ترمب يشحن طاقته ويكثّف زياراته للولايات المهمة

يتنافس مع بايدن على أصوات المسنين في الولايات المهمة

ترمب يشحن طاقته ويكثّف زياراته للولايات المهمة
TT

ترمب يشحن طاقته ويكثّف زياراته للولايات المهمة

ترمب يشحن طاقته ويكثّف زياراته للولايات المهمة

بعد إلغاء المناظرة الثانية التي كان من المقرر عقدها مساء اليوم الخميس، أعلنت قناة «إن بي سي نيوز» في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء أن الرئيس دونالد ترمب؛ المرشح الجمهوري، سيشارك لمدة ساعة في برنامج حواري للقناة يجرى في الهواء الطلق بـ«متحف بيريز للفنون» في مدينة ميامي، ويجيب فيه عن أسئلة من الناخبين. ويتزامن التوقيت ويتداخل مع إعلان المرشح الديمقراطي جو بايدن مشاركته في برنامج مع قناة «إيه بي سي نيوز» في مدينة فيلادلفيا.
وتأتي المبارزة التلفزيونية قبل أقل من 20 يوماً من موعد الانتخابات، ويستمر ترمب في حضور تجمعات انتخابية؛ حيث شارك بأحدها في ولاية أيوا مساء الأربعاء وسيسافر إلى ولاية نورث كارولاينا ظهر اليوم الخميس، قبل التوجه إلى قاعة شبكة «إن بي سي». وفي المقابل؛ عقد المرشح الديمقراطي جو بايدن لقاءات انتخابية عدة في بنسلفانيا وأوهايو وفلوريدا.
وتكثف حملة رحلات ترمب إلى ولايات مهمة خلال الأسابيع القليلة المتبقية. وبعد زياراته إلى ولايات فلوريدا وبنسلفانيا وأيوا، يزور الرئيس اليوم الخميس ولاية نورث كارولاينا التي تملك 15 صوتاً في المجمع الانتخابي، وقد فاز بها ترمب بفارق كبير في انتخابات 2016 على منافسته هيلاري كلينتون، وفاز بها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما على منافسه جون ماكين في 2008. وكانت حملة ترمب تعتقد أن أصوات الولاية مضمونة، لكن أظهرت استطلاعات الراي الأخيرة تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن في كل من نورث كارولاينا وأيوا وجورجيا، لذا عدلت حملت ترمب خططها لتركيز الدعاية والإعلانات وتكثيف الزيارات إلى ولاية نورث كارولينا وولايات أخرى مهمة، مثل فلوريدا وبنسلفانيا.
ويقول المحللون إن ترمب يعمل بجهد كبير لاستمالة مجموعات انتخابية تراجع دعمها له ويحتاج إلى استعادتها مرة أخرى للفوز بإعادة انتخابه. ويخوض كل من ترمب وبايدن معركة شرسة من أجل الفوز بالناخبين الأكبر سناً، وهي فئة ديمغرافية حققت لترمب الفوز في انتخابات عام 2016. وقد حاول المرشح الديمقراطي جو بايدن جذب هذه الفئة في الحشد الانتخابي في فلوريدا يوم الثلاثاء الماضي متهماً ترمب بإهمال مصالح الأميركيين الأكبر سناً.
واستغل بايدن أيضاً جائحة «كورونا» والوباء الذي أدى لوفاة الأميركيين الأكبر سناً بمعدلات أعلى من أي فئة ديمغرافية أخرى لمهاجمة ترمب وإدارته، وتحدث بايدن إلى حشد انتخابي كبير في مدينة سانفورد في فلوريدا يوم الاثنين موجهاً حديثة إلى كبار السن، وقال إن ترمب «لا يهتم بكم ويترككم فريسة للوباء». ونشرت حملة بايدن إعلاناً جديداً يوم الثلاثاء قال فيه بايدن إن سياسات ترمب تهدد توفير الرعاية الصحية للناخبين الأكبر سناً. وفي ثاني تجمع له منذ إصابته وتعافيه من فيروس «كورونا» في بنسلفانيا مساء الثلاثاء تحدث ترمب لأكثر من ساعة للآلاف المحتشدين تأييداً له، وبدا ترمب في صحة جيدة، وخاطب مؤيديه مشككاً في قدرة بايدن على تنشيط الاقتصاد. بينما أمضى بادين يومه في فلوريدا، وهي ثالث ولاية يزورها الشهر الحالي في محاولة لجذب الناخبين الأكبر سناً.
وقد أثار ترمب الجدل بعد تغريدة مساء الثلاثاء سخر فيها من منافسه جو بايدن ونشر صورة له على كرسي متحرك فيما تبدو أنها دار لرعاية المسنين. وتحت الصورة التي جرى التلاعب بها ويظهر فيها بايدن جالساً على كرسي متحرك، جرى شطب الحرف الأول من كلمة «الرئيس»، وعدّ كثير من الخبراء والمحللين أنها تغريدة تسيء إلى المسنين وكبار السن الذين وجه إليهم ترمب مقطع فيديو عبر «تويتر» الأسبوع الماضي واصفاً إياهم بأنهم «الأشخاص المفضلون لديه في العالم». ووصف ترمب نفسه في هذا الفيديو بأنه أحد كبار المساندين للأميركيين كبار السن وأنه عمل على تخفيض أسعار الأدوية وسرعة وصولها إلى الأميركيين، وقال إن الأدوية ساعدته على التعافي سريعاً من فيروس «كورونا»، وإنه سيوفر تلك الأدوية بسعر مناسب لكل الأميركيين. ولطالما تشكك ترمب في صحة منافسه جو بايدن العقلية والبدنية، وأطلق عليه لقب «جو النعسان». استخدمت حملته أيضاً صوراً معدلة لبايدن في إعلانات «فيسبوك»، لجعل مرشح الحزب الديمقراطي يبدو أكبر سناً. وأشار ترمب أيضاً إلى أن منافسه يعاني من الخرف.
وتثير مسألة عمر المرشحين جدلاً آخر داخل الأوساط السياسية والقانونية الأميركية. ويعدّ الرئيس ترمب هو أكبر رئيس جرى انتخابه على الإطلاق في عام 2016، وكانت الكتلة الأكبر تأييداً له هي فئة الناخبين الأكبر سناً (فوق 65 عاماً). ويقول المحللون إن فرص بايدن في الفوز بالانتخابات تعتمد على رهانه على كسب ثقة تلك الفئة وكسب أصواتها بشكل كبير.
ويظهر استطلاع لصحيفة «واشنطن بوست» أن حظوظ كل من ترمب وبايدن متقاربة في استمالة هذه الفئة العمرية من الناخبين، حيث حصل بايدن على 49 في المائة من دعمهم، مقابل 48 في المائة لترمب. ويبدو التقارب واضحاً في فلوريدا التي تضم واحدة من كبرى الكتل الانتخابية للأميركيين الأكبر سناً. ويشير الاستطلاع إلى أن الناخبين قلقون حول عمر المرشحين (ترمب 74 عاماً، وبايدن 77 عاماً)، وقال 35 في المائة إنهم «قلقون للغاية» بشأن عمر بايدن، فيما قال 23 في المائة فقط إنهم «قلقون للغاية» بشأن عمر ترمب.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».