«كوفيد ـ19» يتحول إلى وباء ممتد في إيران

تحذيرات من ارتفاع الوفيات إلى 900 حالة يومياً بعد شهرين

مشرفة على روضة أطفال في طهران تعقم يدي طفلة أول من أمس (رويترز)
مشرفة على روضة أطفال في طهران تعقم يدي طفلة أول من أمس (رويترز)
TT

«كوفيد ـ19» يتحول إلى وباء ممتد في إيران

مشرفة على روضة أطفال في طهران تعقم يدي طفلة أول من أمس (رويترز)
مشرفة على روضة أطفال في طهران تعقم يدي طفلة أول من أمس (رويترز)

تواجه إيران ظروفاً قاسية بعد قفزة جديدة للوباء، رفعت المحافظات الحمراء إلى 26 من أصل 31 محافظة، وكشف رئيس جامعة العلوم الطبية في طهران، عباس علي كريمي، أمس، أن وباء كورونا «تغيرت ملامحه واجتاز الموجة الثالثة»، لافتاً إلى أن بلاده تواجه وباءً ممتداً في الوقت الحالي.
ونقلت وكالة «أرنا» عن كريمي قوله إن «منحنى الدخول والخروج إلى المستشفيات، يظهر أن الأمر تخطى الموجة الأولى والثانية والثالثة»، مضيفاً أن «مسار التفشي مستمر ونواجه ظروفاً جديدة كل يوم».
ونقلت صحف إيرانية عن نائب وزير الصحة، إيرج حريرتشي، قوله إنه في حال لم تتدخل الحكومة، فمن الممكن أن ترتفع الوفيات في إيران إلى 600 حالة يومياً، الشهر المقبل، و900 حالة وفاة بعد شهرين.
وأودى فيروس «كوفيد - 19»، حسب بيانات وزارة الصحة، أمس، بحياة 190 شخصاً، خلال 24 ساعة، وبلغت حصيلة الضحايا 25779 شخصاً.
وبموازاة ذلك، أبلغت وزارة الصحة الإيرانية عن تسجيل 3512 إصابة جديدة بالفيروس، ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 449960 مريضاً.
وفي الوقت نفسه، استقبلت المستشفيات الإيرانية 1514 مريضاً، وقالت وزارة الصحة إن غرف العناية المركزة تتعامل مع 4068 حالة حرجة.
وطغى اللون الأحمر، على الخارطة الإيرانية.
وقرأت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري، قائمة تضم 26 محافظة في الوضع الأحمر، فيما صنفت أربع محافظات أخرى في حالة الإنذار.
وأوضحت المتحدثة أن كبار السن يشكلون 50 في المائة من الإصابات بفيروس كورونا، و70 في المائة من الوفيات الناجمة عن الوباء.
ويشكل عدد الأشخاص الذين تفوق أعمارهم الـ60 نحو 9.3 في المائة من النسمة الإيرانية البالغة نحو 82 مليوناً.
وتخشى إيران أن تواجه سيناريوهات أسوأ نظراً لتفشي الإنفلونزا الموسمية، وهو ما تحاول التقليل من مخاطره عبر توزيع لقاح الإنفلونزا، ما رفع الطلب على اللقاح في الأيام الماضية.
وطلب المتحدث باسم منظمة الأغذية والطعام في إيران، كيانوش جهانبور، من الإيرانيين، عدم التوجه إلى الصيدليات للحصول على لقاح الإنفلونزا.
وقال جهانبور، إن «اللقاح مخصص للكوادر الطبية والنساء الحوامل، ومن يعانون الأمراض الخاصة ولن يمنح للآخرين».
بدوره، قال وزير التعليم، مسحن حاجي ميرزايي، إن «طلاب المدارس لا يواجهون خطر الإصابة بفيروس كورونا»، لافتاً إلى أن حضور الطلاب «اختياري»، وبالتزام المعايير الصحية.
ومع ذلك، رهن حاجي ميرزايي إغلاق المدارس بقرار «اللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا»، مشيراً إلى أن اللجنة منحت صلاحيات لوزارة الصحة والوزارة الداخلية لاتخاذ القرار حول إغلاق المدارس في المناطق المتأثرة للغاية بتفشي وباء «كورونا».
وأفادت مواقع إيرانية، أمس، بأن رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي رفسنجاني، قرر تعليق جلسات المجلس بسبب إصابة أحد أعضائه، كما خضع لفحص طبي، على أن تعلن النتائج اليوم.
وأعلن مسؤول في رئاسة البرلمان، إن الرئيس حسن روحاني لن يتوجه إلى البرلمان اليوم لحضور جلسة التصويت على نيل الثقة لوزير الصناعة والمعادن والتجارة الجديد، علي رضا رزم حسيني.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.