تحالف الكاثوليك من ذوي الأصول الآيرلندية مع الإنجيليين قاعدة جديدة للبيض المحافظين

تحالف الكاثوليك من ذوي الأصول الآيرلندية مع الإنجيليين قاعدة جديدة للبيض المحافظين
TT

تحالف الكاثوليك من ذوي الأصول الآيرلندية مع الإنجيليين قاعدة جديدة للبيض المحافظين

تحالف الكاثوليك من ذوي الأصول الآيرلندية مع الإنجيليين قاعدة جديدة للبيض المحافظين

عندما وُضع دستور الولايات المتحدة من قبل مؤتمر ضم 36 مندوباً، في 17 سبتمبر (أيلول) ونُشر في 28 منه عام 1787، كان من بين هؤلاء 6 أعضاء من أصول آيرلندية، اثنان منهم كانوا من الكاثوليك. غير أن دور هؤلاء وحضورهم في الحياة السياسية والثقافية في الولايات المتحدة ما لبث أن تصاعد منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع موجات الهجرة الكثيفة نحو «العالم الجديد».
عام 1776، كان الكاثوليك يشكلون أقل من 1 في المائة من سكان الأمة الجديدة. لكن وجودهم نما بسرعة بعد عام 1840 إثر الهجرة من آيرلندا وألمانيا، ولاحقاً من إيطاليا وبولندا وأماكن أخرى في أوروبا الكاثوليكية من 1840 إلى 1914، وكذلك من أميركا اللاتينية خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين. ويشكل الكاثوليك اليوم ما بين 25 في المائة إلى 27 في المائة من السكان، أي أكثر من 68 مليون نسمة. ويفيد 85 في المائة منهم بأنهم «مؤمنون إلى حد ما» أو أن إيمانهم «مهم جداً» بالنسبة لهم.
من ناحية ثانية، رغم عدم وجود أحزاب دينية في الولايات المتحدة، سواء على المستوى المحلي أو الوطني - بعكس كثير من دول العالم، خصوصاً في أوروبا وأميركا اللاتينية - فإن أعضاء الكنيسة الكاثوليكية نشطوا في الانتخابات الأميركية منذ منتصف القرن 19. ويتفق معظم المؤرخين على أن الشتات الكاثوليكي الآيرلندي كان منظماً بشكل جيد، ما أدى إلى بناء كنيسة كاثوليكية أميركية قوية وسيطرتهم على النقابات العمالية وعلى الحزب الديمقراطي في المدن الكبرى والمدارس الثانوية والكليات والجامعات الكاثوليكية.
وبحسب إحصاءات عام 2018، انتخبت العديد من المدن الكبرى رؤساء بلديات كاثوليك آيرلنديين. وفي الواقع، انتخب رؤساء بلديات كاثوليك من الآيرلنديين في كل من شيكاغو (معقل الزعيمين الديمقراطيين النافذين ريتشارد ديلي الأب وريتشارد ديلي الإين) وبوسطن (معقل آل فيتزجيرالد وآل كينيدي الذين أعطوا أميركا رئيسها الكاثوليكي الوحيد) وفيلادلفيا وبولتيمور وسنسناتي وهيوستن ونيوارك ونيويورك وأوماها وسكرانتون وبتسبورغ وسانت لويس وسانت بول، وسان فرانسيسكو. بل كان لدى شيكاغو وبوسطن وجيرزي سيتي من رؤساء البلديات الأميركيين الآيرلنديين أكثر من أي مجموعة عرقية أخرى. وابتداء من انتخابات رئاسة البلدية عام 1909، كان كل مرشح ديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك رجلاً من أصل آيرلندي حتى عام 1950، عندما شهدت انتخابات خاصة فوز ثلاثة كاثوليك من أصول إيطالية.
منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى عام 1964، كان الكاثوليك ديمقراطيين بصلابة، وأحيانا عند مستوى 80 - 90 في المائة. ومن الثلاثينات إلى الخمسينات من القرن الماضي، شكل الكاثوليك جزءاً أساسياً من تحالف واسع، مع عضوية متداخلة في الكنيسة والنقابات العمالية وناشطو المدن الكبرى والطبقة العاملة، ما عزز السياسات الليبرالية في الشؤون الداخلية ومعاداة الشيوعية خلال «الحرب الباردة».
لكن منذ انتخاب جون كينيدي أول رئيس أميركي كاثوليكي عام 1960، انقسم الكاثوليك بنسبة 50 - 50 بين الحزبين الرئيسيين في الانتخابات الوطنية. ومع تراجع النقابات ودور ناشطي المدن الكبرى، وصعود أعداد كبيرة في سلم الترقي الطبقي نحو الطبقات الوسطى، ابتعد الكاثوليك عن الليبرالية واتجهوا نحو التيارات المحافظة في القضايا الاقتصادية كالضرائب مثلاً. ومنذ نهاية الحرب الباردة، تلاشت أهمية معاداتهم القوية للشيوعية، واتخذت الكنيسة الكاثوليكية مواقف قوية ومتشددة في القضايا الاجتماعية، كالإجهاض والزواج المثلي، ودخلت في تحالفات مع الإنجيليين البروتستانت الذين يشكلون القاعدة الصلبة للأميركيين البيض.
في عام 2015، حين أعلن البابا فرانسيس أن تغيّر المناخ هو من صنع الإنسان بسبب إحراق الوقود الأحفوري، وأن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض متجذر في «ثقافة الإقصاء» وقلة اكتراث العالم المتقدم بتدمير الكوكب بينما يسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية قصيرة المدى، قوبلت تصريحاته بلامبالاة من الكاثوليك في الولايات المتحدة.
حالياً، يوجد 22 كاثوليكياً في مجلس الشيوخ و141 كاثوليكياً من أصل 435 نائباً في مجلس النواب، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية الجمهورية كيفن مكارثي. وفي عام 2008، أصبح جو بايدن أول كاثوليكي يُنتخب نائباً لرئيس الولايات المتحدة، وإذا ما فاز في انتخابات هذا العام، فسيصبح ثاني رئيس كاثوليكي بعد جون كينيدي. وهنا نشير إلى أن نائب الرئيس الأميركي الحالي مايك بنس، الآيرلندي الأصل، نشأ كاثوليكياً، لكنه تحول إلى البروتستانتية الإنجيلية في وقت لاحق.
أخيراً، شغل 9 أميركيين كاثوليك من أصل آيرلندي منصب قاضٍ في المحكمة العليا هم: جوزف ماكينا 1898، وإدوارد وايت 1894، وبيرس بتلر 1923، وفرانك مورفي 1940، وجايمس بايرنس 1941، وويليام برينان 1956، وأنتوني كينيدي 1988، ونيل غورستش 2017، وبريت كافاناه 2018.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»