روبن دياش... مانشستر سيتي يراهن على {صخرة دفاعية}

المدافع البرتغالي يمتلك إصرار كومباني وعزيمته... ومسيرته تؤهله للتألق في الدوري الإنجليزي

دياش (يمين) يشارك للمرة الأولى مع مانشستر سيتي أمام ليدز (رويترز)
دياش (يمين) يشارك للمرة الأولى مع مانشستر سيتي أمام ليدز (رويترز)
TT

روبن دياش... مانشستر سيتي يراهن على {صخرة دفاعية}

دياش (يمين) يشارك للمرة الأولى مع مانشستر سيتي أمام ليدز (رويترز)
دياش (يمين) يشارك للمرة الأولى مع مانشستر سيتي أمام ليدز (رويترز)

على ملعب «الدراغاو»، في الثاني من مارس (آذار) عام 2019، كان المدافع البرتغالي الشاب روبن دياش يشاهد للتو زميله في نادي بنفيكا، غابرييل أبيلت بيريس، وهو يحصل على البطاقة الحمراء في الدقيقة (77) من عمر اللقاء المهم في الدوري البرتغالي الممتاز أمام بورتو. وكان بنفيكا متقدماً بهدفين مقابل هدف وحيد، ويسعى جاهداً للحفاظ على النتيجة. وبالفعل، تمكن دياش من قيادة فريقه لبر الأمان بكل ثقة واقتدار. وفي المباراة التي جمعت الفريقين أيضاً في مباراة الدور الثاني، على ملعب «استاديو دا لوز» في أكتوبر (تشرين الأول)، أظهر دياش براعة مماثلة عندما تم طرد شريكه في قلب دفاع بنفيكا، كريستيان ليما، بينما كانت نتيجة المباراة تشير إلى تقدم بنفيكا بهدف دون رد. وقدم دياش، البالغ من العمر 20 عاماً آنذاك، مستويات رائعة، ونال إعجاب كل النقاد والمحللين، وقاد فريقه للفوز بلقب الدوري البرتغالي للمرة السابعة والثلاثين في تاريخه.
ويتمتع دياش الذي انتقل لمانشستر سيتي مقابل 64.3 مليون جنيه إسترليني مؤخراً، بقدرته على التركيز الشديد داخل الملعب، وباحترافيته الشديدة، وهو الأمر الذي ساعده على الوصول إلى هذا المستوى. وعلاوة على ذلك، فإنه قائد بالفطرة، وقد أظهر هذه الصفات القيادية عندما كان يحمل شارة قيادة منتخب بلاده تحت 19 عاماً وتحت 20 عاماً. ودائماً ما نرى المدافع البرتغالي الشاب وهو يلعب بكل قوة وصرامة ضد أفضل المهاجمين الذين يدرس طريقة لعبهم من خلال كثير من اللقطات ومقاطع الفيديو حتى يتمكن من القضاء على خطورتهم.
وقد قرر المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، التعاقد مع دياش لأنه يعرف جيداً صفاته القيادية داخل المستطيل الأخضر، ويأمل في أن يكون خير سلف للمدافع البلجيكي السابق فينسنت كومباني، وأن يشكل ثنائياً قوياً مع إيمريك لابورت في الخط الخلفي لمانشستر سيتي الذي يعاني بشكل واضح أمام الفرق التي تلعب بسرعة كبيرة. ويمتاز دياش بأنه أكثر صرامة وقوة من كومباني. ورغم أن المدافع البرتغالي لم يحصل إلا على بطاقة حمراء واحدة، لكنه يمتاز بقوته في الالتحامات، وقد حصل على 12 بطاقة صفراء الموسم الماضي. وقد ثبت خطأ الذين شككوا في قدرات دياش عقب حصوله على البطاقة الحمراء التي حصل عليها في المباراة التي انتهت بفوز بنفيكا على أيك أثينا اليوناني بـ3 أهداف مقابل هدفين في دوري أبطال أوروبا في أكتوبر (تشرين الأول) 2018.
ورد دياش على هؤلاء المشككين بكل قوة، عندما عاد وقدم أداءً استثنائياً في المباراة التي حقق فيها بنفيكا الفوز على بورتو، والتي شهدت طرد ليما. وقد حصل دياش على لقب أفضل لاعب في تلك المباراة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الشكوك بشأن سرعته وقدرته على النجاح على مستوى النخبة مع مانشستر سيتي. ويمتاز دياش بالطول الفارع، حيث يصل طوله إلى 1.87 متر، كما أنه ليس بطيئاً كما قد يتصور بعضهم، لكنه ليس سريعاً للغاية. ويرى بعضهم أن دياش لم يكن الموهبة الدفاعية الأبرز التي خرجت مؤخراً من أكاديمية بنفيكا للناشئين، وأن فرانسيسكو فيرو أفضل منه، لكن الروح العالية التي يتمتع بها دياش، ولعبه من أجل الفريق في المقام الأول والأخير، هو ما مكنه من الوصول إلى هذه المكانة.
ويأمل غوارديولا في أن يستفيد من قدرات وإمكانيات دياش على النحو الأمثل، في الوقت الذي يعيد فيه بناء الفريق، بعد رحيل كومباني وديفيد سيلفا، بينما لا يزال يعتمد بشكل كبير على لاعبين متقدمين في العمر، مثل سيرجيو أغويرو البالغ من العمر 32 عاماً، وفرناندينيو البالغ من العمر 35 عاماً. كما يواجه غوارديولا مشكلة في مركز الظهير الأيسر، حيث يغيب بنجامين ميندي عن الملاعب لفترات طويلة بسبب الإصابة، وهو ما يؤثر على مستواه بشكل كبير في نهاية المطاف.
وهناك علاقة قوية بين دياش ومدافع مانشستر يونايتد فيكتور لينديلوف الذي سبق أن لعب معه 7 مباريات في الفريق الرديف لنادي بنفيكا، والذي يكبره بـ3 سنوات، وانتقل إلى الغريم التقليدي مانشستر يونايتد في صيف عام 2017، لكنه لا يقدم عروضاً قوية مع «الشياطين الحمر»، بقيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير.
والآن، باتت الكرة في ملعب دياش ليثبت أنه مدافع من الطراز الرفيع، وأنه قادر على التكيف مع كرة القدم الإنجليزية التي تتسم بالقوة والسرعة. ومع ذلك، يمتلك مانشستر سيتي سجلاً سيئاً فيما يتعلق بالتعاقد مع المدافعين القادمين من البرتغال. ففي أغسطس (آب) عام 2014، تعاقد النادي مع إلياكيم مانغالا مقابل 42 مليون جنيه إسترليني، قادماً من بورتو، لكنه قدم أداءً مخيباً للآمال. ومع ذلك، يسعى دياش لاستغلال أي فرصة تساعده على التألق في الملاعب الإنجليزية، خاصة أنه يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل كان دياش هو الخيار الأول أم الثاني أم الثالث لغوارديولا لتدعيم خط دفاع مانشستر سيتي؟ من المعروف أن المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي، البالغ من العمر 29 عاماً، لم يكن الخيار الأول لغوارديولا، رغم سعيه الدائم لضمه. لكن عندما أعلن موقع مانشستر سيتي عن ضم دياش، تساءل مشجعو الفريق عن مصير التعاقد مع كوليبالي. ومن المؤكد أن مانشستر سيتي كان مهتماً بالتعاقد مع كوليبالي من نابولي، وخوسيه خيمينيز من أتلتيكو مدريد، وجوليس كوندي لاعب إشبيلية. ومن المؤكد أن ما يهم الآن هو الأداء الذي سيقدمه دياش مع الفريق.
والآن، سيهدف دياش إلى اغتنام فرصة انتقاله إلى مانشستر سيتي التي ربما لم تكن ممكنة لو لم يتم إقصاء بنفيكا بشكل غير متوقع من دوري أبطال أوروبا أمام باوك الشهر الماضي. وهذا يعني أن النادي البرتغالي قد اضطر إلى بيع دياش لتغطية الأموال المتوقعة التي خسرها من عدم تأهله لدوري أبطال أوروبا. كما أن انتقال نيكولاس أوتاميندي إلى بنفيكا مقابل 13 مليون جنيه إسترليني سوف يصب في مصلحة جميع الأطراف. وكان مدرب بنفيكا جورج جيزوس قد أوضح مؤخراً أن رحيل روبن دياش أصبح ضرورة لتحقيق التوازن المالي للنادي، بعد خسارته أمام باوك سالونيكي اليوناني (1-2) في الدور التمهيدي الثالث لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وسيكون دياش ثاني مدافع يعزز صفوف الـ«سيتيزنس» بعد الدولي الهولندي ناثان أكيه القادم من بورنموث مقابل 45.30 مليون يورو.
وعانى مانشستر سيتي من مشكلات دفاعية الموسم الفائت، فبالإضافة إلى إصابة الفرنسي إيمريك لابورت، وغيابه مدة طويلة عن الملاعب، تراجع مستوى أوتاميندي وجون ستونز، في حين ترك قائد الفريق السابق كومباني فراغاً كبيراً في الخط الخلفي، واضطر غوارديولا إلى إشراك لاعب الوسط الدفاعي البرازيلي فرناندينيو في مركز قلب الدفاع مرات عدة. ويمتلك دياش خبرة دولية جيدة، حيث لعب 19 مباراة مع منتخب البرتغال، وحصل على لقب أفضل لاعب في المباراة النهائية لدوري الأمم الأوروبية الصيف الماضي، وهو ما يعني أن اللاعب البرتغالي الشاب يمتلك كل المقومات التي تؤهله للتألق في صفوف مانشستر سيتي.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.