تركيا تسلم فرنسا «داعشياً» أدين غيابياً

TT

تركيا تسلم فرنسا «داعشياً» أدين غيابياً

رحّلت تركيا إلى فرنسا الاثنين، مواطناً قاتل في صفوق تنظيم «داعش» في سوريا عام 2012 وحُكم عليه في فرنسا بالسجن 15 عاماً غيابياً في 2017، وتم توقيفه لدى وصوله إلى باريس، وفق ما ذكر مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية. وكانت قد أصدرت محكمة جنايات الأحداث، في أبريل (نيسان) 2017، حكماً غيابياً عليه بالسجن 15 عاماً لانضمامه إلى صفوف تنظيم «داعش» في سوريا والمشاركة في التدريب والقتال هناك وتحريض المسلمين في فرنسا على ارتكاب أعمال عنف. كما حُكم على أربعة أفراد آخرين من عائلته - والديه واثنين من إخوته، ذهبوا أيضاً إلى سوريا - في هذه القضية بالسجن 10 و15 عاماً.
وأشارت وكالة الأناضول التركية إلى أن قوات الأمن التركية اعتقلت عثمان غاريدو (26 عاماً)، الذي يطلق على نفسه لقب أبو سلمان الفرنسي، في يوليو (تموز) أثناء وجوده في منطقة كيليس، القريبة من الحدود السورية. وتم ترحيل غاريدو في إطار «بروتوكول كازينوف»، الذي أبرم بين أنقرة وباريس في 2014 ويسمح باعتقال المسلحين العائدين من سوريا عبر تركيا. وتم توقيفه لدى وصوله. وفُتح تحقيق جديد مؤخراً ضد هذا الرجل المتحدر من مونبلييه، وصدر بحقه أيضاً أمر بالاعتقال منذ عام 2016، بحسب المصدر القضائي. ويتعلق هذا التحقيق بالأعمال التي ارتكبها بعد إدانته.
وغادر غاريدو، عندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً، مع أحد أشقائه فرنسا في نهاية عام 2012 للانضمام إلى تنظيم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، ثم سرعان ما التحق بتنظيم «داعش». وانضم إليهما الوالدان، أب فرنسي اعتنق الإسلام وأم مغربية الأصل، في عام 2013 مع أطفالهما القاصرين الثلاثة الآخرين في ذلك الوقت. وظهر عثمان غاريدو بشكل خاص عام 2014 في شريط فيديو مدته 7 دقائق بعنوان «ماذا تنتظر؟» بثه الفرع الإعلامي لتنظيم «داعش» دعا فيه المسلمين في فرنسا للانضمام إلى التنظيم أو التحرك على الأراضي الفرنسية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.