الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات عسكرية في قلب قرية فلسطينية

كشف تقرير نشرته صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الجيش الإسرائيلي قام الأسبوع الماضي بتحويل قرية فلسطينية بكل سكانها إلى منطقة تدريب عسكري، بما يتناقض مع العرف والقانون الدولي، وشكل بذلك خطراً على حياة السكان الذين لم يتم تعريفهم بما يجري ولا تحذيرهم من النتائج.
وجاء في التقرير أن عشرات الجنود اقتحموا في الليل قرية عقبة الفلسطينية الواقعة شمالي منطقة غور الأردن، عندما كان سكانها نائمين، من أجل إجراء تدريب لبضع ساعات بين بيوتها. لم يدخلوا إلى أي بيت ولكنهم كانوا يتجولون مسلحين في الساحات وفي الشوارع. يتلصصون على البيوت ويثيرون ذعر سكان القرية. وقد اعترف أحد الضباط بأنهم يتدربون في هذه القرية «لأنها تشبه كثيراً القرى اللبنانية».
ويقول الصحافي الإسرائيلي المعروف، جدعون ليفي، (كاتب التقرير) إنه واثق تماماً من أنه لم يخطر ولا يمكن أن يخطر ببال قادة الجيش الإسرائيلي، في أي يوم، التصرف بهذه الصورة في إحدى المستوطنات المجاورة. ولكن في قرية فلسطينية كل شيء مسموح، وليالي سكانها مستباحة مثل نهارهم. ومع أن الجيش كان قد سبق وتعهد خطياً بوقف التدريبات في هذه القرية، وأقام له قرية نموذجية مقابل القرية، وعلى أراضيها الخاصة التي تمت مصادرتها بين أشجار الزيتون، يفترض أن يتدرب فقط فيها، فإن جنوده عادوا مرة أخرى الأسبوع الماضي واقتحموا القرية نفسها.
يذكر أن شمالي غور الأردن كله، هو منطقة تدريب كبيرة للجيش الإسرائيلي. وهناك مكعبات إسمنتية كتبت عليها تعليمات تحذر من وجود منطقة نيران. وقرية عقبة تقع في الجزء الجنوبي من منطقة النيران المعروفة باسم «900 أ»، غرب ما كان ذات يوم قاعدة تدريب لوائية لسريتين للمظليين التي كانت تعمل بين عامي 1983 و2003. رئيس بلديتها، سامي صادق، كان قد أصيب هو نفسه برصاص جنود الاحتلال في الماضي، وأصيب بالشلل إلى الأبد. ومع ذلك فإنه من دعاة السلام. قبل خمس سنوات شق طريقاً للوصول إلى القرية بطول كيلومتر وسماها «طريق السلام»، وقد قام الجيش الإسرائيلي بتخريبها ثلاث مرات، وكان صادق يعيد تعبيدها. الآن هو يبني برجاً كبيراً للمياه في وسط القرية النظيفة التي تظهر مثل قرية فنانين بسبب الرسومات على الجدران فيها. ويقول ليفي: «يعيش في القرية 400 نسمة، وهناك 270 ولداً يأتون كل يوم من تياسير المجاورة للدراسة في المدرسة المزخرفة الموجودة فيها. ومع أن المدرسة تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية فإن إسرائيل لا تعترف بوجود القرية، وفي سجل السكان سكانها مسجلون كسكان قرية تياسير. رئيس المجلس مسجل كأحد سكان أريحا. والجيش يصر على تسمية القرية في وثائقه: (خِربة العقبة)».