«الأوقاف» المصرية تحذر من تعليق «لافتات انتخابية» على المساجد

منع خطيب من صعود المنبر عقب مشاركته في الدعاية لمرشح لـ«النواب»

TT

«الأوقاف» المصرية تحذر من تعليق «لافتات انتخابية» على المساجد

بعد أيام من تحذير الحكومة المصرية من «استغلال المساجد في الدعاية لانتخابات مجلس النواب (البرلمان) سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة»، حذرت وزارة الأوقاف - باعتبارها المسؤولة عن المساجد في مصر - أمس، من «تعليق اللافتات الانتخابية على المساجد».
ويأتي هذا التطور في وقت تم فيه منع خطيب من صعود المنبر، عقب مشاركته في حملة دعم أحد مرشحي «النواب». ومن المقرر أن تجري عملية الاقتراع داخل وخارج البلاد على مرحلتين مقسمتين على المحافظات المختلفة، تبدأ في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وتتواصل الإجراءات حتى يتم إعلان جميع النتائج بحلول 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ويواصل المتنافسون على عضوية مقاعد «النواب» مرحلة الدعاية التي تستمر حتى 18 من أكتوبر الجاري، ويعقبها انطلاق عملية الاقتراع في المرحلة الأولى، بينما تنطلق الدعاية الانتخابية لمرشحي المرحلة الثانية، اعتباراً من 19 أكتوبر وحتى الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وجددت «الأوقاف المصرية» تحذيرها لجميع العاملين بها من «السماح باستغلال المساجد في أي شكل من أشكال الدعاية الانتخابية، أو تعليق اللافتات، أو الانخراط في أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى الخروج عن مقتضى الواجب الوظيفي»، بينما تجري «الأوقاف» تحقيقاً مع «إمام وخطيب مسجد شارك في حملة أحد المرشحين في الانتخابات».
وقالت الوزارة إن «الإمام المذكور تم منعه من صعود المنبر، وأداء الدروس الدينية بالمساجد وإمامة الناس بها، وأي عمل يتصل بشؤون المساجد لحين انتهاء التحقيق معه، كما تمت إحالته إلى وظيفة باحث دعوة»؛ مؤكدة أن هذا الإجراء «جاء حرصاً على صورة المؤسسات الدينية، ووقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين في حياد تام، ودفعاً لاستخدام المنبر في غير ما خُصص له».
وتعتبر «الأوقاف المصرية» أن «المتاجرة بالزي الأزهري، أو المنبر، أو رسالة الإمام، أو الزج بالمسجد ورسالته، أو السماح باستخدامه في العملية الانتخابية، تستدعي العقوبة الرادعة، حفاظاً على حرمة المسجد وصورة الإمام».
وكانت «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر، قد أصدرت قراراً بشأن ضوابط الدعاية الانتخابية للمرشحين، ووضعت عدداً من ضوابط الدعاية، من بينها عدم استخدام الشعارات الدينية، وعدم استخدام المرافق العامة ودور العبادة، وعدم الكتابة بأي وسيلة على جدران المباني الحكومية.
وتبلغ مقاعد مجلس النواب 568 مقعداً، منها 284 بـ«نظام القوائم المغلقة المطلقة»، و284 لمقاعد «الفردي»، بينما تخصص للمرأة ما لا يقل عن 25 في المائة من المقاعد، ويجوز لرئيس الدولة تعيين عدد من الأعضاء في مجلس النواب، لا يزيد على 5 في المائة.
إلى ذلك، تغلق «الوطنية للانتخابات» اليوم (السبت) «باب تسجيل بيانات المقيمين بالخارج على موقعها الإلكتروني». وأكدت «الوطنية للانتخابات» أنه «لن يتمكن المواطن بالخارج من المشاركة في الانتخابات، من دون التسجيل على الموقع، وعقب تسجيل الناخب بياناته ورقمه القومي، يحصل على رقم تسجيل سري، للتصويت خلال العملية الانتخابية».
في سياق آخر، حذرت «الأوقاف» جميع العاملين بها من «الانضمام لعضوية أي جمعية، أو العمل بأي لجنة من لجانها، أو جمع أي أموال أو توزيعها، تحت أي مسمى خارج إطار القانون، ودون إذن كتابي مسبق ومحدد من رئيس القطاع الديني بالوزارة»، مؤكدة في بيان لها أمس أن «القرار من أجل الحفاظ على استقلالية الإمام، وعدم استقطابه مجتمعياً، أو استغلال موقعه بعلم أو من دون علم منه، لصالح أي جماعة، تتستر خلف أنشطة مجتمعية»، موضحة أن من يخالف ذلك «يعرض نفسه للمساءلة الإدارية والقانونية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.