طالب مجلس الأمن كلاً من أرمينيا وأذربيجان بـ«وقف فوري» للقتال على إقليم قره باغ الانفصالي واستئناف المحادثات بشكل عاجل دون شروط مسبقة. وطلب الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن (فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وإستونيا) عقد الاجتماع المغلق عقب تصاعد القتال.
وفي أقوى موقف دولي حتى الآن منذ بدء القتال في نهاية الأسبوع الماضي، تلا رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب النيجري الدائم لدى الأمم المتحدة عبدو عباري بياناً، أعرب فيه الأعضاء عن قلقهم من التقارير التي تتحدث عن «أعمال عسكرية واسعة النطاق»، معبرين عن أسفهم حيال الخسائر في الأرواح والخسائر في صفوف المدنيين. ونددوا بشدة باستخدام القوة، معلنين «دعم أعضاء المجلس لدعوة الأمين العام الجانبين لوقف القتال على الفور، وتهدئة التوترات والعودة دون تأخير إلى مفاوضات بناءة».
وجاء في البيان أن أعضاء المجلس «يدينون بشدة استخدام القوة، ويأسفون للخسائر في الأرواح والخسائر البشرية في صفوف المدنيين». وعبروا «عن قلقهم إزاء التقارير بشأن أعمال عسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس» في الإقليم. وكذلك أبدوا «دعمهم الكامل للدور المركزي للرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك» (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحضوا الجانبين على «العمل الوثيق معهم من أجل استئناف الحوار بصورة عاجلة ومن دون شروط مسبقة».
وذكر دبلوماسيون أن البيان الذي أقره المجلس بعد اجتماع استمر نحو ساعة، اقترحه الرؤساء المشاركون الثلاثة لمجموعة مينسك، مما سهل اعتماده. وخلال الجلسة، أطلعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو الأعضاء على الوضع الراهن.
وطالب نائب المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة غونتر سوتر الدول المجاورة «بلعب دور بناء أكثر في هذا الصدد وتجنب كل ما يمكن أن يزيد التوترات»، بحسب تصريحاته أمام المجلس. وقال إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شددت في مكالمات هاتفية لقادة أرمينيا وأذربيجان على ضرورة حل النزاع على أساس مبادئ «عدم استخدام القوة وسلامة الأراضي وتقرير المصير».
وحض المندوب الإستوني لدى الأمم المتحدة سفين يورغنسون الجانبين على الاستجابة لدعوة الأمين العام غوتيريش في 23 مارس (آذار)، والتي كررها لقادة العالم الأسبوع الماضي حول ضرورة التزام وقف إطلاق النار عالمياً للتصدي لتفشي فيروس «كوفيد 19». وقال: «نود أن نذكر أن المشاركة غير المباشرة في الصراع من قبل أطراف خارجية أمر غير مقبول ويزيد من التوترات في المنطقة»، في إشارة واضحة إلى دعم القوات التركية لأذربيجان.
وفي الوقت ذاته تقريباً حين كان المجلس يناقش قضية قره باغ، تبادل دبلوماسيون من أذربيجان وأرمينيا الاتهامات في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيال المسؤولية عن التصعيد الأخير. وكان الدبلوماسيون يمارسون حق الرد على الخطب المسجلة مسبقاً لزعيمي البلدين خلال الاجتماع السنوي رفيع المستوى لقادة العالم الذي عقد عن بعد هذا العام بسبب الجائحة.
مجلس الأمن يطالب بـ«وقف فوري» للقتال في الإقليم
مجلس الأمن يطالب بـ«وقف فوري» للقتال في الإقليم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة