النواب العرب يطالبون بإلغاء قرار منعهم من مقابلة الأسرى الفلسطينيين

دعوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية لعقد جلسة استئناف

وقفة تضامنية مع الصحافيين الأسرى الفلسطينيين أمام سجن عوفر الإسرائيلي 2018
وقفة تضامنية مع الصحافيين الأسرى الفلسطينيين أمام سجن عوفر الإسرائيلي 2018
TT

النواب العرب يطالبون بإلغاء قرار منعهم من مقابلة الأسرى الفلسطينيين

وقفة تضامنية مع الصحافيين الأسرى الفلسطينيين أمام سجن عوفر الإسرائيلي 2018
وقفة تضامنية مع الصحافيين الأسرى الفلسطينيين أمام سجن عوفر الإسرائيلي 2018

أعلن النائب عن القائمة المشتركة في الكنيست، الدكتور يوسف جبارين، عن التقدم بدعوى أخرى إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، يطلب فيها، إلغاء قرارها الأخير بمنعه وزملائه النواب العرب من زيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون، وأن تعقد جلسة استئناف على القرار تؤخذ فيه الاعتبارات القانونية والإنسانية بشكل أكبر.
وقال جبارين، إن وضع الأسرى الفلسطينيين يتسم بأخطار كبيرة على أرواحهم خصوصا في ظل فيروس «كورونا». وأضاف «منعي وباقي زملائي من زيارة الأسرى السياسيين الفلسطينيين والالتقاء بهم يمسّ بحصانتنا البرلمانية التي من المفروض أن تمنحنا حرية الحركة والتنقّل، كما يمسّ بقدرة الإشراف البرلماني على ظروف اعتقال الأسرى السياسيين وعلى وضعيتهم في الأسر». وأكد أن وزير الأمن الداخلي السابق، غلعاد إردان، الذي وقف وراء قرار المنع هذا، إنما «اتخذ خطوة انتقامية تجاه الأسرى الفلسطينيين». واعتبر قرار أغلبية القضاة بالمصادقة على المنع، «متطرفا جدا، فرغم موافقة الكنيست على أن القرار يمس بعمل أعضاء الكنيست الذي شمل دوما زيارة السجون والأسرى، تجاهلت المحكمة أهمية القضايا التي يطرحها الالتماس».
المعروف أن قرار المنع الجارف للنواب العرب زيارة الأسرى تم في 20 ديسمبر (كانون الأول) من سنة 2016 عبر لجنة النظام في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بمبادرة من الوزير أردان، الذي أصبح الآن سفيرا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة. وقد جاء قرارها استغلالا لقيام النائب العربي السابق، باسل غطاس، بمحاولة تهريب رسائل و15 هاتفا خليويا إلى الأسرى. ولكن النائب غطاس اعتقل وحوكم وأدين في شهر أبريل (نيسان) 2017 باستغلال منصبه لهذا التهريب. كما أبرم غطاس صفقة ادعاء مع النيابة اعترف خلالها بالتهمة، وأصدرت محكمة الصلح في بئر السبع حكما، بالاتفاق معه، بسجنه مدة عامين بالإضافة إلى 18 شهرا تحت المراقبة وغرامة قدرها 120 ألف شيكل (33 ألف دولار). وقد أمضى محكوميته كاملة. والاستمرار في منع النواب العرب من زيارة الأسرى يسيء لهم وللأسرى، ويتيح لسلطات السجون قمع الأسرى والاستفراد بهم لمختلف صنوف التنكيل والتعذيب.
وكان توجه النائب جبارين إلى المحكمة طلبا لتغيير قرار الكنيست والوزير، ولكن المحكمة قررت بأكثرية قاضيين، هما نوعم سولبرغ ويوسف إليرون، رفض إصدار أمر احترازي في الالتماس، متجاهلين بذلك أهمية القضايا التي يثيرها الالتماس وتتطرق لحصانة النواب وحقوق الأسرى. كما تجهل القاضيان موقف الكنيست الرسمي، الذي يعترف بأن قرار منع الزيارات يؤثر على عمل أعضاء الكنيست ويقيد ممارستهم لمهامهم وواجباتهم التي انتخبوا من أجلها. في حين وافق القاضي الثالث، جورج قرا، على الطلب، وقال إن قرار المنع أعطى أولوية لاعتبارات أمنية غير واضحة وغير مثبتة، وتجاهل أهمية إمكانية مراقبة سلطة السجون والإشراف على عملها من قبل الكنيست. ووفقاً لقرار القاضي، جورج قرا، فإن منع زيارات الأسرى الأمنيين غير منطقي وغير معياري ويتم بشكل اعتباطي. وبناء عليه، قرر القاضي قرا، أنه يجب إصدار أمر احترازي في الالتماس ومواصلة التداول بالقضية.
وجاء في الالتماس، الذي تقدم به المحامي الدكتور حسن جبارين والمحامية ميسانة موراني، من مركز عدالة القانوني، أنّ قرار المحكمة يتعارض وقرارات سابقة للمحكمة، من ناحية تحديد حرية الحركة لأعضاء الكنيست، وكذلك من ناحية صلاحية مفوض السجون في تحديد حقوق أساسية لأعضاء الكنيست والمس بها. واقتبسا البند 9 (أ) في قانون حصانة أعضاء الكنيست، حقوقهم وواجباتهم، الذي يؤكد أنه «لا تسري على أعضاء الكنيست أي تعليمات تحدّ من حركتهم في أي مكان في الدولة، باستثناء «الحيز الخاص» أو في حال كان المنع لأسباب تتعلق بأمن الدولة أو أسرار عسكرية».
وقدّم مركز «عدالة» والنائب عن القائمة المشتركة، الدكتور يوسف جبارين، طلباً جديدا للمحكمة العليا للاستئناف على قرارها المذكور، طالبين إجراء بحث أمام هيئة قضائيّة موسّعة. وقال النائب جبارين: «سأطالب بواسطة مركز عدالة ببحث جديد للالتماس أمام هيئة قضائية موسعة، وعقد جلسة إضافية حول قرار المحكمة غير العادل. لا يمكن أن نقبل بوضعية تواصل فيها حكومة اليمين الاستيطاني، وقمع الحريات والتنكر لحقوقنا بصفتنا منتخبين من جمهور وحقوق الأسرى».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.