استمرار الخلاف بين أحزاب مغربية حول «القاسم الانتخابي»

اتفاق على رفع تمثيل النساء في مجلس النواب

TT

استمرار الخلاف بين أحزاب مغربية حول «القاسم الانتخابي»

عقد وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، مساء أول من أمس، اجتماعاً مع ممثلي الأحزاب السياسية في سياق المشاورات للتحضير للانتخابات المحلية والجهوية والتشريعية، المقررة العام المقبل. وحسب مصدر حزبي، فإن الاجتماع لم يفض إلى حل الخلاف الأساسي الذي بات مطروحاً حول «القاسم الانتخابي» بين غالبية الأحزاب، التي تطالب باحتسابه على أساس عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، وبين حزب «العدالة والتنمية»، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي الذي يطالب وحده بإبقاء طريقة احتسابه بناء على الأصوات الصحيحة.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلن النائب عبد الله بوانو، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، في ندوة السبت الماضي، أن حزبه لن يقبل بتعديل طريقة احتساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، واصفاً ذلك بـ«الخط الأحمر»، فيما سبق لقيادة الحزب أن أصدرت بياناً عدّته «غير دستوري». وتطالب أحزاب «التجمع الوطني للأحرار»، و«الاتحاد الاشتراكي»، و«الحركة الشعبية»، و«الاتحاد الدستوري» (أغلبية)، وحزبا «الاستقلال» و«الأصالة والمعاصرة» (معارضة)، باحتساب القاسم الانتخابي بناء على قاعدة المسجلين في اللوائح الانتخابية. وتعدّ هذه الأحزاب أن هذه الطريقة تضمن تمثيلية أفضل للأحزاب. لكن حزب «العدالة والتنمية» يرفض ذلك؛ لأن هذه الطريقة ستؤدي إلى تقليص عدد مقاعده في الانتخابات المقبلة.
وأمام هذا الخلاف، جرى الاتفاق على مواصلة المشاورات في لقاء آخر، ينتظر أن يرأسه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
من جهة أخرى، جرى الاتفاق خلال المشاورات على أغلب التعديلات المتعلقة بتنظيم الانتخابات؛ أبرزها حسم الإشراف السياسي على الانتخابات من طرف رئيس الحكومة، على أن تتولى وزارة الداخلية تدبيرها تنظيمياً.
وفي سياق متصل، جرى الاتفاق على رفع تمثيلية النساء في مجلس النواب من خلال رفع العدد المخصص لهن في اللائحة الوطنية من 60 إلى 90 مقعداً. وحسب مصدر مطلع، فإن هناك مقترحاً لرفع عدد أعضاء مجلس النواب من 325 حالياً إلى 425، من أجل تعزيز تمثيلية النساء، وتمثيل الجالية المغربية في الخارج. كما جرى الاتفاق أيضاً على أن تكون تمثيلية النساء على المستوى الجهوي، وليس الوطني. لكن لم يتم توضيح طريقة تمثيلية الجالية المغربية بالخارج التي يصل عددها إلى نحو 5 ملايين مهاجر.
كما جرى الاتفاق على إجراء جميع محطات الانتخابات المحلية والجهوية والتشريعية في يوم واحد، إضافة إلى تخصيص دعم مالي إضافي للأحزاب في سياق تنظيم الانتخابات. وأكد مصدر حزبي لـ«الشرق الأوسط» أن معظم المقترحات جرى التوافق عليها، باستثناء «القاسم الانتخابي» الذي ما زال موضع جدل، حيث ينتظر عقد لقاءات أخرى تشاورية بشأنه. وسيكون على وزارة الداخلية صياغة التعديلات المتفق عليها على مستوى قوانين تنظيمية ستعرض على المجلس الوزاري، قبل عرضها على الدورة المقبلة للبرلمان التي ستفتتح الجمعة المقبل.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.