الجنس البشري يمر بمرحلة تطور سريع

استمرار تطور الجنس البشري بوتيرة سريعة (غيتي)
استمرار تطور الجنس البشري بوتيرة سريعة (غيتي)
TT

الجنس البشري يمر بمرحلة تطور سريع

استمرار تطور الجنس البشري بوتيرة سريعة (غيتي)
استمرار تطور الجنس البشري بوتيرة سريعة (غيتي)

خلصت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال حديثي الولادة يُخلقون من دون وجود لضرس العقل مع استمرار تطور الجنس البشري بوتيرة سريعة. وكان العلماء في أستراليا قد اكتشفوا أن الجنس البشري يمر بمرحلة بالغة الدقة من التطور، تلك التي يمكن ملاحظة التغيرات التطورية من خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، حسب صحيفة «ميترو» اللندنية.
وقالت الدكتورة تيغان لوكاس الأستاذة لدى جامعة فليندرز في مدينة أديلايد الأسترالية أن وجوه البشر صارت أقصر بكثير عن ذي قبل، مع صغر حجم الفك الأمر الذي يعني إتاحة مساحة أقل لنمو الأسنان، وأضافت قائلة: «يحدث هذا التطور في الوقت المناسب تماماً، حيث تعلمنا الاستخدامات المتعددة للنار مع المعالجة المتطورة للأطعمة. وأصبح الكثير من الأطفال حديثي الولادة يأتون من دون ضرس العقل بالمرة».
وخلصت الدراسة البحثية المذكورة إلى أن بعض الأشخاص يولدون مع عظام إضافية في الذراعين أو الساقين، بالإضافة إلى صغر حجم الوجوه، أو يُخلقون بوصلات غير طبيعية لعظمة أو عظمتين أو ربما أكثر في الأقدام. ومما يُضاف إلى ذلك، أظهر البحث الاستقصائي الذي أشرفت عليه الدكتورة لوكاس - رفقة أساتذة الجامعة من مدينة أديلايد من أمثال الدكتور ماسيج هينيبيرغ والدكتور جاليا كوماراتيلاك - أن هناك زيادة كبيرة في انتشار الشريان الوسيط منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى الآن.
ومن المعروف علمياً أن هذا الشريان يبدأ في التكون أثناء وجود الجنين داخل الرحم، وهو يعتبر الوعاء الرئيسي الذي يوفر الدماء إلى السواعد والأيدي، غير أنه يختفي تماماً أثناء الحمل ثم يتم استبداله بالشريان الكعبري والزندي. وقال الأساتذة المشرفون على الدراسة: «يسفر العدد المتزايد من الحالات إلى استبقاء الشريان الوسيط وعدم اختفائه، لذلك يمكن لأحد الأشخاص أن يولد مع وجود الشرايين الثلاثة معاً».
ومن شأن هذا الاتجاه التطوري أن يبقى ويستمر، سيما لدى أولئك الذين سوف يولدون بعد مرور 80 عاماً من الآن، مع تحول الشريان الوسيط إلى شريان لازم الوجود في سواعد بني البشر.
وقالت الدكتورة لوكاس إن الدراسة المشار إليها توضح أن الجنس البشري يواصل التطور، وإنما بوتيرة هي أسرع من أي وقت مضى خلال القرنين ونصف القرن الماضيين. واقترح الأساتذة مؤلفو الدراسة أن التغييرات في الانتقاء الطبيعي من شأنها أن تكون السبب الرئيسي في التطور الجزئي الذي يشهده الجنس البشري.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».