تقرير الـ«إف بي آي» عن انفجار المرفأ يستبعد العمل التخريبي

تحدث عن إهمال وتقصير في تخزين نترات الأمونيوم

TT

تقرير الـ«إف بي آي» عن انفجار المرفأ يستبعد العمل التخريبي

بعد شهر على انتهاء مهمته في مرفأ بيروت، سلم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي إف. بي. آي القضاء اللبناني تقريره النهائي، والذي يتضمن النتائج التي توصل إليها حول طبيعة انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 أغسطس آب الماضي وأسبابه.
ويعكف المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي فادي صوان، على دراسة التقرير، ويتحفظ على مضمونه، باعتباره إحدى الوثائق السرية التي لا يمكن كشفها قبل ختم الملف وصدور القرار الاتهامي، وأوضحت مصادر مواكبة لمسار القضية، أن المحقق العدلي «ما زال ينتظر تقرير الفريق الفرنسي ليبني على الشيء مقتضاه». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التقارير سترتب بالتأكيد خطوات يجب اتخاذها في الأيام المقبلة»، واصفة تقرير الـإف. بي. آي، بأنه «تقني فني بعيد عن التسييس، ويتضمن استنتاجات مستندة إلى أدلة علمية تحسم وجهة الانفجار، ويقدم الأدلة حول الخلاصة التي توصل إليها».
وبموازاة التحقيق اللبناني الذي يركز على ملاحقة المسؤولين عن تفريغ 2750 طناً من مادة «نترات الأمونيوم» في داخل حرم المرفأ، والاحتفاظ بها لحوالي سبع سنوات، من دون الأخذ بالاعتبار النتائج الكارثية لوجود مثل هذه المواد في المرفأ وفي قلب العاصمة بيروت، بدأت تظهر خيوط التحقيق الفني الذي تولاه الخبراء الأجانب الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون، إذ كشف مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن الفريق الأميركي «عزا سبب الانفجار إلى خطأ في عملية تخزين نترات الأمونيوم، واحتراق مواد قابلة للاشتعال مخزنة بالقرب منها أدى إلى الانفجار الهائل». ولفت إلى أن «المواد التي انفجرت تقدر بـ550 طناً من نترات الأمونيوم، من أصل 1200 طن مخزنة داخل العنبر رقم 12». وتحدث التقرير عن «إهمال وتقصير في عملية التخزين، وفي تقدير خطورة وجود مثل هذه المواد في هذا الموقع الحساس». وقالت المصادر إن تقرير الـإف. بي. آي «توصل إلى استنتاج مفاده أنه لا وجود لعمل إرهابي أو عمل تخريبي، كما لا وجود لبقايا أسلحة وذخائر في موقع الانفجار». غير أن المصدر القضائي دعا إلى «انتظار دراسة المحقق العدلي للتقرير وتقييم مضمونه»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية تقرير الفريق الفرنسي للوقوف على حقيقته، سيما أن عمل الخبراء الفرنسيين استغرق وقتاً أطول، ومعرفة مدى تطابقه مع التقرير الأميركي».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».