اتجاه جديد لإنتاج مسلسلات قصيرة في مصر

يتجه عدد من صناع الدراما المصريين حالياً إلى إنتاج مسلسلات قصيرة لا تزيد حلقاتها عن 15 حلقة بعد سنوات من التركيز على المسلسلات الطويلة. وأعلن عدد من الفنانين المصريين عن توقيعهم عقود بطولة مسلسلات درامية قصيرة جداً، بعد مطالبات بضرورة الابتعاد عن الأعمال الطويلة التي ينتقدها البعض بسبب المط والتطويل.
ويأتي في مقدمة هؤلاء النجوم، الفنان أمير كرارة الذي بدأ تصوير مسلسل «عمر الناجي» قبل عدة أيام في القاهرة، يشارك في بطولته نور اللبنانية وعباس أبو الحسن، ومن تأليف وإخراج بيتر ميمي، ويتكون من 8 حلقات فقط استعداداً لعرضه على منصة «watch it»، التابعة لـ«شركة إعلام المصريين»، التي أعلنت عن توقيعها عقداً مع الفنان الكوميدي أحمد فهمي لإنتاج مسلسل قصير جداً خلال الفترة المقبلة.
ورغم إعلان عدد من النجوم والشركات عن إنتاج عدد من المسلسلات القصيرة في الآونة الأخيرة، فإنّ حسام صالح، الرئيس التنفيذي لشركة إعلام المصريين، لا يعتبر أنّ هذا الأمر توجه مستقبلي للدراما المصرية، كما يظن البعض، لكنّه يرى أنّه مجرد محاولة لمواكبة آمال وتطلعات الجمهور في تقديم وجبات درامية مختلفة ومغايرة بعيداً عن مسلسلات الـ30 حلقة التي أصبح يملها الكثيرون.
ويضيف صالح لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال فرق البحث التابعة لنا واستطلاعاتنا للرأي عبر وسائطنا المتعددة وجدنا أنّ عدداً كبيراً من الجمهور يفضل عرض المسلسلات القصيرة، لا سيما لو كان أبطالها من النجوم». مشيراً إلى أنّه «لم يتم الاستقرار بعد بشأن طريقة عرض المسلسلات، وهل ستُعرض على القنوات الفضائية بالتزامن مع المنصات الرقمية، أم ستعرض رقمياً فقط».
في السياق، يواصل الفنان الكوميدي، محمد أنور تصوير مسلسل «إسعاف يونس» المكون من 15 حلقة بمشاركة كل من سارة سلامة، وهناء الشوربجي، ومحمد علي رزق، ومن تأليف فاروق هاشم ومصطفى عمر، وإخراج معتز التوني، كما يواصل الفنانان الشابان أحمد مالك وخالد أنور تصوير مسلسل «التحقيق» الذي يدور في 13 حلقة فقط، حول جريمة قتل غامضة، ويشارك في بطولته تارا عماد ومن تأليف محمد الدباح وإخراج محمد فتحي.
عرض المسلسلات القصيرة ليس جديداً على الدراما المصرية، فقد عُرضت من قبل وحققت نجاحات كبيرة خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، على غرار مسلسل «البشاير» عام 1987 بطولة محمود عبد العزيز ومديحة كامل ومن تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف والمكون من 15 حلقة، ومسلسل «ذئاب الجبل» بطولة أحمد عبد العزيز وسماح أنور وميرنا وليد والمكون من 18 حلقة فقط، ومسلسل «حكايات وبنعيشها» بطولة ليلى علوي وباسم سمرة، الذي عرض خلال عامي 2009 و2010 والذي تكون من 4 حكايات كل منها 15 حلقة فقط على مدار جزأين، ومسلسل «الراية البيضاء» عام 1988 بطولة سناء جميل وجميل راتب ومن تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل وكان من 16 حلقة فقط، ومسلسل «هند والدكتور نعمان» عام 1984 بطولة الراحل كمال الشناوي وسعاد نصر وكان 17 حلقة فقط، بالإضافة إلى المسلسل الكوميدي «حكايات ميزو» عام 1977 بطولة سمير غانم الذي تكون من 13 حلقة فقط.
بدوره، يؤكد المنتج المصري جمال العدل أنّ الجمهور المصري بات يستحسن عرض المسلسلات القصيرة التي تتميز بتكثيف الأحداث، والابتعاد عن الملل والتطويل في المسلسلات التقليدية، بعد انتهاء موسم دراما رمضان الماضي، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «مسلسل (في كل أسبوع يوم جمعة) بطولة منة شلبي وآسر ياسين نجح جداً مع الجمهور وهو مكون من 10 حلقات فقط، وعُرض على منصة (شاهد) الإلكترونية»، ولفت إلى استشعاره «توجه الجمهور نحو المسلسلات القصيرة منذ فترة طويلة»، مشيراً إلى أنّ المستقبل سيكون للدراما القصيرة التي تعتبر الأفضل من ناحية الإنتاج والعرض بجانب تقليل عبء التصوير على الفنانين.
ويعرض حالياً الموسم الثاني من المسلسل المصري «إلا أنا» الذي يتكون من عدة حكايات، كل حكاية منه في 10 حلقات، وقدمت الفنانة حنان مطاوع بطولة حكاية «أمل حياتي»، كما قدمت شيري عادل بطولة حكاية «أمر شخصي»، وكندة علوش، حكاية «ضي القمر»، وذلك بعدما شارك في موسمه الأول، بالعام الماضي وفاء عامر، وأروى جودة.