برشلونة يواصل ارتكاب الأخطاء الفادحة في سوق الانتقالات

الفريق الكاتالوني فشل في عقد صفقات تعيد له التوازن بعد سنوات من الإنفاق العشوائي

سواريز (بقميص أتلتيكو) رحل عن برشلونة في صفقة شبه مجانية (غيتي)
سواريز (بقميص أتلتيكو) رحل عن برشلونة في صفقة شبه مجانية (غيتي)
TT

برشلونة يواصل ارتكاب الأخطاء الفادحة في سوق الانتقالات

سواريز (بقميص أتلتيكو) رحل عن برشلونة في صفقة شبه مجانية (غيتي)
سواريز (بقميص أتلتيكو) رحل عن برشلونة في صفقة شبه مجانية (غيتي)

بحلول انتهاء فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، كان برشلونة قد استغنى عن لويس سواريز إلى أتلتيكو مدريد، وإيفان راكيتيتش إلى إشبيلية، وأرتورو فيدال إلى أنتر ميلان، ورافينيا إلى باريس سان جيرمان، وجان كلير توديبو إلى بنفيكا، بمقابل مادي إجمالي بلغ 3.5 مليون يورو فقط! وكان هؤلاء هم اللاعبون الذين استطاع النادي الكاتالوني التخلص منهم. وقبل إغلاق فترة الانتقالات بساعتين، ظل برشلونة يحاول إجبار عثمان ديمبيلي على الرحيل إلى مانشستر يونايتد. وكان اللاعب الفرنسي قد كلف خزينة برشلونة 105 ملايين يورو، بالإضافة إلى حوافز إضافية بقيمة 45 مليون يورو، قبل 3 سنوات؛ والآن، يأمل النادي في التخلص من ديمبلي من دون مقابل، على أن يتحمل النادي الجديد الراتب الكبير للاعب، لكن برشلونة لم يتمكن من ذلك أيضاً.
وتخلي برشلونة عن اللاعبين الذين أشرنا إليهم سابقاً من دون أن يحقق أي مكاسب مالية. كما فشل النادي في التعاقد مع مهاجم ليون الفرنسي ممفيس ديباي، ومدافع مانشستر سيتي الإسباني إريك غارسيا. وكانت كل الأضواء مسلطة على المكاتب الإدارية في ملعب «كامب نو» بعد منتصف الليل في اليوم الأخير المحموم لفترة الانتقالات، ولم يكن السبب في ذلك بالطبع إنهاء النادي للصفقات التي طلبها المدير الفني الهولندي رونالد كومان. وبدلاً من ذلك، استمرت معاناة النادي، واعترف كومان بأن هذا لم يكن الفريق الذي خطط له، لكنه الفريق الذي سيتعين عليه العمل معه!
وبعد ذلك، أعلن برشلونة عن التعاقد مع سيرجينو ديست، وكان يمني النفس بالتعاقد مع مهاجم ومدافع، لكن اتضح أن هذه الصفقة كانت الأخيرة للنادي في فترة الانتقالات الصيفية. وقال كومان للتلفزيون الهولندي في بداية اليوم الأخير لفترة الانتقالات: «نريد أن يأتي ديباي إلى برشلونة، وهو يريد الانضمام إلينا. لكن بنهاية ذلك اليوم، كان اللاعب الهولندي لا يزال في أمستردام». وفي غضون ذلك، استمر غارسيا في مانشستر سيتي لمدة عام آخر. وكان كومان يعرف دائماً أن هناك احتمالاً لحدوث ذلك، حيث قال: «يتعين علينا أن نبيع بعض اللاعبين قبل التعاقد مع ديباي، فالوضع المالي للنادي صعب للغاية».
وكان ديباي خياراً متاحاً لبرشلونة مقابل 25 مليون يورو، كما كان هو اللاعب الذي يريد كومان التعاقد معه. ورغم ذلك، كان الحديث يدور طوال العام الماضي عن رغبة برشلونة في التعاقد مع المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الذي تصل قيمته إلى 116 مليون يورو من إنتر ميلان الإيطالي، لكن القدر تدخل أخيراً، وغير خيارات النادي الكاتالوني بسبب حقيقة واحدة فقط، وهي أن برشلونة لم يعد يملك المال لإبرام صفقات بمثل هذه المبالغ الفلكية.
وسيُطلب من اللاعبين إجراء تخفيض آخر على رواتبهم. ومع ذلك، لم تكن تداعيات تفشي فيروس كورونا هي السبب الرئيسي في الأزمة المالية التي يواجهها برشلونة. فحتى من دون هذه الأزمة الصحية، كان برشلونة يعاني من أزمة مالية كبيرة، ولم يكن من المتوقع أن يحقق النادي أي أرباح على الإطلاق في فترة ما قبل الوباء، رغم توقع دخل يزيد على مليار يورو!
وفي عام 2017، باع برشلونة النجم البرازيلي نيمار، وهو بذلك لم يبع لاعباً فحسب، لكنه دمر الخطة التي يسعى من خلالها لأن يكون نيمار هو خليفة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في «كامب نو». وحتى الـ222 مليون يورو التي حصل عليها برشلونة من بيع نيمار إلى باريس سان جيرمان أنفقها في غضون ستة أشهر فقط، حيث حاول جاهداً التعاقد مع بديل، لدرجة أنه حاول استعادة اللاعب البرازيلي مرة أخرى، لكن لم يكن لديه المال اللازم للقيام بذلك. وبدلاً من ذلك، ظل برشلونة يتنقل من حل قصير المدى إلى حل آخر، لكن وضع النادي على المدى الطويل كان سيئاً، وازداد الأمر سوءاً بتفشي فيروس كورونا.
ولكي ندرك حجم الأزمة التي يعاني منها برشلونة، دعونا نتذكر تصريحات النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي التي قال فيها «منذ فترة طويلة، لم يكن هناك مشروع للنادي أو أي شيء؛ إنهم يتصرفون بلا هدف، ويحاولون فقط سد الثغرات من دون أي تخطيط». ومنذ عام 2015، أنفق برشلونة ما يقرب من مليار يورو على التعاقد مع اللاعبين الجدد، لكن لم يحقق أي من هؤلاء اللاعبين نجاحاً كبيراً، وساهم هؤلاء اللاعبون الجدد في ارتفاع فاتورة الأجور بشكل خرافي لا يمكن تحمله. وفي هذه الأثناء، كان اللاعبون الذين يلعبون بشكل جيد، وقادوا النادي للفوز بكثير من البطولات والألقاب قد تقدم بهم العمر، ويحصلون على رواتب أعلى. وقال مويكس إن إجمالي ديون برشلونة أقل بقليل عن 500 مليون يورو. وأعلن مجلس إدارة النادي عن تحمله المسؤولية، وحاول القيام بما ينبغي القيام به في مثل هذه الظروف، ورأى أن الوقت قد حان للقيام بثورة كروية داخل النادي، والتخلص من كثير من اللاعبين القدامى، وتجديد دماء الفريق.
وبعيداً عن صفقة ديست الذي بدأ مسيرته الكروية في برشلونة باللعب في غير مركزه الأصلي، تعاقد برشلونة مع لاعبين آخرين، وأنفق أموالاً أخرى على تعاقدات جديدة، وكان للعامل المالي دور كبير في تحديد هذه الصفقات. وقد تعاقد برشلونة مع لاعب خط الوسط بيدري من لاس بالماس الإسباني مقابل 5 ملايين يورو. كما ضم النادي الكاتالوني الجناح البرتغالي فرانسيسكو ترينكاو، البالغ من العمر 20 عاماً، مقابل 31 مليون يورو، بعدما خاض اللاعب 48 مباراة مع سبورتنغ براغا؛ وتم توقيع الصفقة في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ولقد حصل إشبيلية على خدمات راكيتيتش مقابل 1.5 مليون يورو، مع متغيرات محتملة بقيمة 6 ملايين يورو. أما فيدال، فرحل من دون أي مقابل، ومتغيرات مالية بقيمة مليون يورو. وتم التخلص أخيراً من لاعب خط الوسط التركي أردا توران، بعد 3 سنوات من لعبه بالفعل مع برشلونة. وعلاوة على ذلك، دفع برشلونة لسواريز حتى يرحل! لقد طلبوا منه أن يرحل مقابل أن يمنحوه نصف راتبه السنوي البالغ 14 مليون يورو، وهو الاتفاق الذي تراجع عنه نادي برشلونة عندما أدرك أن وجهة اللاعب ستكون أتلتيكو مدريد.
لقد رحل سواريز وراكيتيتش وفيدال ورافينيا -أي ما يقرب من نصف فريق كامل- مقابل 1.5 مليون يورو! وقد قال أحد الصحافيين في «الغارديان» عن ذلك: «لقد استغنى برشلونة عن خدمات هؤلاء اللاعبين لأندية تلعب في دوري أبطال أوروبا من دون أي تكلفة؛ من الصعب تصديق ذلك!». لكن الحقيقة أن هناك سبباً لذلك، وهو ما كشف عنه النجم الإسباني إياغو أسباس، لاعب سيلتا فيغو، على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما قال: «لقد نسيتم رواتب هؤلاء اللاعبين التي كانت تزيد أو تقل قليلاً عن 70 مليون يورو، والصعوبات التي تواجهها الأندية فيما يتعلق برواتب اللاعبين هذا الموسم».
صحيح أن برشلونة قد وفر بعض الأموال من هذه الصفقات، لكن ذلك لم يكن كافياً. ومن المعروف أن أي نادٍ لا يكون في موقف جيد للتفاوض عندما يتعرض لضغوط كبيرة من جماهيره بسبب سوء النتائج، فضلاً عن أن اللاعبين الذين يحصلون على رواتب فلكية لا يكونون في عجلة من أمرهم للرحيل إلى مكان آخر! ولم يعلن نادي برشلونة أي شيء بخصوص التمسك بخدمات كل من الظهير الأيسر الإسباني جوردي ألبا، ولاعب خط الوسط الإسباني سيرجيو بوسكيتس، وقلب الدفاع الإسباني جيرارد بيكيه، لكن لم يحصل هؤلاء اللاعبون على أي عروض للرحيل. وحصل اللاعب البرازيلي فيليب كوتينيو على فرصة أخرى، على الأقل بشكل جزئي، لأن العروض لم تكن مناسبة أو لم تكن هناك عروض من الأساس! لقد تم تقليص الخيارات، وأصبح برشلونة منفتحاً على أي عروض لرحيل اللاعبين، وخير مثال على ذلك ما حدث مع نيلسون سيميدو الذي أعلن النادي في البداية أنه ضمن اللاعبين «الذين لن يتم الاستغناء عنهم»، لكن النادي غير رأيه بمجرد حصوله على أول عرض رسمي! وبمجرد أن رحل سيميدو، تعاقد النادي مع ديست.
لقد تُرك برشلونة يبحث عن أي صفقة جديدة، ويقبل بأي عرض للاعبيه. لقد طلبوا في البداية الحصول على 18 مليون يورو من أجل الاستغناء عن رافينيا. وفي النهاية، ترك اللاعب برشلونة متوجهاً إلى فرنسا، وانضم إلى باريس سان جيرمان مجاناً، مع وضع حوافز ومتغيرات مالية بحد أقصى 3 ملايين يورو، ونسبة 35 في المائة من أي عملية بيع مستقبلية. أما عثمان ديمبلي الذي كان برشلونة يأمل في توقيع صفقة إعارته إلى مانشستر يونايتد، بعدما رفض النادي الإنجليزي زيادة قيمة الصفقة، فرفض الرحيل. وقد حدث الأمر نفسه أيضاً مع صمويل أومتيتي. ويبدو أن النادي غاضب من هذين اللاعبين، كما لو كان يتعين على اللاعبين الموافقة على أي عرض للرحيل من أجل تسهيل إتمام التعاقدات التي لا يستطيع المسؤولون القيام بها! ولم يرغب كل من ديمبلي وأومتيتي في الرحيل، لكن كان هناك لاعب واحد فقط يريد الرحيل، ولم يسمحوا له بذلك، وهو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».