شجار دامٍ بين جنود من العرب البدو في قاعدة إسرائيلية

TT

شجار دامٍ بين جنود من العرب البدو في قاعدة إسرائيلية

كشف النقاب عن وقوع شجار عمومي بين مجموعتين من الجنود داخل قاعدة عسكرية أسفر عن إصابة 21 جندياً إسرائيلياً، بجراح، ما بين بسيطة ومتوسطة. وقال شهود عيان إن أعجوبة فقط حالت دون وقوع قتلى، لأن بعض هؤلاء الجنود مشطوا أسلحتهم وأطلقوا الرصاص بكثافة.
وقالت مصادر إعلامية في تل أبيب، إن هذا الحادث، وقع أول من أمس (الأحد)، في قاعدة تدريب لواء «غفعاتي»، الواقعة قرب الحدود مع سيناء المصرية. وقد بدأ بين جنود بشكل فردي، ثم ما لبث أن تحول إلى شجار عمومي بين فرقتين؛ الأولى تضم عناصر من وحدة «شاكيد»، والثانية تضم عناصر من وحدة «هسيور همدبري». وتورط في الشجار ضباط من الجهتين. وتبادل الفرقاء الشتائم، ثم هاجم بعضهم بعضاً، مستخدمين العنف الجسدي والعصي والحجارة وتهديدات بالسلاح الحي وإطلاق الرصاص فوق الرؤوس. وأضافت المصادر أن الشجار تواصل لوقت طويل حتى تمكن قادة في الوحدة من فض الاشتباك بين الجنود، ما أسفر عن إصابة بعد الضباط القادة.
وأشارت مصادر طبية إلى أن سبعة من المصابين نقلوا للعلاج في مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع، فيما تلقى 14 مصاباً آخرون العلاج الميداني في القاعدة نفسها. وتبين لاحقاً أن جميع المشاركين في الشجار هم من العرب البدو الذين يخدمون طواعية في الجيش الإسرائيلي، بغرض الاسترزاق وضمان وظيفة عمل، وغالبيتهم متخصصون في قص الأثر على الحدود.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الواقعة تخضع للتحقيقات من قبل قائد لواء «غفعاتي»، مشدداً على أنه «سيتم اتخاذ إجراءات تأديبية بحق المشاركين»، في الشجار الذي وصفه بأنه «حادث استثنائي وخطير لا يتوافق مع السلوك المطلوب من جنود الجيش الإسرائيلي».
بالمقابل، قال أحد ضباط الاحتياط إن مظاهر العنف عموماً تتسع وتتكاثر في قواعد الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، وهي لا تقتصر على الجنود البدو، بل تشمل أيضاً الجنود اليهود.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».