شاشة الناقد: Paradise War

مشهد من «حرب الفردوس»
مشهد من «حرب الفردوس»
TT

شاشة الناقد: Paradise War

مشهد من «حرب الفردوس»
مشهد من «حرب الفردوس»

Paradise War
(وسط)
> إخراج: ‪نيكولاس هيلبر ‬
> سويسرا
النوع: دراما عاطفية (2019)

هناك ذلك المشهد الذي نرى فيه الرحّالة برونو مانسر (سڤن شلكر) يجلس وحيداً في عتمة الليل داخل غابة ماليزية عندما يسمع زئير فهد (أو نمر، ذلك لأننا نسمع فقط ولا نرى). يتوقف منصتاً بينما الزئير يقترب، ثم يتراجع إلى خيمته ويجلب ناياً ويبدأ العزف... يزأر الحيوان مرّة أخرى ثم يؤثر ترك برونو والابتعاد عنه.
ربما أراد المخرج السويسري نيكولس هيلبر رفع شحنة التشويق بعض الشيء، وربما أراد الإيحاء بأن الموسيقى تصلح لأن تكون لغة تواصل بيننا وبين الحيوانات، لكن ما يتبدّى في هذا المشهد المستعجل لا يمت تماماً لأحد هذين الاحتمالين (هناك احتمال ثالث هو أن الوحش المفترس متذوّق للموسيقى وعزف برونو لم يعجبه!).
المشكلة أن المشهد يبدو غير مقنع ولا واقعي، خصوصاً أن الفيلم يقدّم قصّة حقيقية وقعت أحداثها في الثمانينات.
نتعرّف على برونو فوق قارب في النهر قبل أن يتركه ويمضي في مجاهل ماليزيا في بحثه عن قبيلة بينان التي لا تزال تعيش على طبيعتها البدائية. بعد مشهد الفهد يواصل رحلته. يصعد جبلاً مستقيم الجانب بنجاح ثم يتقدّم في الغابة وها هو فجأة أمام قرية بينان.
ما سبق فصل من الفيلم يمهّد للعلاقة الاجتماعية التي نشأت بين أفراد القبيلة وبينه. ينتقل الفيلم لفترة لاحقة من الوقت، وها هو برونو يجيد الكلام بلغة القبيلة ويتعرّف على متاعبها حيال خطر خسارتها أرضها في مواجهة الحضارة التي جاءت تقطع الأشجار وتطرد كائنات الطبيعة وتحوّل القبيلة من مالكي مقدّراتهم وأرضهم إلى عاملين لدى المؤسسات.
الفصل الثالث هروب برونو من البوليس الماليزي عائداً إلى بلاده وسعيه للدفاع عن القبيلة إعلامياً وسياسياً ثم عودته حيث يعلن الفيلم فشله.
يتعامل الفيلم سياسياً مع حق القبائل المعنية بالعيش كما اعتادت أن تعيش وفوق أراضيها التي ولدت أجيالها السابقة فيها ومنذ مئات العقود. هذا جيد بحد ذاته. المشكلة ذاتها هددت وتهدد قبائل أخرى جرفها تيار التغيير من دون رحمة في عموم القارة الأميركية وفي أستراليا ومناطق آسيوية مختلفة.
لكن المخرج يريد فيلماً ناجحاً. هذا بالنسبة إليه يعني سرداً تشويقياً مع مشاهد خلابة (لا يمكن لومه عليها) كما بعض مشاهد التوتر. هذا السعي يرتطم والمعطيات الروائية التي يعمد إليها بحيث يبدو الفيلم خيالياً أكثر منه واقعياً. لا يمل النظر إليه لكنه يميل إلى صنف المغامرة في الوقت الذي لا يحدث فيه شيء أكثر عمقاً مما هو مُقترح.
الموسيقى رائعة من غبريال يارد.


مقالات ذات صلة

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».