هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟

هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟
TT
20

هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟

هرمون النمو البشري... هل يبطئ عملية الهرم؟


- لم أسمع كثيراً في الآونة الأخيرة عن هرمون النمو البشري... فهل هناك أدلة جديدة تدعم استخدامه في معاونة الرجال الأكبر سناً؟
- هرمون النمو الطبيعي
> تصنع الغدة النخامية في المخ هرمون النمو الطبيعي natural growth hormone، وتفرزه. وبالتعاون مع عدد من الهرمونات الأخرى، مثل «آي جي إف ـ 1» IGF - 1 (عامل نمو الإنسولين 1)، يتحمل هذا الهرمون مسؤولية نمو الجسم خلال المرحلة الأولى من العمر.
على مدار الحياة، يستمر هرمون النمو في الاضطلاع بدور في إنتاج البروتين ومعاونة الجسم على استخدام الدهون لإنتاج طاقة. ولا ينمو الأطفال الذين يعانون نقصاً في هرمون النمو إلى كامل إمكاناتهم من حيث الطول، ويتسمون بقصر القامة.
من جهتها، وافقت إدارة الغذاء والدواء على إجازة هرمون نمو بشري صناعي بديلاً لاستخدامه مع هذه الفئة من الأطفال؛ الأمر الذي يعينهم على النمو لقامة أطول.
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، أصبح هرمون النمو البشري الصناعي عقاراً لتعزيز الأداء يحظى بشعبية، لكنه غير قانوني. في الواقع، لطالما كانت الضجة المثارة حول هرمون النمو البشري الصناعي ومعاونته في رفع مستوى الأداء الرياضي أكبر عن الواقع. الحقيقة أن الكثير من التجارب السريرية التي قارنت بين أداء هرمون النمو البشري الصناعي والدواء الوهمي (بلاسيبو) لم تكشف عن أي ميزة في اللياقة الرياضية لدى الأفراد الذين تعاطوه.
- أضرار متعددة
من ناحية أخرى، فإنه ومع تقدمنا في العمر تتراجع بصورة طبيعية كمية هرمون النمو التي تفرزها الغدة النخامية. وببلوغ الـ55 سنة، تصبح مستويات هرمون النمو في الدم أقل بمقدار الثلث تقريباً عما عليه الحال في أجسام الأفراد في الفئة العمرية ما بين 18 و35 عاماً. ويتزامن هذا التراجع مع انحسار كتلة العضلات وتزايد معدلات الدهون في الجسم؛ الأمر الذي يحدث مع التقدم في العمر.
من السهل التعرف على السبب وراء الترويج لهرمون النمو البشري الصناعي باعتباره مكملاً «مكافحاً للتقدم في العمر» - لكن هل بمقدوره فعلاً جعلك تشعر وتبدو أصغر عن سنك بـ10 أعوام، مثلما يوحي البعض؟ ما نعرفه على وجه اليقين أن البالغين الأصحاء الذين يتناولون هرمون نمو بشرياً صناعياً زادت العضلات بأجسامهم بمقدار نحو 6 في المائة وتقلصت الدهون في الجسم بالمقدار نفسه تقريباً. كما تحسن مستوى القوة في بعض مجموعات العضلات، لكن ليس في جميعها.ومع ذلك، تبقى هناك جوانب سلبية لاستخدام هرمون النمو البشري الصناعي؛ ذلك أن باستطاعته جعل الإنسولين أقل فاعلية؛ الأمر الذي قد يرفع مستويات السكر في الدم وتعزيز مخاطر الإصابة بالسكري. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي هرمون النمو البشري الصناعي إلى الشعور بألم في العضلات والمفاصل، وتضخم الثدي واحتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة النفق الرسغي. كما توحي الدراسات التي أجريت على حيوانات أن مستويات النشاط المنخفض لهرمون النمو ربما تؤدي إلى حياة أطول. وعليه، فإنه من الناحية النظرية، من الممكن أن يؤدي الحقن بهرمون النمو البشري الصناعي إلى تقصير العمر؛ الأمر الذي يدحض فكرة أن هرمون النمو البشري الصناعي يكافح الهرم مع التقدم في العمر. من ناحيتها، وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام هرمون النمو البشري الصناعي فقط مع مجموعة محدودة من الحالات غير الشائعة، مثل نقص هرمون النمو.
جدير بالذكر، أن هرمون النمو البشري الصناعي عقار لا يصرف إلا بوصفة من طبيب ولا يمكن الحصول عليه على نحو قانوني دونما موافقة طبيب. ومن أجل أن يصبح له تأثير، يجب أن يجري حقنه في الجسم. وعليه، ننصح بعدم إهدار المال على الأقراص التي تحوي هرمون نمو بشرياً صناعياً؛ ذلك أن المادة الفعالة لا يمتصها الجسم عند تناولها من خلال الفم.
أما السبيل الأمثل نحو مكافحة علامات التقدم في العمر والشيخوخة فهو الوصفة القديمة المجربة المتمثلة في الاعتماد على نظام غذائي صحي به قدر كافٍ من البروتين، واتباع برنامج منتظم للتدريبات الرياضية، وتعزيز مقاومة الجسم. وفي الواقع، هذا التوجه أفضل عن أي عقار لتعزيز نشاطك وضمان استمتاعك بالحياة.
- رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»،
خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

صحتك قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

إذا كانت مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة باستمرار، فلا تعتبر ذلك أمراً طبيعياً، بل عليك اتخاذ بعض الخطوات للسيطرة عليها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

طوّر علماء بكلية الصيدلة بجامعة نوتنغهام الإنجليزية منتجاً جديداً من الراتنج الذي يستخدم في عمليات طلاء مجموعة متنوعة من الأسطح للقضاء على البكتيريا

صحتك يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)

عندما يصبح الكوليسترول الجيد... ضارّاً

وجد باحثون أن بعض مكونات الكوليسترول «الجيد» أو البروتينات الدهنية عالية الكثافة قد تكون سبباً لزيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
صحتك التستوستيرون هو هرمون جنسي ويُعدّ هرمون الذكورة الرئيسي لدى الرجل (أ.ب)

منها ضعف التركيز... 6 علامات لانخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال

قصور الغدد التناسلية، كما يُعرف أيضاً بنقص هرمون التستوستيرون (TD)، هو مشكلة قد تصيب الكثير من الرجال في مرحلة ما من حياتهم، من دون أن يدركوا الأمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق  مركبات PFAS تنتشر في كل مكان لدرجة أنه لا توجد طريقة لتجنبها تمامًا (إ.ب.أ)

بسبب مضارها المحتملة... كيف تقلّل من تعرضك لـ«المواد الكيميائية الدائمة»؟

يستخدم المصنّعون «PFAS» وهي فئة تضم نحو 15 ألف مادة كيميائية على نطاق واسع في منتجاتهم لخصائصها المقاومة للالتصاق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عندما يصبح الكوليسترول الجيد... ضارّاً

يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)
يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)
TT
20

عندما يصبح الكوليسترول الجيد... ضارّاً

يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)
يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)

وجد باحثو مستشفى هيوستن ميثوديست أن بعض مكونات ما يُسمى بالكوليسترول «الجيد» أو البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL) قد تكون سبباً لزيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية.

ويستخدم فريق البحث، بقيادة الدكتور هنري جيه باونال، أستاذ الكيمياء الحيوية في الطب بمعهد هيوستن ميثوديست للأبحاث، والدكتور خورام ناصر، طبيب القلب ورئيس قسم الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والصحة العامة في المستشفى، أساليب بحثية مبتكرة لدراسة دور بعض خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب.

ويشير باونال إلى أهمية الفحوصات الروتينية، خاصة تلك التي تقيس مستويات الكوليسترول؛ الجيد (HDL) والضار (LDL)، موضحاً أن لكل نوع من الكوليسترول شكلين: «الحر»، وهو خلايا نشطة، تشارك في الوظائف الخلوية؛ و«المُرتبط» بمركبات بروتينية، ويعدّ أكثر استقراراً وجاهزاً للتخزين في الجسم. وبالتالي، فإن زيادة خلايا الأول، حتى لو كانت من الجيد (HDL)، قد تُسهم في أمراض القلب.

في دراسات ما قبل السريرية، اكتشف الفريق أن البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، الذي يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول الحر، يُحتمل أن يكون غير فعّال. وللتأكد من نتائجهم وإثبات نظريتهم، يقوم الباحثون حالياً بدراسة 400 مريض، لديهم تركيزات متفاوتة منه في البلازما.

يخطط الباحثون لتطوير تشخيصات وعلاجات جديدة لإدارة أمراض القلب (شترستوك)
يخطط الباحثون لتطوير تشخيصات وعلاجات جديدة لإدارة أمراض القلب (شترستوك)

ويرى باونال أن «النتيجة الأكثر إثارة للدهشة من دراستنا حتى الآن، هي وجود رابط قوي بين كمية الكوليسترول الحرّ في البروتين الدهني عالي الكثافة، ومدى تراكمه في خلايا الدم البيضاء المسماة الخلايا البلعمية (macrophages)، التي يمكن أن تساهم في الإصابة بأمراض القلب».

وعلى الرغم من الاعتقاد السابق أن تحول الكوليسترول الحر إلى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) مفيدٌ لصحة القلب عبر إزالة الكوليسترول الزائد من الأنسجة. فإن باونال يقول إن بياناتهم تظهر أنه في سياق تركيزات الكوليسترول الجيد (HDL) العالية في البلازما، عكس ما هو صحيح، حيث يمكن أن يؤدي نقل خلايا الكوليسترول الحر الجيدة، إلى خلايا الدم البيضاء في الدم والأنسجة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويوضح الباحثون أنه بمجرد الوصول إلى هدفهم المباشر، المتمثل في إظهار أن الكوليسترول الحر الزائد في البروتين الدهني عالي الكثافة يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية الزائدة، فإنهم يخططون لتطوير تشخيصات وعلاجات جديدة لإدارة تلك الأمراض، فضلاً عن استخدام الكوليسترول الخالي من البروتين الدهني عالي الكثافة، كعلامة حيوية لتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات لخفضه.

ويتوقّع باونال أن «نتمكن من الوصول إلى هدفنا الأول في أقل من 3 سنوات، حيث توجد بعض الأدوية المعروفة، التي تؤثر على الكوليسترول الحر في النماذج السريرية السابقة»، مضيفاً: «لذلك يمكن اختبار ذلك على البشر إذا كانت اختباراتنا تبرر استخدام هذه العلاجات المعروفة».

وفي حال نجاحهم، يشير باونال إلى أنه من المحتمل أن يتمكنوا من تطبيق ما تعلموه على المرضى في بيئة سريرية في غضون 6 سنوات من الآن.