بعد خيبات كثيرة... هل يصبح المنتخب الأميركي قوة كروية كبرى قريباً؟

يمتلك الآن نجوماً شباناً في أكبر الأندية الأوروبية ويلعبون دوراً بارزاً في نجاحها

TT

بعد خيبات كثيرة... هل يصبح المنتخب الأميركي قوة كروية كبرى قريباً؟

يمتلك المنتخب الأميركي لكرة القدم الكثير من اللاعبين الموهوبين الذين يلعبون في كبرى الأندية الأوروبية، لكن أكثر شيء مشجع في هذا الأمر يتمثل في أن معظم هؤلاء النجوم لا تتجاوز أعمارهم 22 عاماً. ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين نجم نادي تشيلسي، كريستيان بوليسيتش، الذي يسير في طريقه ليصبح أحد أكثر المهاجمين إمتاعاً في عالم كرة القدم. ومن الرائع أن عدداً من زملائه في المنتخب الأميركي يسيرون على الطريق نفسها للوصول إلى هذا المستوى العالمي.
ويعطي هذا الأمر أملاً كبيراً للمنتخب الأميركي قبل استضافة الولايات المتحدة نهائيات كأس العالم في عام 2026، بعدما فشل المنتخب الأميركي في الوصول إلى مونديال 2018. وبحلول إقامة نهائيات كأس العالم 2026، سيكون هؤلاء اللاعبون في أوج عطائهم وتألقهم. والرائع في الأمر أن هؤلاء اللاعبين ليسوا لاعبين للمستقبل فحسب، لكنهم يقدمون مستويات جيدة من الآن بالفعل، ومن المنتظر أن يظهروا بشكل جيد للغاية في بطولة الكأس الذهبية عام 2021 (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، وكأس العالم 2022.
وقد أدركت الأندية الكبرى في أوروبا حجم الإمكانات التسويقية الهائلة للاعبي كرة القدم الأميركيين، وبدأت تتعاقد معهم وهم في سن صغيرة. وربما يكون الشيء الأكثر إثارة للجماهير الأميركية هو أن هؤلاء اللاعبين الأميركيين يلعبون الآن إلى جانب أبرز النجوم العالميين ولا يبدون أقل في المستوى على الإطلاق، بل يتفوقون عليهم في الكثير من الأحيان. وتضم أندية عملاقة مثل يوفنتوس وتشيلسي وبوروسيا دورتموند وبرشلونة لاعبين أميركيين بين صفوفها خلال الموسم الحالي. ويجب الإشارة إلى أن هؤلاء اللاعبين ليسوا مجرد أرقام لتكملة قوائم هذه الأندية أو يتم استغلالهم فقط من أجل بيع وتوزيع القمصان في الولايات المتحدة، لكنهم يلعبون دوراً بارزاً ومهماً للغاية في نجاح هذه الأندية. وبعد فشل المنتخب الأميركي في التأهل لكأس العالم 2018، بدأت الأمور تتحسن بشكل ملحوظ. ولحسن الحظ، ظهرت موجة جديدة من اللاعبين الأميركيين الشباب في أوروبا، وبدأوا يكتسبون خبرات كبيرة من دون أن يضعوا هذا الإخفاق في أذهانهم، لكنهم في المقابل يلعبون بطموح كبير ولديهم حافز هائل لتحقيق النجاح على أعلى مستوى مع أنديتهم. وسيواصل هؤلاء الشباب اللعب بهذه القوة بغض النظر عن نجاح المنتخب الأميركي من عدمه، لكن من الطبيعي أن يؤدي تواجد هؤلاء النجوم في كبرى الأندية العالمية إلى زيادة فرص المنتخب الأميركي في التألق في المحافل الدولية. ونستعرض هنا عدداً من أفضل اللاعبين الأميركيين الواعدين في الملاعب الأوروبية في الوقت الحالي.

- سيرجينو ديست (برشلونة – ظهير أيمن)
ولد اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً في هولندا، وحصل على الجنسية الأميركية من والده الأميركي السورينامي. ويمتلك ديست كل مقومات اللاعب العصري، ويمكنه اللعب ظهيراً أيمن وظهيراً أيسر. وعلاوة على ذلك، يجيد ديست القيام بالأدوار الهجومية بشكل رائع، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى أنه كان يلعب جناحاً أيمن في مرحلة الشباب عندما كان يلعب في نادي ألمير سيتي بمسقط رأسه. انتقل ديست إلى أكاديمية الناشئين بنادي أياكس أمستردام وأصبح واحداً من أكثر المواهب الواعدة في النادي الهولندي، قبل أن يحط الرحال مؤخراً بنادي برشلونة الإسباني ويسعى للسير على خطى مثله الأعلى، اللاعب البرازيلي داني ألفيش، ومن المؤكد أنه سيكتسب خبرات هائلة من اللعب بجوار مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم بالنادي الكتالوني، وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
- تايلر آدمز (لايبزيغ - خط الوسط)
إذا كان ديست يتميز بالقدرة على القيام بواجباته الهجومية على أفضل نحو ممكن، فإن آدمز من نوعية اللاعبين الأقوياء في خط الوسط الذين يقومون بالتأمين الدفاعي. ويجيد آدمز، البالغ من العمر 21 عاماً، القيام بالأدوار الخططية والتكتيكية المختلفة، كما يجيد اللعب في أكثر من مركز، حيث تألق في مركز الظهير الأيمن، وخط الوسط، ويمكنه إفساد هجمات الفرق المنافسة، قبل أن يستغل قدرته على التمرير الدقيق في ضرب دفاعات المنافسين. قد لا يكون آدمز من بين أكثر الأسماء اللامعة في هذه القائمة، لكنه بالتأكيد واحد من أكثرهم أهمية.
- ويستون ماكيني (يوفنتوس - خط الوسط)
قد يكون هناك بعض التساؤلات حول أفضل مركز يمكن أن يلعب به ماكيني البالغ من العمر 22 عاماً، لكن الشيء المؤكد أنه لاعب مفيد للغاية لنادي يوفنتوس وللمنتخب الأميركي. انضم ماكيني إلى حامل لقب الدوري الإيطالي قادماً من شالكه خلال الصيف الجاري، وقدم مستويات مثيرة للإعجاب في أول ظهور له مع «السيدة العجوز». وسوف يكتسب اللاعب الأميركي مزيداً من الخبرات من خلال اللعب تحت قيادة المدير الفني الشاب أندريا بيرلو، الذي كان يوما ماً أحد أفضل صناع اللعب في عالم الساحرة المستديرة. يتميز ماكيني بالقدرة على أن يكون همزة الوصل بين خطي الدفاع والهجوم، بفضل قدرته على التمرير الدقيق والتحرك الواعي داخل الملعب، ويمكنه أن يُكون ثنائياً قوياً للغاية مع آدمز في خط وسط المنتخب الأميركي. وعلاوة على ذلك، يجيد ماكيني تسديد الكرات الثابتة، والقيام بالأدوار الدفاعية وإفساد هجمات الفرق المنافسة، كما أنه من نوعية اللاعبين الذي يحتاج إليهم أي مدير فني.
- جيوفاني رينا (بوروسيا دورتموند - خط وسط)
يعد رينا، البالغ من العمر 17 عاماً، أصغر لاعب في هذه المجموعة من اللاعبين الواعدين، لكنه يلعب بالفعل في مستوى لا يزال يحلم به معظم لاعبي كرة القدم الشباب. إنه يسير على خطى مواطنه بوليسيتش في بوروسيا دورتموند، وهو نجل اللاعب الدولي الأميركي السابق كلاوديو، وشارك بالفعل في مبارتين في دوري أبطال أوروبا.
- كريستيان بوليسيتش (تشيلسي - مهاجم)
يشعر المرء بأن بوليسيتش يلعب منذ فترة طويلة ويمتلك خبرات هائلة لدرجة أنه لم يكن ينبغي أن يكون ضمن قائمة اللاعبين الشباب. لكن بوليسيتش لا يزال في الثانية والعشرين من عمره، ويتميز بمهاراته الفذة واحترافيته الشديدة؛ وهو الأمر الذي يجعل الجميع لا ينظرون إليه على أنه مجرد لاعب صاعد، ولكن على أنه نجم عالمي وصل إلى القمة بالفعل.
وإذا استمر بوليسيتش في التطور بهذا الشكل، فسيكون أفضل لاعب أميركي عبر كل العصور، إن لم يكن قد وصل إلى هذه المكانة بالفعل!


مقالات ذات صلة

مانشيني: لست نادماً على تجربتي مع المنتخب السعودي… يكذبون على لساني

رياضة سعودية مانشيني أثناء إشرافه على المنتخب السعودي في مواجهة كوستا ريكا (أ.ف.ب)

مانشيني: لست نادماً على تجربتي مع المنتخب السعودي… يكذبون على لساني

نقلت مصادر مقربة من الإيطالي روبيرتو مانشيني المدير الفني السابق للمنتخب السعودي لـ«الشرق الأوسط» نفيه ما نشر على لسانه في إحدى الصحف الإيطالية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية سواريز بعد تجديد عقده مع نادي إنتر ميامي الأميركي (الشرق الأوسط)

سواريز يمدد عقده مع ميامي لموسم آخر

قال نادي إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم، يوم الأربعاء، إن لويس سواريز مهاجم أوروغواي وقَّع على تمديد عقده لعام آخر.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خير الدين زطشي (الاتحاد الجزائري لكرة القدم)

إيداع رئيس اتحاد القدم الجزائري السابق بالسجن

أصدر القضاء الجزائري الأربعاء حكماً بإيداع خير الدين زطشي، الرئيس الأسبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم مالك نادي أثليتيك بارادو المنافس بدوري المحترفين.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟