لبنان يحبط عمليات هجرة إلى قبرص وإيطاليا

TT

لبنان يحبط عمليات هجرة إلى قبرص وإيطاليا

أعلنت قوى الأمن اللبنانية أنها أحبطت عدة محاولات لتهريب أشخاص إلى خارج لبنان بطريقة غير شرعية، وأوقفت عدداً من أفراد العصابات التي تقوم بهذه الأنشطة.
وقالت المديرية العامة لقوى الأمن في بيان، إن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تتابع عمليات الهجرة غير الشرعية من لبنان إلى قبرص، عبر شواطئ محافظة لبنان الشمالي، بواسطة قوارب غير آمنة، والتي أخذت تنشط منذ أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي.
وأعلنت أنها تمكنت وبتواريخ مختلفة من توقيف عدد من الأشخاص السوريين كانوا يحاولون مغادرة الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية بحراً.
وبعد توفر معلومات عن توجه عدد من السوريين للهجرة إلى قبرص بواسطة مركب صغير انطلاقاً من شاطئ العبدة (شمال لبنان) لقاء 5 ملايين ليرة لبنانية للشخص الواحد، نصبت كميناً محكماً نتج عنه توقيف 14 رجلاً وامرأة من الجنسية السورية. واعترفوا بأنهم كانوا بصدد الهجرة إلى قبرص بطريقة غير شرعية عبر البحر، وأن الرأس المدبر للعملية سوري الجنسية، تم توقيفه وضبط المبالغ المالية التي تحصل عليها، وأودع القضاء المختص.
وفي موضوع القارب الأخير الذي كان قد أثار ضجة في لبنان بسبب وفاة عدد من الأشخاص الذين كانوا على متنه، بينهم طفلان، بسبب نفاد الطعام والمياه، قالت شعبة المعلومات إنها حددت هوية الشخص «الوسيط» في عملية التهريب، وهو لبناني، فأوقفته في منزله بالقبة في طرابلس، واعترف بما نُسب إليه.
هذا وقد داهمت الشعبة منزلاً شمال لبنان فيه عدد من الأشخاص من الجنسية المصرية، كانوا محتجزين تمهيداً لتهريبهم إلى إيطاليا مقابل مبالغ مالية، وأوقفت 6 أشخاص من الجنسية المصرية، ولبنانياً واحداً.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.