تقرير: تركيا حاولت اغتيال سياسي كردي في النمسا

عميل تركي يؤكد إرغامه على الإدلاء بشهادة زور لإدانة موظف في القنصلية الأميركية في إسطنبول

صورة للمحكمة التركية التي حوكم فيها موظف القنصلية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
صورة للمحكمة التركية التي حوكم فيها موظف القنصلية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
TT

تقرير: تركيا حاولت اغتيال سياسي كردي في النمسا

صورة للمحكمة التركية التي حوكم فيها موظف القنصلية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
صورة للمحكمة التركية التي حوكم فيها موظف القنصلية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن اتهام السلطات التركية بإجبار عميل لها على إطلاق النار على سياسي كردي نمساوي في فيينا.
وقالت الصحيفة إنه في ظهر أحد الأيام من الشهر الماضي، دخل رجل إلى مركز شرطة في فيينا، زاعماً أنه عميل في المخابرات التركية، لطلب الحماية القانونية بعدما رفض القبول بأحد المهام الموكلة إليه، وهي إطلاق النار على سياسي كردي نمساوي.
الشاب الذي عرّف نفسه باسم فياز أوزتورك اشتملت شهادته على واقعة إدانة أخرى للسلطات التركية، وهي إرغامه على الإدلاء بشهادة زور لإدانة موظف في القنصلية الأميركية في إسطنبول، هو متين توبوز الذي كان يعمل في وزارة الخارجية الأميركية وإدارة مكافحة المخدرات، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وحكمت المحكمة التركية، في يونيو (حزيران)، على توبوز بالسجن لأكثر من 8 سنوات بتهمة مساعدة جماعة إرهابية مسلحة، ومحاولة الإطاحة بالحكومة التركية.
وقضية توبوز هي واحدة من عدة قضايا ضد مواطنين وموظفين أميركيين وموظفين حكوميين في تركيا بلا أساس قانوني أو أدلة مثبتة، بحسب المسؤولين الرسميين الذين أكدوا أنها محاولة من إردوغان لممارسة نفوذه في علاقاته العدائية المتزايدة مع الولايات المتحدة.
ويسيطر القلق دوماً على الحكومة النمساوية حول نفوذ المخابرات التركية في النمسا، وقد دقت هذه الحالة الأخيرة ناقوس الخطر.
ومن جانبه، قال كارل نهام وزير الداخلية النمساوي: «إننا نأخذ هذا الأمر على محمل الجد»، موضحاً أنه لن يعلق على تفاصيل القضية لأن التحقيق مستمر، بينما رفض مكتب المدعي العام التعليق على وقائع القضية، قائلاً في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني إن القضية حساسة للغاية لدرجة أنها «سرية».
وخلصت نتائج تحقيق لجنة خاصة تابعة للشرطة النمساوية، الشهر الماضي، إلى أن المخابرات التركية جندت محرضين للمساعدة في إثارة اشتباكات عنيفة خلال احتجاج كردي في شارع في منطقة فافوريتين في فيينا، في يونيو (حزيران)، وجمع معلومات عن المتظاهرين.
وأكد وزير الداخلية النمساوي أن «التجسس والتدخل التركي في الحقوق الديمقراطية لا مكان لهما في النمسا»، فيما قدرت وزارته أن هناك نحو 270 ألف شخص من أصول تركية في النمسا، نحو ثلثهم من الأكراد.
ومن جانبها، كشفت سوزان راب، وزيرة الاندماج النمساوية، أن «النمسا أصبحت هدفاً للتجسس التركي، وأن ذراع إردوغان الطويلة تصل إلى مدينة فيينا».
وترافق استبداد إردوغان المتنامي على مدى العقد الماضي مع حملة عدوانية اشتدت في الداخل والخارج، بدأت عندما اختلف مع الاتحاد الأوروبي، واشتدت بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016 الذي ألقى الرئيس باللوم فيه على رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».