الرئيس العراقي يجتمع بالرئاسات الثلاث في إقليم كردستان

بحث الانتخابات وموازنة 2021 و{التطبيع في كركوك»

جانب من اجتماع الرئيس العراقي مع «الرئاسات الثلاث» في إقليم كردستان أمس (شبكة رووداو)
جانب من اجتماع الرئيس العراقي مع «الرئاسات الثلاث» في إقليم كردستان أمس (شبكة رووداو)
TT

الرئيس العراقي يجتمع بالرئاسات الثلاث في إقليم كردستان

جانب من اجتماع الرئيس العراقي مع «الرئاسات الثلاث» في إقليم كردستان أمس (شبكة رووداو)
جانب من اجتماع الرئيس العراقي مع «الرئاسات الثلاث» في إقليم كردستان أمس (شبكة رووداو)

اجتمع الرئيس العراقي برهم صالح في أربيل، أمس، مع الرئاسات الثلاث في إقليم كردستان، لبحث الأوضاع السياسية والاقتصادية في العراق عموماً وإقليم كردستان على وجه الخصوص؛ من بينها ملف الانتخابات المبكرة، وحماية البعثات الدبلوماسية لدى البلاد، والملف الصحي جراء تفشي جائحة «كورونا» وتداعياته الاقتصادية.
وكشف مصدر مطلع عن أن المجتمعين بحثوا 3 محاور رئيسية؛ الأول تطبيع الأوضاع في كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها بعد اتفاقية سنجار، ورواتب الموظفين والاتفاق على موازنة 2021، إضافة إلى الانتخابات العراقية المبكرة المقرر عقدها في يونيو (حزيران) المقبل.
وورد في بيان مشترك عقب الاجتماع أن «المجتمعين ناقشوا الأوضاع السياسية والظروف المالية والأمنية والصحية العصيبة في العراق وإقليم كردستان، مؤكدين دعم إقليم كردستان لخطوات الحكومة الاتحادية والمؤسسات الدستورية لحماية أمن واستقرار البلاد، بخاصة فيما يتعلق بتهيئة مناخ آمن ومناسب لعمل بعثات الدول الصديقة والبعثات الدبلوماسية لدى العراق وقيامها بمهامها».
وبحسب البيان؛ ناقش الاجتماع أيضاً «الاستعدادات للانتخابات المبكرة وتهيئة الأرضية اللازمة لإجرائها في الوقت المحدد، ودعم الاتفاق الذي أبرم بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان لتطبيع الأوضاع في سنجار وعودة النازحين».
وكانت الحكومة الاتحادية العراقية أبرمت اتفاقاً مع إقليم كردستان مؤخراً لتطبيع الأوضاع في سنجار، تضمن الاتفاق انتخاب إدارة موحدة للقضاء وحصر حماية القضاء بالشرطة الاتحادية واستبعاد الفصائل المسلحة غير القانونية لتهيئة الأوضاع لعودة النازحين وإعادة الإعمار.
وقال مصدر رفيع المستوى مطلع على تفاصيل الاجتماع إن «اجتماع رئيس الجمهورية برهم صالح مع الرئاسات الثلاث (رؤساء الإقليم والحكومة والبرلمان) كان لمناقشة تطبيع الأوضاع في كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها، وإمكانية عودة قوات البيشمركة إلى هذه المناطق كجزء من القوات المسلحة العراقية». المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أضاف أن «المجتمعين تطرقوا أيضاً إلى ملف رواتب الموظفين في إقليم كردستان خلال السنة المالية الحالية وسد العجز في ميزانية 2020 والاتفاق على ميزانية 2021 وحصة الإقليم منها وتسليم الواردات النفطية»، مبيناً أن «الاجتماع بحث أيضاً ملف الانتخابات المقبلة والتحضيرات لإجرائها في الوقت المحدد من خلال إتمام التصويت على قانون الانتخابات وآليات تقسيم الدوائر الانتخابية، وحسم ملف قضاة المحكمة الاتحادية العليا».
النائب السابق عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» ماجد شنكالي قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أبرز الملفات التي ناقشها الاجتماع تتعلق بإنجاح اتفاق سنجار الذي سيكون خطوة لتطبيع الأوضاع في باقي مناطق المادة (140). وكذلك ملف إكمال وتعديل قانون المحكمة الاتحادية وآلية اختيار القضاة لسد النقص في أعضاء المحكمة الذي يعدّ من متطلبات إجراء الانتخابات المبكرة بصفتها الجهة التي تصادق على نتائج الانتخابات».
من جهته، قال كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «رئيس الجمهورية سيجتمع مع زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني بعد اجتماع الرئاسات الثلاث لبحث ملف الوضع الاقتصادي في العراق بشكل عام واتفاق سنجار الأخير بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، وملف الانتخابات المقبلة وتعدد الدوائر الانتخابية، إضافة إلى ملف استهداف السفارة الأميركية في بغداد من قبل الميليشيات المنفلتة».
وعن إمكانات بحث التحالفات السياسية في الانتخابات المقبلة، قال محمود إن «الحزب الديمقراطي الكردستاني هو أكبر حزب عراقي حصل على أكبر عدد مقاعد في البرلمان العراقي حزباً منفرداً، لذلك فإن أي مشروع لتحالف سياسي أو انتخابات يجب أن تتم مناقشته مع بارزاني زعيم الحزب وباعتباره مرجعاً سياسياً أعلى لمعظم القوى الكردستانية». وأشار إلى أن «الوقت مبكر للحديث عن التحالفات السياسية، ولكن لا يخفى على أحد أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني كان أكبر الداعمين لترشيح وتولي السيد الكاظمي منصب رئاسة الوزراء، واستمر بدعمه في كل الخطوات التي اتخذها في هذا المنصب، ونجاح الكاظمي يعدّ نجاحاً لمن قام بدعمه، فإذا ما تم ترشيحه مرة أخرى لمنصب رئاسة الوزراء فسيلقى دعماً كبيراً من بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.