لياندرو تروسارد: أتمنى السير على خطى كيفن دي بروين

الجناح البلجيكي لبرايتون يتحدث عن سوء الحظ الذي لازم فريقه في بداية الموسم

تروسارد سدد ثلاث كرات بالعارضة في المواجهة امام مانشستر يونايتد (رويترز)
تروسارد سدد ثلاث كرات بالعارضة في المواجهة امام مانشستر يونايتد (رويترز)
TT

لياندرو تروسارد: أتمنى السير على خطى كيفن دي بروين

تروسارد سدد ثلاث كرات بالعارضة في المواجهة امام مانشستر يونايتد (رويترز)
تروسارد سدد ثلاث كرات بالعارضة في المواجهة امام مانشستر يونايتد (رويترز)

أصبح النجم البلجيكي لياندرو تروسارد أول لاعب منذ البرتغالي كريستيانو رونالدو يسدد ثلاث كرات بالعارضة في مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان ذلك في المباراة التي انتهت بخسارة فريقه برايتون أمام مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وعندما سئل تروسارد عما إذا كان ذلك يعني أنه أسوأ اللاعبين حظاً في العالم، قال مبتسماً: «لقد انتابني فعلاً هذا الشعور، فالكرة لم تكن تريد أن تدخل المرمى».
ربما تكون اللمسة الأخيرة قد استعصت على تروسارد في تلك المباراة، لكن في أثناء وجوده في منزله في جينك ببلجيكا خلال فترة الإغلاق، لم يكن اللاعب البلجيكي يعاني من مثل هذه المشكلات، حيث خصص أسبوعاً -بضع ساعات كل يوم- لبناء نسخة مماثلة من تاج محل، حيث قام بتجميع 5923 قطعة بعناية فائقة، وأكمل هذا العمل الذي أصبح موضع فخر كبير بالنسبة له الآن.
يقول اللاعب البلجيكي: «لا يزال هذا العمل موجوداً في بلجيكا حيث يمكن للجميع رؤيته إذا دخلوا إلى منزلي، لذا فهو في مكان جيد في الوقت الحالي. لقد كنت أسأل نفسي عما يمكنني القيام به لتمضية ذلك الوقت الطويل، لذلك فكرت في بعض الأشياء، وجاءت هذه الفكرة إلى ذهني، وكان الأمر ممتعاً للغاية في حقيقة الأمر. لقد كان عملاً ضخماً، لذلك استغرق الأمر ساعات طويلة لبنائه. إنني أحب السفر إلى بلدان مختلفة والتعرف على ثقافات جديدة، لذا ربما سأذهب إلى تاج محل بالهند في المستقبل. سنرى ما سيحدث. أنا مشغول للغاية في الوقت الحالي، لكن أعتقد أنه يمكنني القيام بعمل آخر مثل هذا عندما يكون لدي المزيد من الوقت».
لكن هل فكر تروسارد في بعض المعالم الشهيرة بالفعل؟ يقول اللاعب البلجيكي: «أحتاج إلى البحث عن بعض المعالم، لمعرفة ما إذا كان من الممكن بناؤها، وسنرى ما يمكن أن يحدث». أما داخل الملعب، فيسعى نادي برايتون إلى جمع عدد من النقاط أكبر من الـ41 نقطة التي حصل عليها الموسم الماضي –أكبر عدد من النقاط يجمعه النادي في تاريخه بالدوري الإنجليزي الممتاز- تحت قيادة غراهام بوتر. وسحق برايتون نظيره نيوكاسل يونايتد خارج ملعبه بثلاثية نظيفة، وقدم أداءً رائعاً رغم الخسارة أمام كل من تشيلسي ومانشستر يونايتد قبل الخسارة أمام إيفرتون، ويقول إن فريق برايتون لازمه سوء الحظ في المباريات الثلاث الأخيرة التي لعبها في بطولة الدوري.
يقول تروسارد عن ذلك: «أعتقد أننا قد استفدنا كثيراً من حقيقة أن هذا هو الموسم الثاني لنا مع نفس المدير الفني. في الموسم الماضي، استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتكيف عدد من اللاعبين الجدد مع الفريق، وأشياء أخرى من هذا القبيل، والآن نلعب بشكل جيد للغاية ونحاول أن نخلق الكثير من الفرص. لكننا لم نحصل إلا على ثلاث نقاط فقط من أربع مباريات، وأعتقد أنه كان بإمكاننا حصد عدد أكبر من النقاط».
ويقدم نادي برايتون مستويات رائعة، ويقدم لمحات فنية ممتعة بقيادة نجم ليفربول السابق آدم لالانا، كما أن عودة بن وايت من الإعارة إلى ليدز يونايتد قد أضافت الكثير إلى خط دفاع الفريق. لكن طارق لامبتي، الذي تعاقد معه برايتون في فترة الانتقالات الشتوية الماضية من تشيلسي مقابل ثلاثة ملايين جنيه إسترليني، يعد اللاعب الأبرز في صفوف برايتون في الوقت الحالي. وخسر برايتون من إيفرتون بأربعة أهداف مقابل هدفين على ملعب «غوديسون بارك» يوم السبت الماضي.
ويسير تروسارد بخطى ثابتة مع نادي برايتون ومنتخب بلجيكا، حيث شارك اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً في أول مباراة دولية مع منتخب بلاده الشهر الماضي. أما بالنسبة إلى نادي جينك، الذي انتقل تروسارد منه إلى برايتون مقابل نحو 18 مليون جنيه إسترليني في صيف 2019 فإن مشاركة تروسارد مع منتخب بلجيكا كبديل أمام الدنمارك تعد لحظة فخر لهذا النادي الذي خرج منه العديد من اللاعبين الرائعين، مثل كيفن دي بروين، وتيبو كورتوا، وديفوك أوريجي، وكريستيان بنتيكي، وتيموثي كاستاني، وويلفريد نديدي، ودينيس برايت. لكن ما السبب وراء قدرة نادي جينك على «إنتاج» هذه المجموعة من اللاعبين الرائعين؟
يقول تروسارد: «إنهم يحبون الدفع باللاعبين الشباب من أكاديمية الناشئين إلى الفريق الأول. إنهم يبحثون عن الكثير من اللاعبين الموهوبين الشباب، ويعد جينك بيئة جيدة لكل شيء: المدرسة، وكرة القدم، وكل شيء يحتاج إليه لاعب كرة القدم. إنهم يهتمون كثيراً باللاعبين ويوفرون لهم كل سبل الراحة بحيث لا يفكرون في أي شيء آخر غير كرة القدم». وبالنسبة إلى تروسارد، الذي قد يلعب أمام إنجلترا عندما تستضيف منتخب بلجيكا على ملعب ويمبلي في إطار مباريات دوري الأمم الأوروبية يوم الأحد المقبل، أصبح اللاعبون الذين كان ينظر إليهم على أنهم مَثَله الأعلى يلعبون إلى جانبه في منتخب بلجيكا الآن. يقول تروسارد عن ذلك: «عندما كنت في جينك، كان كيفين دي بروين في الفريق الأول مع لاعب كريستال بالاس بنتيكي وبعض اللاعبين الآخرين، لذلك كنت أريد أن أسير على نفس الطريق وأن ألعب للفريق الأول للنادي، وربما الحصول على فرصة للعب في كبرى بطولات الدوري في العالم. هناك الكثير اللاعبين الجيدين الذين جاءوا من جينك».


مقالات ذات صلة

المهاجمة الإنجليزية كيربي تنضم إلى برايتون

رياضة عالمية فران كيربي (رويترز)

المهاجمة الإنجليزية كيربي تنضم إلى برايتون

قال نادي برايتون آند هوف ألبيون، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، إنه ضم إلى صفوفه المهاجمة الإنجليزية فران كيربي في صفقة انتقال حر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: أتوقع تمديد عقدي مع آرسنال

قال الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إن علاقته بالنادي اللندني قوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ديفيد رايا (رويترز)

آرسنال يتعاقد مع الحارس الإسباني رايا بشكل نهائي

أكمل حارس المرمى الإسباني ديفيد رايا، انتقاله بشكل دائم من برينتفورد إلى آرسنال الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لوكاس باكيتا (أ.ف.ب)

وست هام يرفض إعارة باكيتا لفلامنغو

أكد نادي وست هام يونايتد أنه لا ينوي إعارة لوكاس باكيتا إلى ناديه الأصلي فلامنغو.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة عالمية بول ميشال (أ.ف.ب)

نيوكاسل يونايتد يعين ميشال مديراً رياضياً خلفاً لأشوورث

عيّن نيوكاسل يونايتد بول ميشال مديراً رياضياً جديداً للفريق، لينهي بذلك رحلة بحث استمرت 4 أشهر عن خليفة دان أشوورث.

ذا أتلتيك الرياضي (نيوكاسل)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.