الحكومة السودانية تبيد 300 ألف قطعة سلاح «غير قانونية»

دعت المجتمع الدولي إلى مساعدتها مالياً وفنياً

TT

الحكومة السودانية تبيد 300 ألف قطعة سلاح «غير قانونية»

أبادت السلطات السودانية، أمس، أكثر من 300 ألف قطعة سلاح غير قانونية، جُمعت طوعاً من المواطنين بكل ولايات البلاد، وكلفت 40 مليون دولار، كما أعلنت في الوقت ذاته بدء المرحلة الأخيرة لنزع السلاح قسراً بقوة القانون، تحسباً من أن يتسبب تسربه في زعزعة الأمن والسلم إقليمياً ودولياً.
وجرت عملية تدمير الأسلحة بمعسكر للجيش في منطقة حجر العسل، شمال العاصمة الخرطوم، حيث دُفنت في حفر كبيرة وطُمرت بالتراب، قبل تفجيرها من بُعد.
وشهد عملية إبادة الأسلحة غير الشرعية، عضو مجلس السيادة حسن شيخ إدريس قاضي، ووزيرا الدفاع والداخلية، وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم.
وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي، إبراهيم جابر، أن الحكومة الانتقالية في السودان تعمل جاهدة لنزع السلاح غير المقنن من المدنيين، بهدف تحقيق السلام بالداخل وفي المنطقة، مضيفاً: «لقد وصلنا لمرحلة الجمع القسري للسلاح من الذين يحوزونه بطرق غير قانونية».
كما أوضح جابر أن القوات المشتركة ستشرع فوراً في تطبيق إجراءات صارمة لجمع السلاح بإنفاذ القانون، وذلك عبر حملات التفتيش والمداهمات للحد من انتشاره. وقال بهذا الخصوص إن تحقيق هذا الأمر يتطلب تنسيقاً عالياً مع دول الجوار لمنع انتقال السلاح عبر الحدود، ومواجهة أي مهددات للأمن في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفني والتقنيات الحديثة للأجهزة المختصة في الحكومة الانتقالية قصد تسهيل مهمتها في الكشف عن الأسلحة المخبأة.
في سياق ذلك، وجه جابر القوات المشتركة بالاستمرار في نزع السلاح بالقوة من المتفلتين لحماية المدنيين، مشيراً إلى أن الانفلات الأمني والصراعات القبلية، اللذين شهدهما بعض المناطق مؤخراً، عرفا استخدام أسلحة غير مقننة.
من جانبه، قال مقرر «اللجنة القومية لجمع السلاح»، عبد الهادي عبد الله، إن الحملة وضعت يدها على 300 ألف قطعة سلاح من مختلف الأنواع والأعيرة، جُمعت من مناطق النزاعات، وأرسلت للقيادة العامة في الخرطوم، مضيفاً أن عمليات جمع السلاح «جرت بجهد ذاتي وتمويل من الدولة، دون مساعدة خارجية، وكلفت مبلغ 40 مليون دولار، والحكومة السودانية تسعى لشراكة مع المجتمع الدولي لخلق عالم مستقر خال من النزاعات والعنف».
وأكد عبد الله أن انطلاق المرحلة الرابعة الأخيرة من البرنامج، سيكون عن طريق عمليات الحصار والتفتيش للأماكن المشبوهة، مشيراً إلى أن القوات التي ستنفذ المهمة «تلقت تدريبات كافية، وعززت بأجهزة حديثة للكشف عن الأسلحة حتى لو كانت مدفونة في أعماق بعيدة». وناشد دول العالم التعاون مع الحكومة الانتقالية لتنفيذ المرحلة الأخيرة، «التي تتطلب دعماً مالياً وفنياً وتقنية أحدث لإنهاء العمليات في وقت وجيز».
وشهد السودان خلال السنوات العشر الماضية حروباً ونزاعات مسلحة بين الحكومة المركزية والجماعات المتمردة في دارفور، ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، مما ساهم في انتشار كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وسط المواطنين. وقد بدأت عمليات جمع السلاح عام 2016 إبان حكم النظام المعزول، وتواصلت بعد التغيير الذي شهده السودان في أبريل (نيسان) 2019.
ووقعت الحكومة السودانية في أغسطس (آب) الماضي اتفاق سلام بالأحرف الأولى مع عدد من الحركات المسلحة، شمل ترتيبات أمنية لدمج مقاتليها في الجيش السوداني، من خلال عمليات فنية تقوم بها «مفوضية إعادة الدمج والتسريح»، بدعم من الأمم المتحدة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.