غانتس يخشى حوادث قتل في المظاهرات ضد نتنياهو

مع انتقال الصراع إلى معسكر اليمين بين نتنياهو وموظفه السابق بنيت

TT

غانتس يخشى حوادث قتل في المظاهرات ضد نتنياهو

مع انتقال الصراع على رئاسة الحكم في إسرائيل إلى قلب معسكر اليمين نفسه، ما بين زعيم «الليكود» رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وزعيم اليمين المتطرف نفتالي بنيت، الذي كان موظفاً في مكتب نتنياهو، تصر قوى اليسار والوسط على مواصلة التظاهرات المطالبة باستقالته. وتؤكد أن العنف الذي تمارسه ضدها الشرطة من جهة، ونشطاء اليمين المتعصب من جهة ثانية، لن تثنيها عن عزمها «محاربة رئيس الوزراء الفاسد والفاشل». فيما توجه بيني غانتس، رئيس الحكومة البديل ووزير الأمن، إلى قادة الشرطة ووزيرهم، مطالباً بالعمل الجاد على حماية المتظاهرين من خطر عمليات قتل.
وقال غانتس، في رسالة علنية إلى الوزير أمير أوحانا وقائد الشرطة موطي كوهن، إن الأيام الأخيرة شهدت عنفاً زائداً من الشرطة يجب أن يتوقف، وشهدت اعتداءات دامية من نشطاء اليمين المتطرف على المتظاهرين، ويجب التعامل معها بحزم وقطع دابرها. وأفاد تقرير أعده المتظاهرون بأن الشرطة اعتقلت عدداً من نشطاء اليمين إثر عشرات الاعتداءات على محتجين ضد نتنياهو، لكنها امتنعت عن تقديمهم إلى المحاكمة، ووجهت لائحة اتهام واحدة فقط ضد أحدهم، وأن الشرطة تمارس قوة شديدة ضد المحتجين. وكان غانتس كتب في «تويتر»، الأسبوع الماضي، أن «مهاجمة المتظاهرين في الأيام الأخيرة لا يقبلها العقل، والعنف الذي نراه ضد المتظاهرين وأفراد الشرطة والصحافيين ليس محتملاً». وأضاف أن «المظاهرات التي تجري بموجب تعليمات مكافحة (كورونا) هي أمر شرعي وحيوية في الديمقراطية. وأدعو الشرطة إلى القبض على المهاجمين واستنفاذ القانون معهم. وسننتصر على الوباء معاً، ومن خلال التضامن والتسامح تجاه الآخر».
وشهدت المظاهرات ضد نتنياهو في جميع أنحاء إسرائيل عنفاً ضد المحتجين من جانب معارضين لهذه الاحتجاجات. وشملت الاعتداءات على المحتجين الضرب والشتائم وإلقاء زجاجات من شرفات، وتعرض متظاهرون مسنون للعنف أيضاً والضرب، فيما ألقى مناصرون لنتنياهو الحجارة باتجاه متظاهرين في حيفا وحولون ونتانيا، السبت الماضي.
وقد جاءت هذه التحذيرات، أمس، في خضم يوم آخر من المظاهرات التي ملأت مئات المواقع، على مفترقات الطرق وعلى الجسور، في جميع أنحاء البلاد. وأكد المتظاهرون أنهم يلتزمون بتعليمات وزارة الصحة، فيتظاهرون فقط قرب البيت (على بعد 1000 متر في أقصى حد)، وبارتداء الكمامات، والحفاظ على حلقات من 20 شخصاً. ولكنهم لن يوقفوا المظاهرات بأي حال من الأحوال.
وكان 61 في المائة من الإسرائيليين قد أعربوا عن قناعتهم، في استطلاع رأي نشرته صحيفة «معريب»، أمس الجمعة، أن الإغلاق الذي قررته الحكومة بحجة مكافحة «كورونا» هو قرار سياسي هدفه منع المظاهرات. وعليه، قرر المتظاهرون إقامة المظاهرات يومياً، وليس فقط في نهاية الأسبوع. وقال كرمي غيلون، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة (الشاباك)، إن هذه المظاهرات ليست موجهة ضد نتنياهو بصفته الشخصية، بقدر ما هي تأتي لحماية قيم الحكم الديمقراطي والليبرالي، التي تمنع وجود متهم بالفساد في منصب رئيس حكومة، وتمنع رئيس حكومة من تكريس موارد الدولة وقرارات حكومتها لخدمة أغراضه الشخصية.
يذكر أن استطلاع «معريب» أعطى نتائج مشابهة للاستطلاع الذي نشرته «القناة 12» للتلفزيون، التي دلت على استمرار التراجع في شعبية نتنياهو وهبوط مكانة حزب «الليكود» بقيادته، وفي الوقت نفسه، دلت على أن منافسه ليس من قادة اليسار، ولا قوى الوسط، بل من اليمين نفسه، وهو نفتالي بنيت. فمقابل منح «الليكود» 26 - 27 مقعداً (بينما هو ممثل اليوم في الكنيست بـ36 مقعداً)، يمنح «يمينا» بقيادة بنيت 22 - 23 مقعداً. ولم يستبعد المحللون إمكانية الاستمرار في التقارب بين قوة كل من الرجلين، وإغلاق الهوة. إذ إن سبب الانفضاض عن نتنياهو ما زال قائماً وصارخاً، ألا وهو انتشار «كورونا»، والفشل في علاجها، وعلاج تبعاتها الاقتصادية. وسبب الاقتراب من بنيت أنه يبث روحاً جدية في مكافحة «كورونا» تتسم بتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية والشخصية.
وقد بدأت قوى اليمين المتطرف تلتف من حول بنيت، وتهاجم نتنياهو بشكل مباشر، وتدعوه إلى الاستقالة والسماح لرفاقه في «الليكود» بمساندة بنيت. وخرج مجموعة من قادة المستوطنين بحملة، أمس، تصب في هذا الاتجاه، وتقول لنتنياهو إن عهده قد انتهى، وعليه أن يخلي كرسيه لصالح بنيت.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.