السعودية لإقرار استراتيجية وطنية وتأسيس شركة مستقلة في مجال الفضاء

سلطان بن سلمان: استضافة اجتماعات وكالات الفضاء خلال رئاستي إيطاليا والهند لمجموعة العشرين

الأمير سلطان بن سلمان خلال رئاسته الاجتماع الأول لقادة اقتصاد الفضاء في مجموعة العشرين (الشرق الأوسط)
الأمير سلطان بن سلمان خلال رئاسته الاجتماع الأول لقادة اقتصاد الفضاء في مجموعة العشرين (الشرق الأوسط)
TT

السعودية لإقرار استراتيجية وطنية وتأسيس شركة مستقلة في مجال الفضاء

الأمير سلطان بن سلمان خلال رئاسته الاجتماع الأول لقادة اقتصاد الفضاء في مجموعة العشرين (الشرق الأوسط)
الأمير سلطان بن سلمان خلال رئاسته الاجتماع الأول لقادة اقتصاد الفضاء في مجموعة العشرين (الشرق الأوسط)

كشف الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، أمس عن قرب الانتهاء من استراتيجية وطنية للفضاء، حيث تتضمن تأسيس شركة وطنية وإنشاء صندوق دعم متخصص للاستثمار في الابتكار والمؤسسات الناشئة والصغيرة بمجالات الفضاء.
وبحضور جميع رؤساء وكالات الفضاء في دول مجموعة العشرين، انطلقت أول من أمس أعمال الاجتماع الأول لـ«قادة اقتصاد الفضاء 20» ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة بالتزامن مع رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، الرامي إلى تنسيق جهود الاستخدام السلمي للفضاء من قبل الوكالات في أكبر 20 دولة اقتصاديا على مستوى العالم.
وفي وقت لاقت فكرة السعودية بتبني ملف اقتصاد الفضاء في الدورات المقبلة وقبول رئاستي إيطاليا والهند المقبلتين تنظيم تجمع رسمي، بحث الاجتماع الرفيع دعم الجهود القائمة والمستقبلية للدول الأعضاء في ضوء رؤية مشتركة، للنهوض بمستوى الاستثمار العلمي والاقتصادي لقطاع الفضاء ورفع تنافسيته واستدامة أنشطته.
وقال الأمير سلطان بن سلمان في انطلاق الاجتماع الأول لرؤساء وكالات الفضاء في دول مجموعة العشرين من الرياض: «نتطلع لتنظيم ملتقى متخصص في اقتصادات الفضاء، ودور الشركات الناشئة والصغيرة في هذا المجال نحظى فيه بحضور الجميع». إلى تفاصيل الاجتماع:

الفضاء ومحاور العشرين
وأوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء أن المملكة مهتمة بمشاركة وكالات الفضاء في دول مجموعة العشرين، لتسخير إمكانات هذا القطاع لخدمة الإنسانية، مشيرا إلى «أن المملكة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، تركز على ثلاثة محاور هي تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة، مشيراً إلى أهمية قطاع الفضاء في خدمة هذه المحاور الثلاثة».
واستطرد الأمير سلطان «ضمن سنة رئاسة السعودية للمجموعة تبادر بتقديم فكرة هذا الاجتماع على هامش أعمال اجتماعات مجموعة العشرين للمرة الأولى، وذلك للمساهمة في تقييم هذا المجال المهم والسعي لاعتماده في مجموعة عمل رئيسية في الدورات التالية بالتنسيق مع دول الرئاسة في السنوات القادمة بما يمكن قطاع الفضاء واقتصاداته المتنامية من خدمة أهداف المجموعة ومساندة النماء في دول العالم».

ذكريات العرب
وأكد الأمير سلطان بن سلمان خلال اجتماع قادة اقتصاد الفضاء، أن خادم الحرمين الشريفين ليس بعيداً عن قطاع الفضاء، فقد كان قريباً من المهمة الأولى التي شارك فيها فريق علمي سعودي فاق عدده 30 عالماً ورائد فضاء، في رحلة الفضاء الأولى للعرب والمسلمين عام 1985 التي شارك فيها.
وقال الأمير سلطان بن سلمان: «لا يزال خادم الحرمين الشريفين مهتماً بمجال الفضاء ودافعاً لمواكبة المملكة للتطور في قطاع الفضاء، كما عاصر، مراحل التنمية الكبيرة في المملكة عبر العقود الماضية، ويقود اليوم التقدم الذي نعيشه في مجالات عدة».

إحصاءات مهمة
وأشار رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء إلى أن الاجتماع ركز على الأبعاد الاقتصادية لقطاع الفضاء، ومساهمته في دعم السياسات من أجل تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي، وتشكيل آفاق جديدة من خلال تعزيز التعاون في المجال، وجهود الاستخدام السلمي لاستكشاف الفضاء وتعظيم فوائده الاقتصادية عبر إيجاد رؤية مشتركة تنهض بمستوى التعاون في الدول الأعضاء في العشرين لا سيما أن اقتصاد دول مجموعة العشرين يصل لـ70 تريليون دولار ويمثل 85 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي.
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان أن حجم اقتصاد الفضاء في العالم يبلغ نحو 400 مليار دولار خلال العام 2019 تستحوذ دول مجموعة العشرين على 92 في المائة منه، مشيرا إلى أن التوقعات ترجع نمو اقتصاد الفضاء ليصل إلى 1.1 تريليون دولار في عام 2040 و2.7 تريليون دولار بحلول عام 2050.
استراتيجية سعودية للفضاء
وقال الأمير سلطان بن سلمان خلال الاجتماع إن المملكة بادرت ضمن مسيرتها لتطوير عدد من القطاعات التنموية، جاء منها مجال الفضاء عبر تأسيس الهيئة السعودية للفضاء في العام 2018 بهدف تنظيم كل ما له صلة بقطاع الفضاء وتطويره، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للفضاء، المتوقع إقرارها قريباً من الدولة، كما تعمل المملكة على تأسيس شركة وطنية، مقترحا تأسيس صندوق متخصص للاستثمار في الابتكار والمؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة مجالات الفضاء.
وأضاف «سنعلن قريباً عن الاستراتيجية الوطنية للفضاء، بعد إقرارها من الدولة، التي تتضمن مشاريع طموحة وواقعية تليق بمكانة المملكة وتؤكد التزام السعودية بالاستثمار في هذا القطاع الاقتصادي المهم».

ملامح من الاستراتيجية
وأبرز رئيس مجلس إدارة هيئة الفضاء السعودية بعضاً من ملامح الاستراتيجية الوطنية للفضاء، حيث أشار إلى أنها ستقوم على عدد من المشاريع في محاور متعددة وتعتمد على ممكنات منها إنشاء شركة متخصصة في الفضاء، وتأسيس برنامج تمويل للمشاريع الناشئة والبحثية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الابتكار. وأضاف «سنبني قطاعا رئيسيا في اقتصاد المستقبل للمملكة، للانطلاق بتأسيس قطاع الفضاء في المملكة».

مجالات اقتصاد الفضاء
وتمنى الأمير سلطان أن يحقق اقتصاد الفضاء قيما مضافة وآفاقا جديدة، بدءاً من الجهات الفاعلة في مجال البحث والتطوير، ومروراً بالجهات المصنعة للأجهزة والمعدات الفضائية، وانتهاءً بموفري المنتجات والخدمات الفضائية للمستخدمين النهائيين.
وأكد على أهمية توظيف تقنيات الفضاء لتطوير قطاع الطيران المدني الذي يساهم في التقارب بين البشر عبر تسهيل السفر واختصار مدته توظيف تقنيات الفضاء لتطوير قطاع الطيران المدني الذي يساهم في التقارب بين البشر عبر تسهيل السفر واختصار مدته، وداعياً لأن تكون مسؤوليتنا والتزامنا في وكالات الفضاء في دول مجموعة العشرين هو الاستثمار في مستقبل كوكبنا والإنسانية وليس مستقبل قطاع الفضاء فقط.

اقتصاد الفضاء للعشرين
وشدّد الأمير سلطان في كلمته على أهمية التعاون الدولي لحث أنشطة اقتصادات الفضاء، متمنيا النجاح لوكالة الفضاء الإيطالية التي طلبت استضافة هذا الاجتماع ضمن رئاسة الجمهورية الإيطالية لمجموعة العشرين العام القادم 2021، ووكالة الفضاء الهندية على استضافته بحلول العام 2022 بالتزامن مع رئاسة الهند للمجموعة.
يذكر أن الاجتماع الذي انعقد للمرة الأولى بمشاركة رؤساء وكالات الفضاء في دول مجموعة العشرين حظي بمشاركة من جميع رؤساء الوكالات، واهتمام واضح بفكرة الاجتماع.


مقالات ذات صلة

«أرامكو» و«إكسون موبيل» تتفقان على إنشاء مجمع للبتروكيميائيات في السعودية

الاقتصاد ممثلو «إكسون موبيل» و«أرامكو السعودية» و«سامرف» خلال مشاركتهم في حفل التوقيع (الشرق الأوسط)

«أرامكو» و«إكسون موبيل» تتفقان على إنشاء مجمع للبتروكيميائيات في السعودية

وقّعت كلٌّ من «أرامكو السعودية»، و«إكسون موبيل»، و«سامرف»، اتفاقية إطارية لتقييم أعمال تطوير ضخمة لمصفاة «سامرف» في ينبع.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد صورة جماعية من حضور «قمة كوموشن العالمية» المقامة حالياً في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تتجه لتسريع «التاكسي الطائر» بالمدن الكبرى بدءاً من 2026

شهدت «قمة كوموشن العالمية»، المقامة حالياً بالرياض، إعلان «الهيئة العامة للطيران المدني» توقيع مذكرة تفاهم؛ بهدف تسريع نشر خدمات «التاكسي الطائر» بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى طائرات «الخطوط السعودية» (موقع الشركة الإلكتروني)

السعودية تؤسِّس جمعية لمُصنِّعي الطائرات غير الربحية

أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية تأسيس جمعية «مصنِّعي الطائرات غير الربحية» التي تستهدف دعم جهود توطين صناعة الطيران في المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ميناء ينبع التجاري (واس)

«مواني» السعودية توقّع عقداً لبدء أعمال تشغيل مركز لوجستي بميناء ينبع

وقّعت الهيئة العامة للمواني (مواني) عقداً مع شركة «كيو السعودية»، لبدء أعمال تطوير وتشغيل مركز لوجستي متكامل بميناء ينبع التجاري.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص عمال في أحد المصانع السعودية (رؤية 2030)

خاص قانون جديد يعفي واردات المصانع السعودية في دول الخليج من الرسوم الجمركية

علمت «الشرق الأوسط» أن (قانون) التنظيم الصناعي الموحد لدول مجلس التعاون، سيُعفي واردات جميع المشروعات المقامة في دول المجلس من الضرائب (الرسوم الجمركية).

بندر مسلم (الرياض)

قطر تطلق شركة «كاي» الوطنية للذكاء الاصطناعي

العاصمة القطرية الدوحة (أ.ف.ب)
العاصمة القطرية الدوحة (أ.ف.ب)
TT

قطر تطلق شركة «كاي» الوطنية للذكاء الاصطناعي

العاصمة القطرية الدوحة (أ.ف.ب)
العاصمة القطرية الدوحة (أ.ف.ب)

أعلنت دولة قطر، يوم الاثنين، إطلاق شركة «كاي - Qai»، وهي شركة وطنية متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. تهدف الشركة إلى بناء منظومات رقمية متقدمة تدعم الابتكار، وتُسهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل في الدولة، بحسب «وكالة الأنباء القطرية».

وقال رئيس الوزراء القطري، حمد بن عبد الرحمن، على منصة «إكس»، إن إطلاق الشركة الجديدة يعكس طموح الدولة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها. أضاف: «نعوّل على هذه الخطوة في دعم التنمية الشاملة لوطننا».

وتتبع «كاي - Qai» بشكل مباشر «جهاز قطر للاستثمار»، مستفيدة من الانتشار العالمي لاستثمارات الجهاز ونهجه الاستثماري طويل الأجل. وستعمل الشركة على ترسيخ مكانة دولة قطر كمركز تنافسي للذكاء الاصطناعي والصناعات المعتمدة على البيانات في المنطقة.

تطوير البنية التحتية

تتمثل مهمة «كاي - Qai» في تطوير وإدارة واستثمار منظومات وبنى تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي داخل دولة قطر وخارجها. ومن المقرر أن تدعم هذه المنظومات القطاعات الحيوية في الدولة بتقنيات ذكية آمنة وموثوقة، كما ستوفر شبكة متصلة من الأدوات والقدرات التي تتيح تدريب ونشر أنظمة ذكاء اصطناعي قابلة للتوسع في الأسواق المحلية والعالمية.

وتستفيد الشركة من تعاونها الوثيق مع الأوساط العلمية والبحثية وصناع السياسات ومنظومة الابتكار الوطنية، مما يضمن تسريع تطوير واعتماد حلول ذكاء اصطناعي مسؤولة وعالية الأثر.

وأكد عبد الله بن حمد المسند، رئيس مجلس إدارة شركة «كاي - Qai»، أن مهمة الشركة تتمثل في ضمان أن يكون التحول الذي تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي «بصورة مسؤولة، مع إبقاء الثقة ودور الإنسان في صميم هذا التحول».

وأشار المسند إلى أن الشركة الجديدة تجسد التزام قطر بوضع الإنسان والمجتمعات في قلب تطوير هذه التقنيات. وستركز «كاي - Qai» على تمكين الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات والمبتكرين والباحثين من بناء واستخدام حلول تعكس احتياجاتهم وقيمهم وتطلعاتهم.

استقطاب الكفاءات

لتعزيز قدراتها، ستعمل «كاي - Qai» على استقطاب الكفاءات العالمية والباحثين المرموقين، وتعزيز التعاون مع مؤسسات بحثية دولية وشركات تكنولوجية عالمية ومستثمرين استراتيجيين لنقل المعرفة وبناء منظومة ابتكار متقدمة.

واختتم المسند تصريحه بأن الشركة ستُشكل «حلقة وصل موثوقة ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية»، مما يعزز ريادة المنطقة ويرفع من تنافسية دولة قطر على الساحة الدولية.


«وول ستريت» تستقر عند مستويات قياسية مع ترقب قرار «الفيدرالي»

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

«وول ستريت» تستقر عند مستويات قياسية مع ترقب قرار «الفيدرالي»

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

استقرت أسهم «وول ستريت» عند مستوياتها القياسية يوم الاثنين، في ظل ترقب المستثمرين لقرار «الاحتياطي الفيدرالي» هذا الأسبوع بشأن أسعار الفائدة.

واستقر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تقريباً في التعاملات المبكرة، منخفضاً بنسبة 0.3 في المائة فقط عن أعلى مستوى له على الإطلاق، الذي سجّله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.3 في المائة حتى الساعة 9:38 صباحاً بالتوقيت الشرقي، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وعلى الرغم من انخفاض معظم الأسهم، صعد سهم «وارنر براذرز ديسكفري» بنسبة 7.8 في المائة بعد أن قدمت «باراماونت» عرضاً لشراء عملاق الترفيه مباشرة إلى المساهمين، متضمناً 30 دولاراً نقداً لكل سهم، بالإضافة إلى طريقة أسهل وأسرع للحصول على الأرباح. وتهدف «باراماونت» إلى أن يقبل المستثمرون العرض النقدي بالكامل بدلاً من عرض «نتفليكس» النقدي والأسهم الذي وافقت عليه «وارنر براذرز ديسكفري» الأسبوع الماضي.

وتواجه صفقة «نتفليكس» تحديات تنظيمية في الولايات المتحدة، بسبب مخاوف من سيطرة شركة واحدة على قطاع البث، فيما وصف الرئيس دونالد ترمب الصفقة بأنها «قد تمثل مشكلة». وارتفع سهم «باراماونت سكاي دانس» بنسبة 2.7 في المائة، بينما تراجع سهم «نتفليكس» بنسبة 2.4 في المائة.

وعلى صعيد آخر، قفز سهم «كونفلوينت» بنسبة 28.7 في المائة بعد إعلان شركة «آي بي إم» عن نيتها شراء الشركة مقابل 11 مليار دولار، في صفقة تهدف إلى تعزيز استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع وأكثر فعالية، فيما ارتفعت أسهم «آي بي إم» بنسبة 1.8 في المائة. كما ارتفع سهم «كارفانا» بنسبة 6.9 في المائة في أول تداول له بعد إعلان انضمامه إلى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في 22 ديسمبر (كانون الأول).

كما ارتفع سهم «سي آر إتش»، المزود لمواد البناء، بنسبة 5.3 في المائة، وسهم «كومفورت سيستم يو إس إيه»، المزود لخدمات المقاولات الميكانيكية والكهربائية، بنسبة 0.8 في المائة بعد إعلان انضمامهما أيضاً إلى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خلال أسبوعين، ليحلّا محل أسهم «غل كيه كيو» وشركة «سولستيس» للمواد المتقدمة وشركة «موهووك» للصناعات التي انتقلت إلى مؤشر «ستاندرد آند بورز للشركات الصغيرة 600» للأسهم الصغيرة.

ومع ذلك، كان التداول خارج هذه الأسهم القليلة المتحركة هادئاً نسبياً.

ويُعد الحدث الأبرز هذا الأسبوع هو الإعلان عن أحدث تحركات مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء. وقد وصلت الأسهم بالفعل إلى مستويات قياسية وسط توقعات واسعة بخفض سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة هذا العام. ومن المتوقع أن يدعم خفض أسعار الفائدة الاقتصاد والأسواق المالية، إلا أن له جانباً سلبياً قد يزيد من الضغوط التضخمية.

ويتركز الاهتمام على التلميحات التي سيقدّمها «الاحتياطي الفيدرالي» حول مسار أسعار الفائدة لاحقاً، في ظل استعداد «وول ستريت» لتصريحات قد تهدف إلى تعديل التوقعات بشأن المزيد من التخفيضات في عام 2026.

ويظل التضخم أعلى من الهدف المحدد لدى «الاحتياطي الفيدرالي» عند 2 في المائة، فيما ينقسم المسؤولون حول ما إذا كان ارتفاع التضخم أو تباطؤ سوق العمل يشكل أكبر تهديد للاقتصاد.

وفي سوق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة نسبياً، حيث ثبت عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.14 في المائة، وهو مماثل لمستواه عند إغلاق يوم الجمعة.

على الصعيد العالمي، انخفضت المؤشرات في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، بينما سجلت كوريا الجنوبية ارتفاعاً بنسبة 1.3 في المائة، محققة أحد أكبر المكاسب في العالم.


«باراماونت» تُطلق عرضاً «متفوقاً» لاقتناص «وارنر براذرز» من «نتفليكس»

شعار «باراماونت» على الشاشة أثناء عرض «باراماونت بيكتشرز» في لاس فيغاس (أ.ف.ب)
شعار «باراماونت» على الشاشة أثناء عرض «باراماونت بيكتشرز» في لاس فيغاس (أ.ف.ب)
TT

«باراماونت» تُطلق عرضاً «متفوقاً» لاقتناص «وارنر براذرز» من «نتفليكس»

شعار «باراماونت» على الشاشة أثناء عرض «باراماونت بيكتشرز» في لاس فيغاس (أ.ف.ب)
شعار «باراماونت» على الشاشة أثناء عرض «باراماونت بيكتشرز» في لاس فيغاس (أ.ف.ب)

شهدت وول ستريت إطلاقاً درامياً لمعركة استحواذ عملاقة، حيث أعلنت شركة «باراماونت»، التابعة لمؤسسة «سكاي دانس»، بدء عرض نقدي لشراء جميع الأسهم القائمة لشركة «وارنر براذرز ديسكفري» مقابل 30 دولاراً للسهم الواحد نقداً.

ويكتسب هذا التطور أهمية قصوى بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي أكد فيها لصحافيين لدى وصوله إلى مركز كيندي أنه «سيُقرر ما إذا كان ينبغي المضي قدماً» في اندماج «نتفليكس» و«وارنر براذرز»، مُصرحاً بوضوح: «سأشارك في هذا القرار». وأشار إلى أن الحصة السوقية للكيان المُدمج قد تُثير المخاوف، مؤكداً: «لا شك أنها قد تُشكّل مشكلة».

بلغت القيمة الإجمالية للمشروع المقدم من باراماونت 108.4 مليار دولار، معلنة بذلك أنها توفر بديلاً «متفوقاً» للصفقة المقترحة من «نتفليكس»، التي وصفتها باراماونت في بيان بأنها «غير مضمونة القيمة ومعقدة». ويحمل عرض «باراماونت» علاوة ضخمة تبلغ 139 في المائة على سعر سهم «وارنر براذرز» غير المتأثر حتى 10 سبتمبر (أيلول) 2025.

وعد نقدي يقهر العرض «المعقد» لـ«نتفليكس»

دعا ديفيد إليسون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «باراماونت»، مساهمي «وارنر براذرز» إلى النظر في العرض النقدي بالكامل، الذي يتفوق بـ18 مليار دولار نقداً على عرض «نتفليكس».

وأكد إليسون أن عرض «باراماونت» يتميز بثلاث مزايا رئيسية:

السعر واليقين: عرض نقدي بالكامل بقيمة 30 دولاراً للسهم، مقارنة بعرض نتفليكس البالغ 27.75 دولار والمُركب من مزيج متقلب من النقد والأسهم، مما يعرض مساهمي «وارنر براذرز» لتقلبات مستقبلية.

الهيكل: يتضمن عرض «باراماونت» الاستحواذ على جميع أصول «وارنر براذرز»، بما في ذلك قطاع الشبكات العالمية، بعكس صفقة «نتفليكس» التي كانت ستترك للمساهمين جزءاً مُحملاً برافعة مالية عالية.

اليقين التنظيمي: أعربت «باراماونت» عن ثقتها الكبيرة في الحصول على الموافقات التنظيمية بسرعة، مشيرة إلى أن دمجها مع «وارنر براذرز» يعزز المنافسة و«مؤيد للمستهلك».

تحذير من احتكار «نتفليكس»

يُشكل الجانب التنظيمي حجر الزاوية في عرض «باراماونت»، التي حذرت من أن صفقة «نتفليكس» تنطوي على مخاطر كبيرة بسبب طبيعتها المضادة للمنافسة. ففي حال نجحت «نتفليكس» في الاستحواذ، سيعزز ذلك احتكارها بـ43 في المائة من حصة المشتركين في خدمة الفيديو حسب الطلب العالمية، مما يخلق خطراً واضحاً لـ«زيادة الأسعار للمستهلكين، وخفض أجور مبدعي المحتوى، وتدمير دور العرض الأميركية والدولية»، وفق البيان.

على الجانب الاستراتيجي، ترى «باراماونت» أن دمجها مع «وارنر براذرز» سيخلق «بطل هوليوود موسعاً»، يركز على زيادة الاستثمار في المحتوى، ودعم صناعة السينما، وتعزيز التنافسية في سوق البث المباشر (DTC) ليصبح منافساً قوياً لـ«نتفليكس»، و«أمازون»، و«ديزني». ومن المتوقع أن تحقق الشركة المندمجة وفورات في التكاليف تزيد على 6 مليارات دولار.