عون يجدد التمسك بمبادرة باريس ولا موعد قريباً للاستشارات النيابية

عون يمنح فوشيه وسام الأرز الوطني أمس (الرئاسة اللبنانية)
عون يمنح فوشيه وسام الأرز الوطني أمس (الرئاسة اللبنانية)
TT

عون يجدد التمسك بمبادرة باريس ولا موعد قريباً للاستشارات النيابية

عون يمنح فوشيه وسام الأرز الوطني أمس (الرئاسة اللبنانية)
عون يمنح فوشيه وسام الأرز الوطني أمس (الرئاسة اللبنانية)

يسود الترقب في لبنان بعد خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حمّل فيه الأحزاب اللبنانية مسؤولية التعطيل، في وقت لا يبدو فيه أن هناك أي مؤشرات لدعوة قريبة للاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة.
وجدد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون أمس تمسكه بالمبادرة الفرنسية، منوهاً بالاهتمام الذي يبديه الرئيس الفرنسي حيال لبنان واللبنانيين.
وجاء موقف عون خلال استقباله أمس سفير فرنسا لدى لبنان برونو فوشيه في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان الذي استمر ثلاث سنوات. وشكر الرئيس عون للسفير فوشيه جهوده لتعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية في المجالات كافة، متمنياً له التوفيق في مهمته الدبلوماسية الجديدة. وتقديراً لذلك، منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر. وأكد الرئيس عون خلال اللقاء مع السفير الفرنسي تمسكه بـ«المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيما خص الأزمة اللبنانية»، منوهاً خصوصاً بـ«الاهتمام الذي يبديه حيال لبنان واللبنانيين».
وأسف رئيس الجمهورية لـ«عدم تمكن الرئيس المكلف الدكتور مصطفى أديب من تشكيل الحكومة الجديدة وفق مندرجات مبادرة الرئيس الفرنسي، خصوصاً لجهة الإصلاحات التي يفترض أن تتحقق سواء تلك التي تحتاج إلى قوانين يقرها مجلس النواب، أو تلك التي سوف تصدر عن الحكومة بعيد تشكيلها ونيلها الثقة».
من جهتها، قالت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»: «لم يحدد موعد للاستشارات النيابية واصفة المرحلة الحالية بمرحلة تقييم تجربة أديب وكلام الرئيس الفرنسي وكيفية مقاربتها من قبل الأطراف اللبنانية، خصوصاً تلك التي وجه لها ماكرون الملاحظات».
وتعليقاً منه على كلام ماكرون، قال نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي بعد اجتماع لجنة المال والموازنة، إن المسألة في لبنان دستورية والإشكالية لبنانية لا في فرنسا، مؤكداً أن «المعيار الدستوري هو الأساس»، ومنتقداً «بعض الشخصيات النيابية وبعض رؤساء وزراء سابقين يتحدثون عن رئيس وزراء يعاونه فريق عمل».
وفيما دعا إلى تلقف كلام ماكرون بشكل إيجابي لمزيد من العمل من أجل إنقاذ البلد وعدم الذهاب إلى الحرب الأهلية، ناشد رئيس الجمهورية أن يذهب فوراً إلى إجراء استشارات نيابية، وأن تذهب الأمور في اتجاه اللعبة الديمقراطية إلى أبعد حد على المستوى البرلماني مهما كانت النتائج. وبصرف النظر عن النتائج التي قد تترتب، لا يجوز إخضاع وجود شروط مسبقة على أي كان سواء بالتكليف أو بالاستشارة أو بالتأليف».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.