بعد 14 عاماً على مقتل الزرقاوي الاستخبارات العراقية تلقي القبض على مساعد له

TT

بعد 14 عاماً على مقتل الزرقاوي الاستخبارات العراقية تلقي القبض على مساعد له

أعلنت الاستخبارات العراقية أمس (الثلاثاء)، أنها القت القبض على أحد معاوني أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة» الذي قُتل بغارة أميركية عام 2006 بالقرب من مدينة بعقوبة في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد. وقالت الداخلية العراقية في بيان صحافي إن «مفارز وكالة الاستخبارات المتمثلة بمديرية استخبارات الشرطة الاتحادية في وزارة الداخلية تمكنت من إلقاء القبض على أحد معاوني أبو مصعب الزرقاوي في منطقة حي الرفاق ببغداد». وأضاف البيان أن «عملية القبض تمت بعد تشكيل فريق مختص ونصب كمين محكم له بعد متابعته من محافظة ديالى والإطاحة به في محافظة بغداد، وهو مطلوب وفق أحكام الإرهاب لانتمائه لعصابات (داعش) الإرهابية، وعمل بما تسمى (مفارز الاغتيالات بولاية ديالى قاطع هبهب)». يذكر أن منطقة هبهب هي المنطقة التي قُتل فيها الزرقاوي في السابع من شهر يونيو (حزيران) 2006.
وأشار البيان إلى أنه «من خلال التحقيقات الأولية اعترف معاون الزرقاوي بانتمائه لتلك العصابات الإجرامية، وقال إنه شارك في عدة عمليات إرهابية مع عصابات تنظيمي (القاعدة) و(داعش) من خلال نصب سيطرات وهمية للاغتيالات، وتهجير المواطنين في ناحية هبهب بدوافع طائفية قبل عمليات التحرير». يُذكر أن تنظيم «القاعدة» كان ينشط في محافظات العراق خصوصاً وسط وشمالي البلاد في الفترة بين 2005 و2014، وكان أبو عمر البغدادي قد تولى قيادة التنظيم بعد الزرقاوي لكنه قُتل في عملية مشتركة بين القوات العراقية والأميركية مع مساعده أبو حمزة المهاجر عام 2011.
وخضعت مناطق عديدة في ديالى وأخرى في محافظات شمالية وغربية خلال العنف الطائفي بين عامي 2005 و2007 لسيطرة التنظيم الإرهابي. وكان الزرقاوي المنحدر من أصول أردنية قد أسس في تسعينات القرن الماضي ما يسمى «تنظيم الجهاد والتوحيد»، قبل أن يعلن عام 2004 مبايعته لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وقاد معسكرات تدريب في أفغانستان، قبل أن ينتقل إلى العراق ويشتهر هناك، لكونه نفّذ سلسلة من الهجمات والتفجيرات خلال حرب العراق.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».