الانتخابات البرلمانية المصرية تقترب من الحسم

TT

الانتخابات البرلمانية المصرية تقترب من الحسم

اقتربت انتخابات مجلس النواب المصري (البرلمان)، من المرحلة الحاسمة، إذ من المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات، اليوم (الاثنين)، القائمة النهائية للمرشحين، بعد الحكم في الطعون المقدمة، تزامناً مع انطلاق الداعية الانتخابية لمرشحي المرحلة الأولى.
وتبدأ عملية التصويت للمصريين المقيمين في الخارج في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ولمدة ثلاثة أيام، للمرحلة الأولى، على أن يصوت الناخبون داخل البلاد يومي 24 و25 أكتوبر، بينما تجرى المرحلة الثانية في الخارج أيام 4 و5 و6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وفي الداخل يومي 7 و8 نوفمبر، وتعلن النتيجة النهائية للانتخابات في موعد أقصاه 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتتولى «الهيئة الوطنية» برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، نائب رئيس محكمة النقض، إدارة العملية الانتخابية بالكامل. وبدأت الهيئة، أمس، تسلم الأحكام الصادرة في الطعون الانتخابية من محكمة القضاء الإداري، بشأن قبول أوراق بعض المرشحين المستبعدين من السباق الانتخابي، وكذا الأحكام الصادرة باستبعاد بعض المرشحين المقبولين، لمراجعتها وتنفيذها.
وتعلن الهيئة كشوف المرشحين في الانتخابات اليوم (الاثنين)، بعد إضافة المرشحين الصادرة لصالحهم أحكام وحذف من صدرت ضدهم أحكام. ومن المقرر أن يكون يوم 7 أكتوبر آخر موعد للتنازل بين المرشحين.
وتتزامن الكشوف النهائية مع انطلاق الدعاية الانتخابية للمرحلة الأولى. وأصدرت الهيئة قراراً بشأن ضوابط الدعاية ومدتها والحد الأقصى للإنفاق عليها وطرق تلقي التبرعات وتحديد الجهات التي يحظر تلقي التبرعات منها، ومراقبة رصيد الإنفاق وضوابط حسابات الدعاية. وحددت أن يكون الحد الأقصى للإنفاق في الجولة الأولى للمرشحين الفردي 500 ألف جنيه وفي حالة الإعادة يكون حجم الإنفاق مائتي ألف جنيه.
ويكون الحد الأقصى للمرشحين بنظام القائمة المخصص لها 42 مقعداً 7 ملايين جنيه، وفي مرحلة الإعادة يكون الحد الأقصى 2.8 مليون جنيه، في حين يكون سقف الدعاية الانتخابية بنظام القائمة المخصص لها 100 مقعد 10 ملايين و600 ألف جنيه، وفي مرحلة الإعادة يكون الحد الأقصى 6.6 مليون جنيه.
وكلفت الهيئة محاسبين في مكاتب خبراء وزارة العدل بتولي ضبط سجلات الحسابات وفقاً للأصول المحاسبية وتقدير القيمة النقدية للتبرعات العينية التي يتلقاها المترشح أو القائمة، والتي يتعذر تقديم فاتورة معتمدة بقيمتها ومراجعة مصادر التمويل وحسابات الدعاية الانتخابية للمترشحين.
وتستمر الدعاية في المرحلة الأولى حتى 18 أكتوبر الجاري، بينما تنطلق الدعاية الانتخابية لمرشحي المرحلة الثانية اعتباراً من 19 أكتوبر وحتى 1 نوفمبر المقبل.
وسمحت هيئة الانتخابات للمرشحين بالنظامين بتلقي التبرعات، إذ يتم تمويل الدعاية الانتخابية من أموال المرشح الخاصة، وله أن يتلقى تبرعات نقدية أو عينية من أي شخص مصري أو من الأحزاب المصرية بشرط ألا يتجاوز التبرع العيني والنقدي من أي شخص أو حزب 5 في المائة من الحد الأقصى المصرح به للإنفاق على الدعاية الانتخابية.
وحددت الهيئة ضوابط عدة في ممارسة الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات مجلس النواب، بينها مراعاة التباعد الاجتماعي لحماية المواطنين من فيروس «كورونا»، وعدم التعرض لحرمة الحياة الخاصة للمواطنين أو للمترشحين، أو تهديد الوحدة الوطنية أو استخدام الشعارات الدينية، ومنع استخدام العنف أو التهديد باستخدامه، أو استخدام المباني والمنشآت ووسائل النقل المملوكة للدولة أو لشركات القطاع العام، أو استخدام المرافق العامة ودور العبادة.
ويبلغ عدد النواب المنتخبين 568 عضواً، فيما يخصص للنساء ما لا يقل عن 25 في المائة من المقاعد. ويجوز للرئيس تعيين عدد من الأعضاء في المجلس لا يزيد على 5 في المائة. وتكون الانتخابات بواقع 284 مقعداً لـ«النظام الفردي» و284 مقعداً بـ«نظام القوائم المغلقة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».