المشهد: النجم العربي

> كل أسبوع تطالعنا الأخبار «الفنية». هي فنية بالاسم فقط، لأن الفن هو الموسيقى والرسم والسينما والتمثيل وسواها من المنجزات التي يقوم بها موهوبون لصالح الجمهور، خصوصاً الجمهور الذوّاق والمثقف والمقدّر للفن وأدواره.
> ما نطالعه ليس أن الممثل الفلاني تبرّع بمبلغ معيّن لصالح مستشفى أو مدرسة، ولا أن آخر رفض أن تتقاضى شريكته في البطولة أجراً أقل، فقام بدفع الفارق من جيبه. ليس عن مغنين يوفرون النداء الوطني بلا مقابل، ولا عن مطربين يخصصون أوقاتهم للمشاركة في رعاية اجتماعية ما، بل ما هو أقل من كل ذلك.
> نقرأ ونسمع أن الممثل الفلاني يُعلن إنه «نجم الشبّاك الأول» فيرد عليه آخر بأنه هو النجم الأول في السينما والتلفزيون. نقرأ ونسمع أن المطربة الفلانية سخرت من زميلتها فما كان من زميلتها إلا أن هاجمتها وأدانتها.
> نقرأ ونسمع عن ممثل يدّعي أنه تسلم مشاريع هوليوودية، لكنه رفضها جميعاً. وآخر يقوم إن رضا الجمهور هو جائزته الوحيدة التي تسعدها وإنها تساوي كل جوائز المناسبات والمهرجانات مجتمعة، المحلية منها وتلك التي توزعها أكاديمية فنون على سطح كوكب الزهرة.
> المنافسة شيء وصراع الديوك شيء آخر وما نقرأه ونسمعه هو صراع ديوك واستهبال للجمهور. في الخمسينات والستينات كان من الممكن الكذب على الناس. تقدّمت الدنيا لكن نجومنا ما زالوا في وادي تلك الفترة كما لو أنهم وُلدوا فيها.
> وكل ذلك الصراع يدور فوق رقعة صغيرة. لا أفلام لدينا تعرض في أكثر من أربع أو خمس دول عربية (فما بالك بالعالمية) ولا أغنية باتت تبيع بملايين الدولارات (كما الحال في الدول الغربية) ولا أن مساحة الشهرة لا تزيد عن بضع ألوف من الناس المحتاجين للترفيه.
> النجم (إذا صحّت هذه الكلمة) عليه أن يتواضع حين ينظر إلى المرآة. أن يدرك الحقائق. فالتقدّم لا يقع عنوة بل بالثقافة والطموح.