دمشق تتسلم أوراق اعتماد أول سفير خليجي منذ 2011

تركي البوسعيدي يبدأ مهامه سفيراً مفوضاً وفوق العادة لسلطنة عمان لدى سوريا

وليد المعلم مستقبلاً السفير العُماني الجديد في دمشق أمس (وزارة الخارجية السورية)
وليد المعلم مستقبلاً السفير العُماني الجديد في دمشق أمس (وزارة الخارجية السورية)
TT

دمشق تتسلم أوراق اعتماد أول سفير خليجي منذ 2011

وليد المعلم مستقبلاً السفير العُماني الجديد في دمشق أمس (وزارة الخارجية السورية)
وليد المعلم مستقبلاً السفير العُماني الجديد في دمشق أمس (وزارة الخارجية السورية)

تسلم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أوراق اعتماد تركي محمود البوسعيدي سفيراً مفوضاً وفوق العادة لسلطنة عمان لدى سوريا في دمشق، أمس، ليصبح البوسعيدي أول سفير من دول مجلس التعاون الخليجي يعود إلى دمشق منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام عام 2011. وتعليق العمل الرسمي في سفارات دول مجلس التعاون الخليجي وإغلاق البعثات الدبلوماسية.
وأعلن بيان لوزارة الخارجية السورية بثته وسائل الإعلام الرسمية أن الوزير وليد المعلم استقبل صباح الأحد تركي محمود البوسعيدي و«تسلم منه نسخة عن أوراق اعتماده سفيراً مفوضاً وفوق العادة لسلطنة عمان لدى الجمهورية العربية السورية، ودار الحديث خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز وتطوير التعاون بينهما في مختلف المجالات».
ويعد إرسال سلطنة عمان سفيراً إلى دمشق أول تحرك دبلوماسي خليجي باتجاه النظام السوري منذ أعادت الإمارات والبحرين افتتاح سفارتيهما في دمشق عام 2018، لكن من دون تعيين سفيرين، إذ اقتصر التمثيل في السفارتين على قائم بالأعمال.
وعلى امتداد سنوات تأجج الصراع في سوريا، التزمت سلطنة عمان بموقف «الحياد الإيجابي» وسلكت سياسة تقريب وجهات النظر، كما تواصلت مع طرفي النزاع.
ولم لم تقطع سلطنة عمان علاقاتها بدمشق رغم المقاطعة العربية وقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، ففي عام 2015 كان وزير الخارجية العماني السابق يوسف بن علوي أول وزير عربي يزور دمشق، وأكد خلال زيارته ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وذلك ضمن مبادرات عدة قدمتها السلطنة من أجل إيجاد حل سلمي للمسألة السورية عبر التواصل مع الأطراف المختلفة للأزمة.
ودعمت عمان صلاتها بدمشق باتفاقية اقتصادية تم التوقيع عليها عام 2017 في مجالي النفط والغاز، تتضمن الصناعة والاستخراج وتأهيل وتدريب الكوادر وإقامة مشروعات مشتركة، وتم توقيع الاتفاقية الاقتصادية بعد زيارة إلى مسقط قام بها وزير النفط والثروة المعدنية السوري.
وفي (يوليو (تموز) 2019. زار بن علوي دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد والوزير المعلم.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.