شيري عادل لـ «الشرق الأوسط»: لا أحب المتاجرة بحياتي الشخصية

اعتبرت أن الممثل صاحب القالب الواحد «ضعيف فنياً»

الفنانة المصرية شيري عادل في مشهد من مسلسل «إلا أنا».... عادل على أفيش مسلسل «السهام المارقة»
الفنانة المصرية شيري عادل في مشهد من مسلسل «إلا أنا».... عادل على أفيش مسلسل «السهام المارقة»
TT

شيري عادل لـ «الشرق الأوسط»: لا أحب المتاجرة بحياتي الشخصية

الفنانة المصرية شيري عادل في مشهد من مسلسل «إلا أنا».... عادل على أفيش مسلسل «السهام المارقة»
الفنانة المصرية شيري عادل في مشهد من مسلسل «إلا أنا».... عادل على أفيش مسلسل «السهام المارقة»

قالت الفنانة المصرية شيري عادل إنها لا تحب المتاجرة بحياتها الشخصية، واعتبرت أن الممثل صاحب القالب الواحد «ضعيف فنياً»، ووصفت عودتها للدراما مجدداً عبر مسلسل «إلا أنا» بأنها «قوية ومهمة»، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تأثرت كثيراً بشخصية «هاجر» في حكاية «أمر شخصي» بالمسلسل، وكشفت أنها تعمدت الظهور خلال مشاهد العمل من دون ماكياج، وبأزياء بسيطة، لتكون الشخصية أكثر واقعية وعلى طبيعتها. وأوضحت أنها تكون سعيدة بالنقد الإيجابي لأدوارها، بينما تتحفز بالنقد السلبي لتطوير أدائها، لافتة إلى رغبتها في تقديم أدوار جديدة من الواقع، بجانب أعمال أخرى هادفة تخاطب الأطفال. وإلى نص الحوار:
> ما الذي جذبك لتقديم بطولة حكاية «أمر شخصي» ضمن حكايات مسلسل «إلا أنا»؟
- قصة هذه الحكاية جيدة جداً، وجاذبة لأي فنانة، كما أن فكرة المسلسل الذي يحتوي على 6 حكايات متنوعة تحت خط درامي واحد مبتكرة جداً ومميزة، حققت نجاحاً كبيراً بالآونة الأخيرة، فصناع المسلسل اهتموا بكل تفاصيله، ليخرج بشكل قوي ومتفرد من خلال 6 حكايات و6 فنانات مختلفات.
> ظهرتِ بشكل مختلف في المسلسل... فهل قمتِ بعمل استعدادات خاصة لتقديم هذا الدور؟
- شخصية «هاجر» فيها مراحل مهمة، بداية من تعلقها بفارس الأحلام مثل أي فتاة في سنها، وإصرارها على أن ذاك الرجل سيكون كتلة من المشاعر الفياضة والرومانسية التي تتمناها، ولكنها تصطدم بالواقع الذي وجدت نفسها فيه، ومن هنا جاء التحول الكبير في حياتها، فلم يعد لديها اختيار، فتحولت مشاعرها الجياشة ورومانسيتها المفرطة إلى إرادة قوية وإصرار على العيش بجدية، وتحمل مسؤولية نفسها وابنتها وأهلها، بعيداً عن أوهام الرومانسية والعواطف، لذلك استعددت جيداً للدور قبل التصوير.
> وهل تعمدتِ الظهور من دون ماكياج؟
- نعم بالطبع؛ لأن شخصية «هاجر» كانت لها ملامح وسمات خاصة، ومجرد تخيلي للشخصية جعلها بعيدة كل البعد عن مظاهر التجمل المعتادة بسبب ظروفها الاجتماعية الصعبة، وقمنا بعمل بروفات وتخيلنا شكل الشخصية وكيفية ظهورها بشكل يسير وفق طبيعة القصة. لذلك أشكر كل فريق العمل بعد خروج الشخصية بهذه الصورة المختلفة.
> مشاهدك في المسلسل كانت مليئة بالمشاعر المختلفة... هل تأثرتِ نفسياً بأحداث الحكاية؟
- بالطبع تأثرت وجدانياً بتفاصيل حياة «هاجر»، وأحببت شخصيتها، وفي حالة عدم الاندماج مع الشخصية سأقدمها بشكل ضعيف؛ لكن «هاجر» جعلتني أعيش معها قبل التصوير وأثناء التصوير بسبب ما تعرضت له.
> وما تعليقك على اتجاه بعض المنتجين لتقديم مسلسلات من 10 حلقات؟
- القصة هي التي تحدد عدد الحلقات، فهناك أعمال لا تتحمل أكثر من 10 حلقات، وتوجد حكاية أخرى يمكن سردها في 30 حلقة أو أكثر، فالتنوع مطلوب، وخصوصاً في الدراما، وأنا أعتقد أن حلقات «إلا أنا» مشروع ذكي جداً و«فورمات» مختلف، ويكفي أنها فكرة يتم عرضها على شاشة التلفزيون المصري الذي يدهشنا في الحداثة والتطوير الحقيقي.
> ولماذا غبتِ كثيراً عن الشاشة؟
- أنا دائماً موجودة ومتابعة جيدة للساحة الفنية، رغم انشغالي أخيراً بحياتي الشخصية؛ لكن عندما قررت الرجوع وتقديم عمل فني جديد لم أجد نفسي فيما عُرض عليَّ؛ لكن شخصية «هاجر» كانت سبباً رئيسياً لعودتي؛ لأنها مختلفة عما قدمته من قبل، فقد عشت معها لحظات لن تنسى، لحظات جديدة تماماً.
> في رأيك... هل تنحصر ملامح الفنان وسماته الشخصية في قالب واحد؟
- أنا أرى أن الممثل صاحب القالب الفني الواحد ضعيف فنياً، فما يقدمه الفنان ليس له علاقة بشخصيته الحقيقية، فالدور هو الذي يفرض عليه نمط أداء معين ومختلف عما قدمه من قبل. لذلك فإن دراسة الشخصية من جميع الجوانب أمر ضروري وحتمي لخروجها للنور بشكل جيد.
> ولماذا تتعمدين الابتعاد عن وسائل الإعلام؟
- لا أتعمد ذلك على الإطلاق؛ لكنني أفضل الحديث عن أعمالي الفنية فقط، ولا أحب المتاجرة بحياتي الشخصية، وأتفهم جيداً حب الناس ورغبتهم في الاطمئنان على الفنان الذي يحبونه، وهذا ما يحثني على الخروج من صمتي أحياناً لإيصال رسالة لهم لكي يطمئنوا.
> قدمتِ شخصيات مهمة خلال مشوارك الفني؛ لكن من هي أكثر شخصية تأثرتِ بها؟
- لا توجد شخصية قدمتها ولم أحبها أو أتفاعل معها بأي شكل؛ لكنني تأثرت كثيراً بشخصية «هاجر» في حكاية «أمر شخصي»، بمسلسل «إلا أنا»، وشخصية «ليلة» في مسلسل «شيخ العرب همام»، و«مريم» في فيلم «حسن ومرقص»، و«مريم» في مسلسل «السهام المارقة». كما أنني استمتعت كثيراً بالعمل مع فنانين مصريين كبار، على غرار: يحيى الفخراني، و«الزعيم» عادل إمام. والراحلين محمود عبد العزيز، وعمر الشريف.
> هل تهتم شيري عادل بـ«الترند» والنقد الفني، سواء كان سلبياً أم إيجابياً؟
- أهتم برأي الناس جداً، وأتابع كل ما يكتب، سواء من الجمهور أو النقاد، وأسعد بالنقد الإيجابي الذي يشجعني على تقديم الأفضل، بينما أتعلم من النقد السلبي وأفكر فيه جيداً.
> وما الدور الذي تتمنين تقديمه مستقبلاً؟
- توجد شخصيات كثيرة أتمنى تقديمها خلال الفترة المقبلة، شخصيات واقعية مميزة لم يسبق لي تقديمها. كما أرحب بفكرة التواصل مع الأطفال عبر تقديم عمل فني مفيد، يتضمن رسالة إيجابية وقوية تخاطب عالمهم الخاص وكل ما يدور في عقلهم.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».