مستوطنون يحاولون إحراق أفراد عائلة فلسطينية وهم نائمون

أكثر من 600 اعتداء إجرامي من المستوطنين خلال عام

فلسطيني يعاين الأضرار التي لحقت بمنزل حاول المستوطنون إحراقه في قرية يطا (أ.ب)
فلسطيني يعاين الأضرار التي لحقت بمنزل حاول المستوطنون إحراقه في قرية يطا (أ.ب)
TT

مستوطنون يحاولون إحراق أفراد عائلة فلسطينية وهم نائمون

فلسطيني يعاين الأضرار التي لحقت بمنزل حاول المستوطنون إحراقه في قرية يطا (أ.ب)
فلسطيني يعاين الأضرار التي لحقت بمنزل حاول المستوطنون إحراقه في قرية يطا (أ.ب)

للمرة الثالثة خلال نحو السنة، يقدم مستوطنون يهود على جريمة رهيبة جديدة ضد الفلسطينيين، إذ حاولوا إحراق أفراد عائلة وهم نائمون. وحسب مصادر فلسطينية فإن المستوطنين نفذوا ما لا يقل عن 600 اعتداء على الفلسطينيين منذ بداية سنة 2014.
وقد وقع الحادث في الساعات الأولى من فجر أمس، عندما داهم المستوطنون منزلا يعود للمواطن محمود محمد جبر العدرة، في قرية الديرات شرق مدينة يطا. وألقى المعتدون زجاجات حارقة داخل المنزل، حيث تنام أسرة مؤلفة من 7 أنفار بينهم 5 أطفال، كما كتبوا شعارات عنصرية على جدران المنزل من الخارج، مثل «الموت للعرب» و«ارحلوا باحترام»، مما جعل أصحاب المنزل يعرفون أن الفاعلين هم مستوطنون.
وقال رئيس بلدية يطا المحامي موسى مخامرة إن مستوطنين من مستوطنة كرميئيل كسروا نافذة المنزل، قرابة الساعة الثالثة فجرا، وألقوا الزجاجات الحارقة في داخله، بعد أن كتبوا شعارات عنصرية باللغة العبرية على جدران المنزل. وقد هب الجيران لمساعدة العائلة في إخماد النار، وبذلك أنقذوا حياة أفراد العائلة، ووقعت أضرار فقط على جزء من صالون المنزل.
وتعتبر هذه ثالث جريمة تتم بهذه الطريقة، خلال السنة. فقد بدأت بمحاولة إحراق عائلة في قرية سنجيل في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، عندما كان الوالدان وأطفالهما الخمسة نائمين، فأصيبوا جميعا بالاختناق وبعض الأطفال أصيبوا بحروق. والشهر الماضي، أقدم مستوطنون إسرائيليون على حرق منزل لعائلة فلسطينية بقرية أبو فلاح شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وخطوا عليه شعارات ضد العرب والفلسطينيين بالطريقة نفسها. وقال صاحب المنزل محمد عبد الكريم حمايل إن مستوطنين عدة هاجموا منزله الواقع في الطرف الشمالي لقرية أبو فلاح وحاولوا اقتحامه نحو الساعة الرابعة فجرا، إلا أنهم فشلوا في ذلك فألقوا قنبلة حارقة بداخله أدت إلی اشتعاله. هذا إضافة إلى تمكن المستوطنين من إحراق الفتى المقدسي، محمد أبو خضير، الصيف الماضي، وإلى عشرات الاعتداءات التي نفذت بالطريقة نفسها وتسببت بحريق في مساجد عدة وتشويه كنيستين ومقابر إسلامية ومسيحية، أو بإلقاء زجاجات حارقة على سيارات فلسطينية.
وكشف مصدر في شرطة القدس أن قوات الاحتلال اعتقلت شابا يحمل الجنسية التركية أثناء وجوده في ساحات الأقصى. وأوضح شهود عيان أن شرطة الاحتلال أوقفت الشاب التركي أثناء سيره، وطلبت منه جواز سفره بطريقة استفزازية، وخلال ذلك حصلت مشادات كلامية بينه وبين أفراد الشرطة الذين قاموا بضربه بصورة مبرحة. وأضاف الشهود أن شرطة الاحتلال قامت باعتقاله واقتياده إلى مخفر شرطة باب السلسلة.
من جهة أخرى، أكد أهالي قرية دير نظام شمال رام الله أن قوات الاحتلال جرفت، أمس، أراضي زراعية لإقامة برج عسكري قرب مدخل القرية وأغلقت الشارع المؤدي إليها. وقال رئيس مجلس قروي دير نظام، إيهاب التميمي، إنه ومنذ ساعات الصباح عمدت قوات الاحتلال إلى تجريف أراض زراعية قرب مدخل القرية، بعد إغلاق الشارع المؤدي إليها، لافتا النظر إلى أن «المواجهات لا تزال تندلع منذ ساعات الصباح وحتى المساء»، بين الشبان في القرية، وبين قوات الاحتلال التي تطلق الرصاص المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم. وأكد التميمي أن القرية أصبحت الآن محاصرة بمعسكر لجيش الاحتلال من الغرب، ومستوطنة «حلميش» المقامة على أراض محتلة للقرية من الشرق، وشارعين رئيسيين للاحتلال من الشمال والجنوب، عدا عن حرمان الأهالي من حراثة أراضيهم المجاورة للمستوطنة على الآليات، في واحد من مظاهر التعجيز، ومنعهم من استصلاح أو تعمير أي قطعة أرض في الأراضي المجاورة لمعسكر جيش الاحتلال، ناهيك عن مصادرة نبع المياه الذي كان المزارعون يستخدمونه في زراعة أرضهم التي يعتاشون منها.
يشار إلى أن الانتهاكات بحق أهالي القرية وممتلكاتهم مستمرة بشكل شبه يومي عبر الاقتحامات المستمرة لجيش الاحتلال، والمواجهات التي تُطلق خلالها قنابل الغاز والرصاص تجاه المواطنين وبيوتهم، واعتداءات المستوطنين على المنازل في أطراف القرية التي كان آخر ضحاياها المواطنين وسام ومحمود الخطيب، والاعتداء المستمر على أشجار الزيتون والمزروعات، إضافة إلى إخطارات بهدم 13 منزلا في الآونة الأخيرة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.