اقتحام الأقصى وإغلاق الحرم الإبراهيمي

اقتحم عشرات المستوطنين، الاثنين، المسجد الأقصى، على الرغم من الإغلاق الشامل الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية بسبب تفشي فيروس كورونا، ومصادفة أن الأمس عيد يهودي هو «صوم الغفران» (يوم كيبور).
ودخل المستوطنون إلى ساحات المسجد من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال التي انتشرت منذ ساعات الصباح في باحات الأقصى، وعند بواباته ومنعت المصلين من الوصول للمسجد، تحت طائلة القانون الذي يمنع التنقل لمسافة لا تزيد عن 500 متر عن المنازل لمنع انتشار فيروس «كورونا». وشوهد المستوطنون وهم ينفذون جولات استفزازية في ساحات المسجد، تلبية لدعوة منظمات «الهيكل» بتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية.
ودأب المتطرفون على اقتحام الأقصى بشكل منتظم خلال فترة الأعياد اليهودية، للتأكيد على أحقيتهم بالمكان وللمناداة ببناء هيكلهم مكان المسجد، وهي اقتحامات قادت في السابق، إلى كثير من التوترات وتسببت في إطلاق انتفاضات وهبات شعبية.
ويحتفل اليهود، منذ مساء الأحد، ونهار الاثنين، بيوم «صوم الغفران» (يوم كيبور) ويعد من أقدس الأيام في الأعياد والشعائر الدينية اليهودية. ويستمر الصيام فيه نحو 26 ساعة.
وفي هذا اليوم، الذي صادف هذا العام ظروف الإغلاق المشدد، يتوقف العمل في جميع المرافق، باستثناء خدمات الطوارئ، كما تتعطل كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
وأغلقت السلطات الإسرائيلية، أمس، الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل أمام المصلين، كذلك شددت من إجراءاتها في محيطه وداخل البلدة القديمة، بحجة تأمين احتفالات المستوطنين بـ«عيد الغفران». وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن قوات الاحتلال نشرت جنودها بأعداد كبيرة في محيط الحرم، والبلدة القديمة، وضيّقت على المواطنين الذين يقطنون المنطقة، تمهيداً لاحتفالات المستوطنين.
وقال مدير الحرم الإبراهيمي، رئيس السدنة الشيخ حفظي أبو سنينة: «إن سلطات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي بجميع أروقته وساحاته وباحاته، أمام المصلين، من الساعة الثالثة بعد عصر الأحد حتى الساعة العاشرة من مساء الاثنين»، موضحاً أن المستوطنين نصبوا خياماً في حديقة ومتنزه الحرم.
وعدّ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد سعيد التميمي، هذه الإجراءات «تعدياً صارخاً على الديانات السماوية، واستفزازاً وإساءة لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، واعتداءً على حقوق الإنسان، وحرية العبادة، التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية كافة». ونوّه إلى أن إغلاق الحرم يتزامن مع اعتداءات المستوطنين بحق المصلين، وسدنة الحرم، إلى جانب منع رفع الأذان عبر سماعاته.
وأكد التميمي أن المسجد الأقصى الذي يواصل المستوطنون اقتحام ساحاته بشكل يومي تقريباً، والحرم الإبراهيمي الذي قسمته سلطات الاحتلال عقب المجزرة المروعة التي ارتكبها المتطرف باروخ غولدشتاين في 25 فبراير (شباط) 1994، كلاهما «مسجدان إسلاميان خالصان بكامل مساحاتهما وجميع أجزائهما وسائر مكوناتهما، ولا علاقة لليهود فيهما، وجميع الإجراءات المتخذة بحقهما باطلة».