ترحيب أممي بتعيين 5 قاضيات في ليبيا

عُدّت «خطوة مهمة لتعزيز حقوق المرأة والطفل»

TT

ترحيب أممي بتعيين 5 قاضيات في ليبيا

رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس، بتعيين خمس قاضيات بمحكمتين تم إنشاؤهما حديثاً في العاصمة طرابلس (غرباً)، وبنغازي (شرقاً) للنظر في قضايا العنف ضد النساء والأطفال، في خطوة وصفتها بأنها «مهمة نحو تعزيز حقوق المرأة والطفل» بالبلاد.
وبدأت المرأة الليبية العمل في القضاء منذ عام 1989، وكان أول من تم تعيينهما رفيعة العبيدي وفاطمة البرعصي بمحكمة بنغازي الابتدائية. وقد أحصى المجلس الأعلى للقضاء عدد أعضاء الهيئات القضائية في ليبيا بـ3658 عضواً، منهم 1431 امرأة.
وقالت البعثة الأممية في بيانها، أمس، إن تعيين القاضيات الخمس، بالإضافة إلى إنشاء المحكمتين المختصتين، «تحرك جيد نحو إثراء العمل القضائي في ليبيا»، مشيرة إلى أن «استجابة العدالة الجنائية لقضايا العنف ضد النساء والأطفال سوف تتحسن إلى حد كبير».
كما نوهت البعثة إلى أنها «تلتزم بالشراكة مع مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بتوفير برنامج تدريبي متخصص لجميع القضاة المعيّنين في المحاكم المنشأة حديثاً»، مشيرة إلى أنها «تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع مجلس القضاء الأعلى الليبي لتنفيذ هذا البرنامج».
وتعد نعيمة جبريل، رئيسة محكمة الاستئناف في بنغازي، أول قاضية يتم تعيينها في ليبيا خلال حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 1975، ومنذ ذلك التاريخ ارتقت المرأة الليبية أعلى درجات السلك القضائي، ووصلت إلى رئاسة محكمة الاستئناف وعضوية المجلس الأعلى للقضاء والعمل بالمحكمة العليا.
ورأت منظمة «حقي» للنساء الحقوقيات الليبيات، أن تخصيص قاضيات للنظر في قضايا الطفل والمرأة، «خطوة ممتازة جداً». لكنها قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «البعثة فاجأتنا بالخبر، الذي لم يعلن عنه المجلس الأعلى للقضاء، سواء بتشكيل محكمة خاصة لهذا الغرض، أو بتعيين قاضيات في هذه المحكمة». وتابعت منظمة «حقي» متسائلة «لا نعلم حقيقة اختصاص هذه المحكمة، أو بناءً على ماذا تم إنشاؤها؟ ومن قام بتعيين القاضيات فيها؟».
وسبق للمنظمة الليبية للقضاء التأكيد على ضرورة العمل على تضمين حقوق المرأة في الدستور الجديد، وتطبيق المعايير الدولية لاستقلال القضاء، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتضمنة عدم التمييز في التعيين بالوظائف القضائية، وتطبيق الاتفاقيات والمعاهدات المصادق عليها من ليبيا، مثل العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».