شاشة الناقد: The Social Dilemma

The Social Dilemma
(جيد)
> إخراج: ‪جيف أورلوفسكي ‬‬
> الولايات المتحدة
النوع: تسجيلي (2020)
«الدراجة أداة. لم يتساءل أحد عن جدواها ولم تثر الغرابة عندما تم اختراعها. لكن التكنولوجيا الحالية ليست أداة لأن الأداة هي التي تستخدمها، أما هذه التكنولوجيا فإنها تحوّلك أنت كأداة لها».
ترد هذه العبارة في سياق فيلم جف أورلوفسكي «المعضلة الاجتماعية» ويتوّلاها واحد من الخبراء العديدين الذين عملوا في مؤسسات التواصل الاجتماعي وحقول العمل الإلكتروني مثل «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب».
وهي تدل بوضوح لا على المضمون الذي ينجح المخرج في بثّه حول خطورة وسائط التواصل الاجتماعي ومؤسساته المعلوماتية فقط، بل على هذا العصر من حياة الإنسان في التاريخ الذي أصبح - فعلياً - هو الأداة الذي يدمن على أجهزة وإنتاجات العلم الحديث.
كل من يتناولهم الفيلم مستطلعاً آراءهم ومستفيداً من خبراتهم، كانوا من كبار موظفي هذه المؤسسات العملاقة قبل استقالة معظمهم مدركين خطورة ما يشتركون فيه من خطط لتدجين العقل البشري لخدمة بنوك المعلومات في تلك المؤسسات.
الثابت هنا هو ما كان بعضنا أدركه منذ سنين: هذه المؤسسات تتابع كل نشاط تقوم به لكن ليس من باب التجسس الأمني (ولو أن هذا يحدث أيضاً)، بل من باب التعرّف إليك وتطويعك لخدماتها الإعلانية والتوسعية.
ذلك أشبه بالفارق بين أن تقصد مركز البريد لإيداع رسالتك أو الجلوس وراء الكومبيوتر لإرسال ما تريد «بكبسة» زر. لا مجال للريب أن تبادل الرسائل عبر الإنترنت يوفر الكثير من الجهد والوقت والمال. تصوّر لو أن لديك ملفات تريد إرسالها إلى طرف آخر والمشاق الذي ستقوم به لإنجاز ذلك في مكتب البريد، بينما تستطيع تكثيف كل شيء وإرساله للحال. في دقيقة أو نحوها سيكون الملف لدى الطرف الآخر.
لكن ما يتولى الفيلم قوله هو إنه إزاء كل حسنة من حسنات التقدم التكنولوجي هناك عشر سيئات من بينها تدجين عقل الإنسان وتطبيعه ليكون خادماً للمؤسسات التي تقوده.
يحمل الفيلم أسلوباً مختلفاً لفيلم تسجيلي (يحتوي على بعض التمثيل والكثير من القطع المونتاجي) وهذه مشكلته، إذ متابعته لنحو ساعة ونصف تصبح مشروطة بأهمية فحواه وليس ببراعة إخراجه. هو فيلم مهم جدّاً لمعرفة حجم ما بتنا مدمنين عليه وتأثيره السلبي على حياتنا نفسياً واجتماعياً أو كما يقول أحد هؤلاء الخبراء: «أصبحنا جزءاً من ذلك العالم. لم يعد هناك فصل بينه وبيننا كأفراد. في العمل وفي البيت ترانا نمارس الفعل ذاته». يقول هذا ويؤكد أن اكتشافه هذه الحقيقة جعلته يستقيل من منصبه كنائب رئيس التصاميم في شركة غوغل.