاقتصادية والاجتماعية وكذلك حالات خرق العزل من قبل بعض غير الملتزمين الذي يجعل من العزل دون جدوى». وتابع: «علينا التعويل على وعي المواطنين والتزامهم والاستمرار بنشر التوعية الصحية من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فهذا فيروس خطير وفتاك وعدم الالتزام من قبل شخص لن يكون سبب وفاته وحده إنما موت كثير من المحيطين به». وعن بدء الموجة الثانية، قال برزنجي إن «الواقع الذي نشهده في المستشفيات والعيادات الخاصة من تزايد الإصابة وارتفاع نسبها يبين أن الموجة الثانية قد بدأت أماراتها بالظهور، ولكن يبقى الجواب النهائي لدى وزارة الصحة التي لديها إحصائيات كاملة ورسمية».
أما الدكتور خليل سليم اختصاصي الأوبئة وانتشارها فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «إجراءات الإغلاق ليست حلاً لمواجهة انتشار الفيروس في الموجة الثانية إنما التحضر لهذه الموجة يكون من خلال تهيئة الكوادر والبنى الصحية لمواجهتها»، مشيراً إلى أن «حالات الإغلاق التي اتبعتها كثير من الدول مع بدء الموجة الأولى لانتشار الفيروس كان الهدف منها هو كسب وقت لتحضير البنى الصحية والكوادر لمواجهة انتشار الفيروس وحالات الإصابة، ويفترض أن التحضيرات تمت مسبقاً فلا حاجة لإغلاق من جديد».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.