حفريات أسنان تكشف أضخم سمكة قرش

تصور لسمكة قرش منقرضة (غيتي)
تصور لسمكة قرش منقرضة (غيتي)
TT

حفريات أسنان تكشف أضخم سمكة قرش

تصور لسمكة قرش منقرضة (غيتي)
تصور لسمكة قرش منقرضة (غيتي)

توصل باحثون أميركيون إلى أن إحدى أسماك القرش المنقرضة، التي تعرف باسم «ميجالودون»، كانت أضخم سمكة قرش على الإطلاق، عند المقارنة مع الأنواع المنقرضة وتلك التي تعيش الآن.
ويعود تاريخ معظم أحافير هذه السمكة إلى حوالي 15 مليون سنة مضت، ولا يُعرف سوى القليل عن تشريحها، نظراً لأن الهياكل العظمية لأسماك القرش مصنوعة من الغضاريف بدلاً من العظام، ولذلك فهي نادرة للغاية في السجل الأحفوري، باستثناء أسنانها المتحجرة الوفيرة، التي استخدمها الفريق البحثي بقيادة كينشو شيمادا، أستاذ علم الأحياء القديمة في جامعة «ديبول» في شيكاغو، لتقدير حجم السمكة.
وخلال الدراسة التي نشرت أول من أمس في دورية «علم الأحياء التاريخي»، ابتكر شيمادا وزملاؤه أداة جديدة لحساب طول الجسم، وهي معادلة تمثل العلاقة الكمية الفعلية بين طول الجسم وحجم السن في الأشكال الصخرية، واستندوا إلى الأسنان وأطوال الجسم المعروفة من 32 عينة من أسماك القرش المفترسة الحية، ثم طبقوا معادلتهم على كافة الأنواع المنقرضة والحية من اللمنيات، وهي رتبة من أسماك القرش، تضم أنواعاً حية وأخرى منقرضة منها «ميجالودون».
ووجد العلماء أن العديد من أسماك القرش المنقرضة كانت كبيرة جداً، وكان أكبرها «ميجالودون»، التي يقدر أن يصل طولها إلى 50 قدماً (15 متراً)، أي بطول ممر البولينغ، وكانت هناك فجوة 23 قدماً (7 أمتار) بين «ميجالودون» وأكبر سمكة قرش مفترسة تالية في السجل الأحفوري.
وفي حين أن صورة «ميجالودون» أصبحت الآن أكثر وضوحاً مما كانت عليه من قبل، إلا أن العديد من الأسئلة الأساسية لا تزال بحاجة إلى إجابة، من بينها أسباب هذا الحجم المفرط، ولماذا انقرض هذا النوع الضخم، فهذا سؤال أساسي كبير آخر لا يزال غير محسوم، كما أكد شمادا.
وعن أهمية ما توصلوا له، أوضح أن فهم أحجام أجسام الكائنات الحية المنقرضة أمر مهم في سياق علم البيئة والتطور، مضيفاً: «كانت أسماك القرش المنقرضة، من الحيوانات آكلة اللحوم الرئيسية في المحيطات منذ عصر الديناصورات، لذلك فهي لعبت دوراً مهماً في تشكيل النظم البيئية البحرية التي نعرفها اليوم»، ومن المهم معرفة المزيد من التفاصيل عنها».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».