مصر: السجن لـ16 مُداناً بتدبير «اعتصام النهضة»

الأحكام تراوحت بين 3 و15 سنة

TT

مصر: السجن لـ16 مُداناً بتدبير «اعتصام النهضة»

قضت محكمة مصرية، أمس، بمعاقبة 11 من عناصر جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات «إرهابية»، بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، كما عاقبت 5 آخرين بالسجن 3 سنوات، بعد إدانتهم بـ«تدبير تجمهر هدفه تكدير الأمن والسلم العام، ومقاومة السلطات»، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«اعتصام النهضة».
وتعود القضية إلى اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، في ميداني «نهضة مصر» بالجيزة، و«رابعة العدوية» بالقاهرة، رداً على عزله في يوليو (تموز) 2013، بعد احتجاجات شعبية، قبل أن تقوم قوات الأمن بفض الاعتصامين بالقوة في 14 من أغسطس (آب) 2013.
كانت محكمة قد قضت في وقت سابق بالسجن المؤبد والمشدد للمتهمين غيابياً، الذين قاموا بعمل إعادة إجراءات على الحكم الغيابي، قبل أن تقضي جنايات أمن الدولة العليا، أمس، بمعاقبة 11 بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، و5 آخرين بالسجن لمدة 3 سنوات.
وتتضمن التهم المنسوبة إليهم «تدبيرهم تجمهراً هدفه تكدير الأمن والسلم العام، وتعريض حياة المواطنين للخطر، ومقاومة رجال الشرطة المكلفين بفض تجمهرهم، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وقطع الطرق، ومناهضة ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013». وجاء في أمر الإحالة أن المدانين «كوّنوا وتولوا قيادة عصابة هاجمت طائفة من قاطني ومرتادي محيط ميدان النهضة، وقاوموا رجال السلطة العامة القائمين على إبلاغهم أمر وجوب تفرق تجمهرهم، نفاذاً للأمر القضائي الصادر من النيابة العامة بتاريخ 31 يوليو 2013 بتكليف الشرطة باتخاذ اللازم قانوناً نحو ضبط الجرائم، التي وقعت بمحيط دوائر ميادين رابعة العدوية والنهضة». وسبق أن قضت محكمة جنايات الجيزة في يناير (كانون الثاني) 2018، بالسجن المؤبد لـ23، والسجن المشدد 15 سنة لـ213، والسجن 3 سنوات لـ22، في حين برأت 109 آخرين.
من جهة أخرى، قررت الدائرة الثانية (إرهاب) تأجيل إعادة محاكمة متهم في قضية الهجوم الإرهابي على فندق بالغردقة، إلى جلسة 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي للمرافعة، وخلال جلسة أمس تلا ممثل النيابة العامة أمر إحالة المتهمين، لكن المتهم أنكر التهم الموجهة إليه. كانت محكمة جنايات شمال القاهرة قد قضت بالسجن المؤبد على متهمين، أحدهم اتهم بالتخطيط، والآخر بالهجوم على فندق «بيلا فيستا» بالغردقة في يناير 2016، وهو الهجوم الذي أسفر عن إصابة 3 سائحين بجروح (نمساويين، وواحد سويدي) أثناء محاولة الجناة الهرب، ومقتل أحد منفذي الهجوم، والقبض على آخر. ووجهت النيابة للمتهمين عدة اتهامات، منها الانضمام لتنظيم «داعش» الإرهابي بدولة سوريا، والالتحاق بجماعة إرهابية يوجد مقرها بالخارج، وتتخذ من الإرهاب والتدريب العسكري وسائل لتحقيق أغراضها، والاشتراك في الهجوم الإرهابي على فندق الغردقة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.