الشرطة الإسرائيلية توصي بتوجيه اتهام إلى بن إليعازر بالارتشاء

تلقى ملايين الشواقل من رجال أعمال لقاء امتيازات للتنقيب عن النفط

الشرطة الإسرائيلية توصي بتوجيه اتهام إلى بن إليعازر بالارتشاء
TT

الشرطة الإسرائيلية توصي بتوجيه اتهام إلى بن إليعازر بالارتشاء

الشرطة الإسرائيلية توصي بتوجيه اتهام إلى بن إليعازر بالارتشاء

أبلغت الشرطة الإسرائيلية وزير الدفاع الأسبق وعضو الكنيست الحالي، بنيامين بن إليعازر، بأنها قررت تقديم توصية بتوجيه الاتهام له بالفساد وتلقي الرشوة. وقال محققو الشرطة، الذين استدعوا بن إليعازر، أمس، إلى مكاتب وحدة «لاهاف 433»، إنهم اتخذوا القرار بهذا الشأن منذ أسابيع، ولكنهم قرروا الانتظار حتى يشفى من المرض ليبلغوه قرارهم.
وقال رئيس شعبة التحقيقات، ماني يتسحاكي، إنه تقرر تقديم لائحة اتهام أيضا ضد رجل الأعمال أفراهام ننيكاشفيلي، الذي كان قد رشى بن إليعازر.
وادعى محامي بن إليعازر، أن موكله «خدم الدولة بإخلاص مدة 60 عاما»، وأن إعادة النظر في مواد التحقيق في النيابة العامة من شأنها أن تعرض صورة مختلفة تماما.
يبلغ بن إليعازر من العمر 78 سنة، أمضى 60 منها في العمل الجماهيري، بداية بالجيش، حيث ارتقى في سلم الدرجات حتى درجة عميد. في سنة 1967، قاد قوات الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وينسب إليه المصريون إعدام مئات الجنود المصريين الذين وقعوا في أسر قواته. وقد نفى هذا الاتهام في حينه، خلال لقاء مع الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، وأصبحا صديقين حميمين. وتولى قيادة قوات الاحتلال في الضفة الغربية. وفي مطلع القرن تولى منصب وزير الدفاع.
ويشار إلى أن التحقيق ضد بن إليعازر، كان قد بدأ قبل نحو 6 أشهر، بعد أن قدم ترشيحه لرئاسة الدولة. وبين التحقيق أن رجال أعمال، بينهم ننيكاشفيلي، دفعوا ملايين الشواقل له كي يحصلوا على حقوق امتياز للتنقيب على النفط. ووصلت أنباء أولية عن ذلك إلى المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشطاين، ما أدى إلى فتح التحقيق ضد بن إليعازر. وتبين خلال التحقيق معه أنه جرى تحويل أموال لصالحه على مدار سنوات دون أن يكون لذلك أي تفسير. ولذلك انسحب من الترشيح واستقال من الكنيست واعتزل الحياة السياسية. وأصيب بوعكة صحية شديدة.
وينضم بن إليعازر بهذه التهمة إلى سلسلة وزراء ومسؤولين إسرائيليين قبعوا في قفص الاتهام بتهم فساد مختلفة، بينهم رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت (تهم رشى)، ورئيس الدولة الأسبق موشيه قصاب (اعتداءات جنسية على موظفاته)، ووزير المالية أبراهام هيشنزون ووزير العمل والرفاه، شلومو بن عزري ووزير الداخلية أريه درعي، ووزير السياحة إساف مساجنيكوف وغيرهم (رشى وتلاعب بالمال العام). وفقط في الأسبوع الماضي انفجرت قضية فساد كبرى، إذ اعتقلت الشرطة نحو 40 شخصية سياسية وموظفين كبارا من حزب «إسرائيل بيتنا» بتهمة التلاعب بأموال الجمهور.
يذكر أن التقرير الدولي الأخير حول الفساد يضع إسرائيل في قمة جدول دول الفساد في العالم الغربي. وقد أشار تقرير للبنك الدولي إلى أن نسبة الفساد في المؤسسات الرسمية، فاقت النسبة المقبولة في الدول المتقدمة، حيث وصلت إلى 8.8 في المائة، بينما في الدول الغربية لا تزيد على 4.91 في المائة. وأشارت معطيات «مقياس الديمقراطية» التي أصدرها «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية» خلال شهر أغسطس (آب) الماضي إلى أن 89 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون بوجود فساد مستشري في إسرائيل، وأن 50 في المائة منهم يعتقدون أن السياسيين يعملون في السياسة من أجل الربح الشخصي.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.