فشل الهدنة في ناغورنو قره باغ... وتحريض تركي على «ضرب رأس أرمينيا»

امرأة تقف داخل منزلها المدمر بعد قصف مدفعي أرميني أثناء القتال على منطقة ناغورنو (أ.ب)
امرأة تقف داخل منزلها المدمر بعد قصف مدفعي أرميني أثناء القتال على منطقة ناغورنو (أ.ب)
TT

فشل الهدنة في ناغورنو قره باغ... وتحريض تركي على «ضرب رأس أرمينيا»

امرأة تقف داخل منزلها المدمر بعد قصف مدفعي أرميني أثناء القتال على منطقة ناغورنو (أ.ب)
امرأة تقف داخل منزلها المدمر بعد قصف مدفعي أرميني أثناء القتال على منطقة ناغورنو (أ.ب)

تبادلت أرمينيا وأذربيجان، اليوم (الثلاثاء)، اتهامات بانتهاك هدنة إنسانية تم التوصل إليها قبل ثلاثة أيام لإنهاء قتال على إقليم ناغورنو قره باغ، فيما أشعل مخاوف مجموعات دولية من تفجر أزمة إنسانية في المنطقة.
وشاهد مصور تلفزيوني من وكالة «رويترز» للأنباء قصفاً في بلدة مارتوني بالإقليم، وهو جيب جبلي معترف به دولياً على أنه جزء من أذربيجان، لكن يحكمه ويسكنه الأرمن.
وقال طاقم التلفزيون في تارتار بأذربيجان، إن وسط المدينة تعرض أيضاً للقصف في وقت سابق من اليوم.
وتتداعى الهدنة الإنسانية، التي توسطت فيها روسيا وبدأ سريانها يوم السبت بهدف السماح للطرفين بتبادل الأسرى وجثامين القتلى، فيما يخفت الأمل في السلام بعد الاشتباكات الدموية التي بدأت أحداثها يوم 27 سبتمبر (أيلول).
وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، إن قوات الأرمن تقصف أراضي أذربيجان في جورانبوي وأغدام وتارتار، و«ترتكب انتهاكات فظيعة للهدنة الإنسانية». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع فاجيف دارجالي، إن «قوات أذربيجان لا تنتهك وقف إطلاق النار بدواع إنسانية».
ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان الاتهام. وقالت، إن القوات الأذربيجانية استأنفت عملياتها العسكرية بعد هدوء خلال الليل «مدعومة بنيران المدفعية الكثيفة من جهات الجنوب والشمال والشمال الشرقي والشرق».
وهذا التصعيد في القتال هو الأسوأ منذ الحرب بين عامي 1991 و1994 حول الإقليم التي سقط فيها نحو 30 ألف قتيل.
ويُراقَب الصراع من الخارج لقربه من خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز من أذربيجان لأوروبا، وبسبب المخاوف من استدراج روسيا وتركيا للصراع. وترتبط روسيا باتفاقية دفاع مع أرمينيا، وتركيا حليف مقرب من أذربيجان.
ولم تشارك تركيا في جهود الوساطة التي تقودها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وتقول أنقرة إنها تؤيد هجوم أذربيجان «لاستعادة أراضيها المحتلة».
واتهم السياسي التركي القومي دولت بهجلي الغرب وروسيا بسد الطريق أمام مشاركة تركيا في المحادثات، ووصف التحركات المقترحة حتى الآن بما فيها وقف النار بأنها «فخاخ». ويدعم حزب بهجلي حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس طيب إردوغان في البرلمان، وقال بهجلي، إنه يتعين على أذربيجان تأمين ناغورنو قره باغ «بمواصلة الضرب على رأس أرمينيا».
قال الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان لصحيفة «بيلد» إنه يشعر بالقلق إزاء سلوك تركيا في الأزمة، وطالب المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد لإدانة أنقرة التي تنفي التدخل العسكري في ناغورنو قره باغ. وأضاف «أشعر بالقلق، أولاً لوجود طرف ثالث معني. لو كان الأمر يتعلق بناغورنو قره باغ وأذربيجان فحسب، لأصبحت أشد تفاؤلاً إزاء احتمالات احتواء الصراع».
وواصلت أعداد القتلى الارتفاع. وقال مسؤولون أرمن في ناغورنو قره باغ، إن إجمالي عدد القتلى في صفوف العسكريين بالإقليم بلغ 542 قتيلاً بزيادة 17 قتيلاً عن أمس (الاثنين).
وقالت أذربيجان، إن 42 مدنياً قُتلوا فيها وأصيب 206 منذ بدء القتال يوم 27 سبتمبر. ولم تكشف عن خسائرها من العسكريين.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.