نزوح نصف سكان ناغورني قره باغ جرّاء المعارك مع أذربيجان

النيران مشتعلة في عمارة سكنية في ستيباناكرت بسبب القصف الليلي (أ.ب)
النيران مشتعلة في عمارة سكنية في ستيباناكرت بسبب القصف الليلي (أ.ب)
TT

نزوح نصف سكان ناغورني قره باغ جرّاء المعارك مع أذربيجان

النيران مشتعلة في عمارة سكنية في ستيباناكرت بسبب القصف الليلي (أ.ب)
النيران مشتعلة في عمارة سكنية في ستيباناكرت بسبب القصف الليلي (أ.ب)

نزح نصف سكان ناغورني قره باغ منذ اندلعت المعارك العنيفة بين الانفصاليين الأرمن والقوات الأذربيجانية في المنطقة قبل أكثر من أسبوع، وفق ما أفاد مسؤول في الجمهورية المعلنة من جانب واحد، اليوم الأربعاء.
وقال أرتاك بلغاريان المسؤول المكلف بملف حقوق المدنيين في أوقات الحرب، في قره باغ لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «بحسب تقديراتنا الأولية، نزح نحو 50 في المائة من سكان قره باغ و90 في المائة من النساء والأطفال... أي ما يعادل نحو 70 إلى 75 ألف شخص».
وتعرضت عاصمة إقليم ناغورني قره باغ، ستيباناكرت إلى قصف طوال ليل الثلاثاء الأربعاء. ودوت صفارات الإنذار في المدينة الغارقة في ظلام شبه كامل في فترات متقطعة كل ساعة تقريباً. وتليها في كل مرة انفجارات قوية لم يتسن تحديد طبيعتها بدقة، ما إذا كانت صواريخ أو مدفعية أو قصف جوي.
وقال أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية إنها من دون شك ليلة القصف الأعنف منذ نهاية الأسبوع منذ أن بدأت القوات الأذربيجانية استهداف ستيباناكرت المدينة التي تعد 55 ألف نسمة.
وتواصل القصف طوال الليل ولم تُعرف بعد حصيلة الخسائر المادية أو البشرية.
والمواجهات العنيفة التي اندلعت في 27 سبتمبر (أيلول) بين انفصاليين مدعومين من أرمينيا والقوات الأذربيجانية حول إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، مستمرة من دون أي مؤشر إلى خفض التصعيد، ووسط توعد الجانبين بمواصلة القتال.
وأفاد الجانبان عن سقوط 326 منذ اندلاع القتال بينهم 46 مدنياً. لكن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير.
ومعظم الوفيات المؤكدة هي في الجانب الأرميني الذي أفاد عن سقوط 280 من المقاتلين الانفصاليين. ولا تعلن أذربيجان عن أي خسائر في صفوف قواتها.
وقد اعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان (الثلاثاء) أن تجدد المعارك في إقليم ناغورني قره باغ سببه الدعم التركي لأذربيجان، في حين أكدت أنقرة وقوفها بجانب باكو في النزاع داعية دول العالم إلى الاقتداء بها.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».