سيّرت القوات التركية أمس، دورية منفردة على طريق حلب – اللاذقية الدولية (إم 4) في ظل استمرار امتناع القوات الروسية عن المشاركة في هذه الدوريات بسبب الهجمات إلى تتعرض لها وعدم تنفيذ أنقرة التزاماتها بموجب اتفاق وقف النار في إدلب، في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده «لن تبقى في سوريا إلى الأبد»، وصادق فيه البرلمان على تمديد عمل القوات التركية في سوريا لمدة عام آخر.
وسيّرت القوات التركية، مجدداً، دورية عسكرية منفردة على طريق اللاذقية – حلب الدولية (إم 4)، انطلقت من بلدة النيرب شرقي إدلب واتجهت نحو منطقة عين حور بريف اللاذقية الشمالي على طول الطريق ضمن مناطق نفوذ الفصائل السورية. وتزامن تسيير الدورية مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية في الأجواء.
ومنذ أواخر أغسطس (آب) الماضي امتنعت القوات الروسية عن تسيير دوريات مشتركة مع القوات التركية في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقّع في موسكو بين تركيا وروسيا في 5 مارس (آذار) الماضي، بسبب تعرض عدد من الدوريات التي بدأ تسييرها في 15 مارس لاستهدافات من بعض المجموعات المتشددة الرافضة الوجود الروسي وللاتفاقات والتفاهمات التركية الروسية المتعلقة بشمال سوريا، خلفت مصابين في صفوف القوات الروسية والتركية أيضاً.
وتحمّل موسكو تركيا المسؤولية؛ كونها الطرف المعني بتأمين مسار الدوريات المشتركة، فضلاً عن عدم القيام بدورها بالفصل بين المجموعات المتشددة والفصائل المعتدلة.
في الوقت ذاته، صادق البرلمان التركي على تمديد إرسال قوات عسكرية إلى خارج البلاد عاماً إضافياً، للقضاء على الهجمات المحتملة ضد البلاد من جانب التنظيمات الإرهابية في كل من سوريا والعراق.
ووافق البرلمان، خلال جلسة عقدت مساء أول من أمس، على المذكرة الرئاسية بشأن تمديد فترة إرسال القوات العسكرية التركية «لإجراء عمليات عسكرية لملاحقة الإرهابيين في كل من سوريا والعراق» لمدة عام يبدأ اعتباراً من 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ويتعلق الأمر، بالأساس، بالعمليات ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، حيث تتواجد قوات تركية في البلدين تقوم بعمليات عسكرية بين الحين والآخر.
وقال إردوغان، إن تركيا لن تبقى في الأراضي السورية إلى الأبد، وإن وجودها سينتهي بمجرد إيجاد حل دائم للأزمة الراهنة، مشيراً إلى أن بلاده هي واحدة من البلدان الأكثر تضرراً جراء الاشتباكات المستمرة في سوريا منذ عام 2011؛ نظراً لامتداد الحدود بين البلدين لمسافة 911 كيلومتراً.
واعتبر إردوغان، في مقابلة نشرت أمس (الخميس) على هامش زيارته للدوحة أول من أمس، أنه لم يكن بوسع تركيا أن تلتزم الصمت إزاء الأزمة في سوريا التي أدت إلى مقتل نحو مليون شخص ونزوح 12 مليوناً آخرين.
وأضاف الرئيس التركي، أن بلاده تستضيف في الوقت الراهن 3.7 مليون سوري وتحملت «عبئاً ثقيلاً» من الناحية الإنسانية والاجتماعية والمادية، وأن الجيش التركي هو الوحيد الذي قاتل تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا وجهاً لوجه وفقد بعض جنوده خلال الاشتباكات.
وذكر إردوغان، أن «غصن الزيتون» و«نبع السلام» العسكريتين في سوريا، ساهتما في إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في سوريا، عن الحدود التركية، وأن الجيش التركي نجح في «تطهير» مساحة 8 آلاف و300 كيلومتر من عناصر «داعش» والوحدات الكردية، وسلمها لأصحابها الحقيقيين، بالتعاون مع الجيش السوري الحر.
وأضاف إردوغان، أن عدد السوريين، الذين عادوا إلى هذه المناطق بلغ 411 ألفاً، وأن تركيا ستواصل التصدي للهجمات الموجهة ضدها، كما ستواصل التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات مكافحة الإرهاب ودعم الديمقراطية وإنهاء حالات عدم الاستقرار.
دورية تركية منفردة على طريق حلب ـ اللاذقية تكشف الخلافات مع روسيا
إردوغان يقول إن قواته «لن تبقى في سوريا للأبد»... والبرلمان يمدد بقاءها عاماً آخر
دورية تركية منفردة على طريق حلب ـ اللاذقية تكشف الخلافات مع روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة