في إطار المساعي المصرية لـ«تعزيز الوعي المائي دولياً»، وعلى وقع تعثر المفاوضات بشأن قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة» الإثيوبي، أعلنت الحكومة المصرية أمس «مشاركة 50 منظمة إقليمية وعالمية في أسبوع القاهرة للمياه، الذي تناقش فعالياته لهذا العام في نسخته الثالثة قضية (الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة)».
وأخفقت مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل إلى حل توافقي، يبدد مخاوف دول مصب نهر النيل من تأثير «سد النهضة» على حصتيهما في مياه النيل، رغم مفاوضات مطولة بدأت قبل نحو 10 أعوام. وتؤكد مصر على ثبات موقفها إزاء نزاعها مع إثيوبيا حيال «سد النهضة»، الذي تبنيه الأخيرة على الرافد الرئيسي لنهر النيل، والذي تخشى القاهرة أن يتسبب في تقليص حصتها من المياه. ويرعى الاتحاد الأفريقي جولة من المفاوضات بين الدول الثلاث، منذ يوليو (تموز) الماضي. غير أن هذه المفاوضات عُلقت نهاية أغسطس (آب) الماضي لعدم الاتفاق على «مسودة أولية موحدة» تتضمن «النقاط الخلافية». وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم، يشمل النص على قواعد أمان السد، وملئه في أوقات الجفاف، ونظام التشغيل، وآلية فض النزاعات.
وقالت الحكومة المصرية، أمس، إن «أسبوع القاهرة للمياه» الذي تنظمه وزارة الموارد المائية والري، للعام الثالث على التوالي، بتعاون مع الشركاء من المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات والجهات والوزارات على المستوى القومي، سوف ينطلق في 18 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لمدة 5 أيام، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، لافتة إلى أنه يعد الحدث الأكبر من نوعه في مصر والمنطقة العربية وأفريقيا، والمتخصص في مجال المياه، موضحة أنه يأتي في إطار اهتمام الدولة المصرية الكبير بقضية المياه، ووضعها على رأس أولويات الأجندة السياسية، حيث تعد من أهم مقتضيات التنمية الاقتصادية والمستدامة، وتتويجاً أيضاً لدور مصر الإقليمي الرائد، سواء في المنطقة العربية أو أفريقيا.
وأكد «مجلس الوزراء المصري» أن أسبوع القاهرة للمياه «يهدف إلى تعزيز الوعي المائي، وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه، والتعرف على التحركات العالمية، والجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات، بالإضافة إلى تحديد الأدوات الحديثة، والتقنيات المستخدمة لإدارة الموارد المائية، اﻷمر الذي جعله محور دعم واهتمام، ومحط أنظار جميع الخبراء والمعنيين بالمياه محلياً وإقليمياً ودولياً».
ومن المقرر أن يتضمن برنامج الفعاليات عقد خمس جلسات عامة، و30 جلسة فنية، فضلاً عن تنظيم اجتماعين «رفيعي المستوى»، و5 فعاليات جانبية يتم تنظيمها بالمشاركة مع 50 منظمة إقليمية ودولية، علاوة على تنظيم العديد من المسابقات والأنشطة. وسيشارك في الفعاليات أكثر من 150 متحدثاً «رفيع المستوى» من مختلف دول العالم.
وبحسب «مجلس الوزراء المصري» فإن «اللجنة المنظمة للحدث العالمي بذلت جهوداً حثيثة لإقامة (أسبوع المياه) في موعده، رغم التحديات التي يواجهها العالم، حيث يتم تنظيمه كحدث يجمع بين الحضور الفعلي، والمشاركة الافتراضية عبر تقنيات التواصل عن بُعد، في ضوء اتخاذ جميع اﻹجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا المستجد»، وذلك تتويجاً للنجاح، الذي حققه «أسبوع القاهرة للمياه» في نسختيه الأولى والثانية عامي 2018 و2019. يشار إلى أنه شارك خلال النسختين الأولى والثانية أكثر من ألف شخص، وتم عقد أكثر من 50 جلسة فنية، حاضر فيها أكثر من 40 عالماً وخبيراً في مجال المياه، كما شاركت نحو 30 شركة وجهة في المعرض، المقام على هامش كل منهما، بحسب وزارة الموارد المائية والري المصرية.
القاهرة لتعزيز «الوعي المائي» دولياً وسط تعثر مفاوضات «سد النهضة» مع أديس أبابا
القاهرة لتعزيز «الوعي المائي» دولياً وسط تعثر مفاوضات «سد النهضة» مع أديس أبابا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة