مجلة «داعش» تنشر مقابلة مع الطيار الأردني الأسير

قال إن مهمته كانت مسح منطقة الرقة عن أي سلاح مضاد للطائرات

الطيار الأردني معاذ الكساسبة بملابس الإعدام في مقابلة مجلة {دابق}
الطيار الأردني معاذ الكساسبة بملابس الإعدام في مقابلة مجلة {دابق}
TT

مجلة «داعش» تنشر مقابلة مع الطيار الأردني الأسير

الطيار الأردني معاذ الكساسبة بملابس الإعدام في مقابلة مجلة {دابق}
الطيار الأردني معاذ الكساسبة بملابس الإعدام في مقابلة مجلة {دابق}

نشر تنظيم «داعش» المتشدد ما قال إنها مقابلة مع طيار أردني أسر الأسبوع الماضي بعد سقوط طائرته أثناء قصف في شرق سوريا نفذته طائرات من تحالف تقوده الولايات المتحدة.
ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل للمقابلة التي نشرت في مجلة «دابق» في عددها السادس التي ينشرها التنظيم باللغة الإنجليزية عبر الإنترنت، والتي نقلت عن الملازم أول معاذ الكساسبة قوله إن طائرته وهي من طراز «إف – 16» أصيبت بصاروخ باحث عن الحرارة. وقال الكساسبة: «سمعت ضربة وأحسست بها. اتصل بي الطيار الأردني الآخر في المهمة من طائرة مشاركة وأبلغني أنني أصبت وأن النيران تندلع من فوهة محركي».
وقال الطيار إن اسمه الكامل هو معاذ صافي يوسف الكساسبة، أردني من الكرك ومن مواليد 1988 وعمره 26 سنة، وأشار حين سئل عن مهمته إلى أنه طيار برتبة ملازم أول تخرج في كلية الملك حسين الجوية في 2009، وأنه في 2012 أصبح طيارا تنفيذيا في قاعدة موفق السلطي الجوية.
وفي روايته لمهمته التي سقطت طائرته خلالها، قال الطيار الكساسبة: «أعلمونا بالمهمة الساعة 4 بعد الظهر، وكانت مهمتنا إجراء مسح للمنطقة عن أي سلاح مضاد للطائرات في منطقة الرقة». وأضاف: «وكان برفقتنا طائرات (إف 15) سعودية و(إف 16) إماراتية و(إف 16) مغربية».
وعن كيفية تنسيق الطلعات الجوية للتحالف، أضاف: «هناك قاعدة أميركية في قطر حيث يتم التخطيط للمهمة وتحديد الأهداف وتوزيع المهام، وترسم مهام كل دولة مشاركة في هذه الحملة قبل يوم من تنفيذها، يقوم الأميركيون بطلعات جوية بطائرات دون طيار تنطلق من الخليج والأقمار الصناعية والجواسيس لتحديد ودراسة الأهداف، ويتم تزويدنا بخريطة وصور للأهداف».
وتحدث باختصار عن الحياة في قاعدته وتناول الوجبات مع مئات من العسكريين الأميركيين، وقال: «يتناول الأميركيون أحيانا العشاء معنا ويأكلون المنسف الذي يحبونه كثيرا. أحاديثهم لا تتضمن تفاصيل عن العمليات بسبب أمور السرية والأمن». وأشار حين سئل عن أية لقاءات مع الطيارين الأميركيين إلى أنه التقاهم، وقال إن هناك 200 أميركي في قاعدة موفق السلطي بينهم 16 طيارا.
وفي ختام المقابلة، سألت «دابق» الكساسبة: «هل سبق وشاهدت إصدارات للدولة الإسلامية»، فأجاب بالنفي، وقال له محاوره: «سوف نؤمن لك إصدار (ولوكره الكافرون) حتى تشاهده». ورفض الأردن التعليق على المقابلة، وهي الأولى منذ نشر تنظيم «داعش» صورا قيل إنها تبين أسر الطيار.
وينتمي الكساسبة إلى عائلة أردنية بارزة، وهو أول طيار من التحالف معروف أن «داعش» أسرته. وتحطمت طائرة الكساسبة الأسبوع الماضي في منطقة ريفية في محافظة الرقة السورية معقل الجماعة. وقالت الحكومة الأردنية في البداية إن الطائرة سقطت نتيجة هجوم صاروخي، لكنها قالت لاحقا إنه لا يوجد دليل. وتقود الولايات المتحدة تحالفا تشارك به دول عربية كثيرة، منها الأردن، لضرب الجماعة المتطرفة التي أعلنت عن دولتها في أجزاء من سوريا والعراق.
وصدم أسر الكساسبة البلاد، ودعا الكثير من السياسيين والمشرعين الأردنيين الحكومة إلى الانسحاب من الائتلاف. وقالت السلطات إن أسره لن يضعف تصميمها على محاربة الجماعات المتشددة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».