أوروبا ترفع اسم رئيس «النواب» الليبي من قائمة العقوبات

عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي
عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي
TT

أوروبا ترفع اسم رئيس «النواب» الليبي من قائمة العقوبات

عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي
عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي

قرر مجلس الاتحاد الأوروبي، أمس، رفع اسم عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، من قائمة أفراد وكيانات على صلة بالصراع الليبي، كما شطب المجلس اسم نوري أبو سهمين، الرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام، غير المعترف به دولياً. وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر مطلع أبريل (نيسان) عام 2016 فرض عقوبات على ثلاثة شخصيات ليبية، هم رئيس ما تُعرف بـ«حكومة الإنقاذ» خليفة الغويل، بالإضافة إلى صالح وأبو سهمين، بتهمة عرقلة عمل حكومة «الوفاق» المدعومة أممياً. وقال المجلس في بيان نشرته البعثة الأوروبية لدى ليبيا، أمس، إنه «تم الاتفاق على شطب اسم رئيس مجلس النواب، في ضوء مشاركته البناءة الأخيرة في دعم التوصل إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة الليبية»؛ مشيراً إلى أنه «ستتم متابعة سلوكه عن كثب، وخصوصاً فيما يتعلق بدعمه لعملية برلين، وجهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا».
ولفت المجلس إلى أن شطب اسم أبو سهمين من قائمة العقوبات «جاء على خلفية الغياب العام له في أي دور بالعملية السياسية الليبية».
ورحب الاتحاد الأوروبي بالقرارات الصادرة في 21 أغسطس (آب) الماضي، من قبل عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج: «والتي عجلت بالتطورات الواعدة في ليبيا، وخلق فرصة لتحريك الليبيين، والانتقال إلى الأمام نحو الانتهاء من خلال عملية سياسية بقيادة الليبيين». وكان صالح والسراج قد اتفقا على وقف الأعمال العسكرية في جميع أنحاء ليبيا، والاستعداد لانتخابات رئاسية ونيابية في مارس (آذار) المقبل، وفق آليات دستورية يتفق عليها الليبيون. وفي مطلع الشهر الماضي، نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة دبلوماسيين قولهم إن دول الاتحاد الأوروبي «تعمل على إزالة حظر السفر، وتجميد الأصول عن صالح وأبو سهمين والغويل، ورفعهم من القائمة السوداء للعقوبات، لتشجيع جهود السلام، وضمان أن يلعب التكتل دوراً محورياً في أي تسوية يتم التفاوض عليها»؛ لكن القرار الصادر أمس لم يشر إلى اسم الغويل.
كما نوه الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى أن القرار الصادر أكد «الاستخدام الاستراتيجي لنظام عقوبات الاتحاد الأوروبي، في أعقاب التطورات على الأرض»، لافتاً إلى أن هذه التدابير «تهدف إحداث تغيير في السياسة، أو النشاط من قبل الكيانات والأفراد المسؤولين عن السلوك الخبيث، وتكون ذات طبيعة متناسبة ومستهدفة وغير عقابية».
وبينما أوضح الاتحاد أن «الشطب من القائمة يعد مناسباً حينما لم تعد شروط الإدراج على قائمة العقوبات مستوفاة كما في قرار اليوم»، وصف سياسيون ونواب من شرق ليبيا قرار الشطب من القائمة بأنه «جيد؛ لكنه تأخر كثيراً بالنظر إلى التحول السياسي الذي تشهده الساحة الليبية راهناً».
وبات صالح الوجه السياسي البارز في الشرق الليبي الذي يدافع عن تمثيله في السلطة القادمة. كما ازدادت المهام الموكلة إليه، وأصبح من الوجوه التي يعول عليها في الداخل والخارج لتحويل البلاد من حالة الحرب والانقسام إلى السلام والوحدة؛ خصوصاً بعد تأكيد قائد الجيش الليبي أكثر من مرة أنه ليس طرفاً في التجاذبات السياسية في ليبيا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.