بعد اعتذار نتنياهو لعائلة مُربٍّ عربي... مكتبه يعتبره إرهابياً

مديرو الموقع الإلكتروني لديوانه رفضوا تبرئة أبو القيعان

شخصيات وطنية زارت النقب في الذكرى الثانية لمقتل يعقوب أبو القيعان
شخصيات وطنية زارت النقب في الذكرى الثانية لمقتل يعقوب أبو القيعان
TT

بعد اعتذار نتنياهو لعائلة مُربٍّ عربي... مكتبه يعتبره إرهابياً

شخصيات وطنية زارت النقب في الذكرى الثانية لمقتل يعقوب أبو القيعان
شخصيات وطنية زارت النقب في الذكرى الثانية لمقتل يعقوب أبو القيعان

رفض مديرو الموقع الإلكتروني لديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تثبيت الاعتذار الذي أدلى به لعائلة المربي يعقوب أبو القيعان، الذي تم قتله برصاص الشرطة الإسرائيلية، بدعوى أنه «إرهابي نفذ عملية دهس ضد رجال الشرطة». وما زال الحدث ذو العلاقة مسجلاً في الموقع، على أنه «حادث إرهابي»، رغم مرور شهر من إعلان نتنياهو الاعتذار.
ويجري الحديث عن واقعة شهيرة في إسرائيل، في 18 يناير (كانون الثاني) 2017. قامت خلالها الشرطة بهدم كل بيوت قرية أم الحيران العربية في النقب (فلسطينيي 48)، بهدف تنفيذ مشروع لإقامة بلدة يهودية مكانها تدعى «حيران». وفي حينه، قام القيعان، بمغادرة المكان غضباً وألماً، لأنه لم يحتمل رؤية الجرافات الإسرائيلية وهي تهدم بيته وبيوت أهله سكان القرية، فاعتلى سيارته وغادر المكان. وفي الطريق، أطلق عليه رجال الشرطة الرصاص فأصابوه بجراح بليغة، وفقد السيطرة على السيارة فتدهورت، وانحرفت باتجاه تجمع رجال الشرطة، ودهست اثنين من العناصر، توفي أحدهما لاحقاً. وتقاعست الشرطة في تقديم العلاج للقيعان، الذي توفي قبل وصوله إلى المستشفى. وقد أصيب عدة أشخاص بجراح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، خلال احتجاج المواطنين، وأقدمت الشرطة على إطلاق الرصاص حتى على رئيس «القائمة المشتركة»، النائب أيمن عودة، الذي حضر إلى المكان، فأصيب في رأسه وجبينه.
وادعت الشرطة أن أبو القيعان كان إرهابياً. ولكي تثبت ادعاءها قالت إنها عثرت في بيته على كتب حول الجهاد والاستشهاد. ومع أن المخابرات الإسرائيلية التي حققت في الموضوع على الفور، توصلت إلى نتيجة مفادها، أن أبو القيعان لم يكن إرهابياً وأنه قتل قبل أن تدهس سيارته رجال الشرطة، أصر القائد العام للشرطة في حينه، روني ألشيخ، ووزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، على روايتهما بأنه إرهابي. وأصروا على هذه الرواية حتى بعد تشريح الجثة الذي كشف أن رصاصة أصابت أبو القيعان في ركبته اليمنى، وحطمتها، الأمر الذي تسبب في تسارع السيارة. وفي 22 فبراير (شباط) 2017، أعلنت وزارة القضاء أنه من التحقيق الذي تجريه إدارة التحقيق في الشرطة، يظهر أن تصرف الشرطة خلال عملية الإخلاء يشير إلى «فشل شديد في الأداء»، وأن الحادث على الأرجح لم يكن هجوماً إرهابياً. ومع ذلك، فقد أوصت وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة «ماحش» بإغلاق ملف التحقيق في مقتل الشهيد أبو القيعان، وبعد ثلاثة أشهر قرر النائب العام في إسرائيل، شاي نيتسان، إغلاق ملف التحقيق نهائياً. وادعى نيتسان أنه لا شبهات جنائية خلف مقتل أبو القيعان، وأن ما جرى كان نابعاً، على ما يبدو، من شعور رجال الشرطة بالخطر.
ولكن الموضوع انفجر مجدداً في الشهر الماضي، عندما كشف النقاب أن المدعي العام نيتسان أصدر بيانه عن غير قناعة، وذلك لأنه لا يريد الدخول في صدام مع قائد الشرطة. فاستغل نتنياهو هذا الكشف ليهاجم الشرطة والنيابة، ويبرهن بذلك على أن الاتهامات ضده بالفساد هي من نفس الفصيلة، اتهامات باطلة، وقدم اعتذاراً علنياً لعائلة الشهيد. وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي إن جهات التحقيق «شوهت اسم أبو المربي البريء أبو القيعان»، واتهم النيابة العامة والشرطة والمحققين «بدفن ملفات تحقيق وحياكة أخرى بناء على دوافع سياسية». ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، وأن «المهم الآن هو إجراء تحقيق مستقل على الفور يفضي إلى الحقيقة. هذه هي الطريقة الوحيدة لاستعادة الثقة بحكم القانون وضمان ديمقراطيتنا».
ولكن روح هذا الاعتذار لم تنعكس في موقع ديوان رئاسة الوزراء، وما زال يظهر هناك أن أحداث أم الحيران، التي قتل فيها أبو القيعان وشرطي إسرائيلي، كانت عملاً إرهابياً. وعندما توجه صحافيون، أمس الأربعاء، إلى إدارة الموقع، بالاستفسار، رفض القائمون عليها تعديل الصياغات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.